رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَشْرَبُ وَيَنْسَى فَقْرَهُ وَلاَ يَذْكُرُ تَعَبَهُ بَعْدُ [ع 7]. *يخبرك أحكم رجل، أي سليمان قائلًا: "اُعطوا مسكرًا لهالكٍ، وخمرًا لمُرّي النفس، يشرب وينسى فقره، ولا يذكر تعبهُ بعدُ" (أم 31: 6-7). بمعنى أن أولئك الذين صاروا في ضيق الحزن والأسى بسبب أعمالهم الماضية، أسندهم بأفراح المعرفة الروحية بوفرة، وذلك مثل "خمرٍ تفرّح قلب الإنسان لإلماع وجههِ أكثر من الزيت، وخبز يسند قلب الإنسان" (مز 104: 15). هؤلاء أصلحهم بالشرب القوي لكلمة الخلاص، لئلا يغرقوا في الحزن المستمر، ويسقطوا في اليأس الذي للموت، لئلا يُبتلعوا من الحزن المفرط (2 كو 2: 7). أما الذين لا يزالون في برود واستهتار، غير مضروبين بالحزن القلبي، هؤلاء نقرأ عنهم: "كلام الشفتين إنما هو إلى الفقر" (أم 14: 23). الأب نسطور ليعهد الواحد للآخرين بهذا المُسكر غير المشوب، ولا يُحَد بكؤوس، وهو كلمة الله، بهذا يتحول حزننا إلى فرحٍ وبهجةٍ، بنعمة ابن الله الوحيد. القديس غريغوريوس النيسي *أخبر بعض الإخوة أنبا بيمين عن أخٍ أنه لا يشرب الخمر، فقال لهم: "الخمر ليست للرهبان، لأنه لا يوجد فيها شيء نافع لسكان الأديرة". سأل إخوةٌ شيخًا: "ما معنى قول أنبا بيمين إن الخمر ليست للرهبان؟" فقال الشيخ: "لأن الخمر تحرّك شهوة التناسل، وتُفرِّح القلب (بشريًا)، وتصرف الحزن (بطريقةٍ نفسانيةٍ جسدانية)، كما قال سليمان الحكيم: "اُعطوا مسكرًا لهالكٍ، وخمرًا لمُرِّي النفس، يشرب وينسى فقره ولا يذكر تعبه بعد" (أم 31: 6-7)". فردوس الآباء |
|