رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَرُدُّ تَعَبَهُ وَلاَ يَبْلَعُهُ، وَبِمَكْسَبِ تِجَارَتِهِ لاَ يَفْرَحُ [18]. إنه يتوقع أن يغرف من العالم كما من جداول وسواقٍ تخرج عسلًا ولبنًا، فلا يكف عن العمل ليلًا ونهارًا لكي يخزن من ثروات العالم. لكنه سرعان ما يكتشف أنه فقير، لا يملك ما ترجاه، فلا يتسلل إليه الفرح، إذ لا يجد سعادة في كل ما اقتناه. من يجمع مالًا ظلمًا يرد ما جمعه بإرادته أو بغير إرادته، فلا يبقى معه شيء، بل يصير معدمًا. * "يتعب باطلًا وبغير منفعة، ذاك الذي يتعلق بالثروة التي سوف لا يذوقها" [18 LXX]. ما هي فائدة فخامة قصر يقطر ذهبًا إن كان الشرير نفسه يدفن ستة أقدام تحت (الأرض)؟ ما هي فائدة كثرة أثواب الفرح وتنوع الملابس لشخص تجرده الهوام؟ الأب هيسيخيوس الأورشليمي * لقد سُلب منه (يوسف) ثوبه (تك 39: 12)، لكنه لم يكن عاريًا، لأنه كان لا يزال متغطيًا بثوب الطهارة. ليس أحد عاريًا إلا الإنسان الذي ينكشف ذنبه. في الأزمنة الأولى لدينا هذه الحقيقة أن آدم إذ عصا وصية الله وصار مدينًا بخطية خطيرة، صار عريانًا؛ لهذا السبب قال: "سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأني عريان فاختبأت" (تك 3: 10). يؤكد آدم أنه عريان لأنه فقد زينة الحماية الإلهية. واختفى لأنه لم يكن لديه ثوب الإيمان الذي ألقاه جانبًا بعصيانه. إنكم ترون حقيقة هامة: آدم كان عريانًا مع أنه لم يفقد رداءه، ويوسف نُزعت عنه ثيابه التي تركها في يد الزانية، ولم يكن عريانًا. الأب قيصريوس أسقف آرل |
|