رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ضرورية التعددية في الوحدانية عدَما أوضَحنا أنَّ وُجود الله سَرمَدِيّاً يَتَطَلَّب عَمَل صِفاته سَرمَدِيّاً، سَننتَقِل إلى النّقطة الثَّانِية وهي أنَّ عَمَل صِفات الله سَرمَدِيّاً يَعتَمِد على وُجود عَلاقة سَرمَدِيَّة. فأن تَكون صِفات الله عامِلة هذا يَفتَرِض وُجود فاعِل ومَفعول بهِ. لا يُمكِن أن تَكون صِفات الله فاعِلة تجاه نَفسِه طالَما أنَّنا نؤمِن بالإله الواحِد. هذا يَضَعنا أمام احتِمال وَحيد وهو حَتمِيَّة وُجود تَعَدُّدِيَّة ضِمن الوَحدانِيَّة الإلهِيَّة وهذه التَّعَدُّدِيَّة تَتَفَرَّد المَسيحِيَّة في الإيمان بِها على عَكس كُل الفَلسَفات والمُعتَقَدات الأُخرى، فتؤمِن المَسيحِيَّة بالإله الواحِد في الجَوهَر المُثَلَّث الأقانيم. يَقول عماد شحادة: “لا يُمكِن أن يَحدُث ذلك ضِمن وِحدة مُجَرَّدة. فمَثلاً لا يُمكِن لِكائِن واحِد في عُزلة كامِلة عن أيّ كائِن آخَر ودونَ أيّ مَعرِفة عن وُجود كائِن آخَر أن يَختَبِر القوَّة والمَحبَّة والشَّرِكة. فإن كانَت صِفات الله مَوجودة وفَعَّالة ضِمن الخَليقة، وَجَبَ وُجود فاعِل ومَفعول بهِ دونَ الخَليقة أيضاً. ولا يُمكِن اعتِبار الخَليقة مَفعولاً بهِ، لأنَّهُ لا يُمكِن تَحديد صِفات الله ضِمن ما هو عَرَضِيّ أو مُتَوَقِّف على غَيرهِ وكذلك لا يُمكِن تَحديد صِفات الله ضِمن عَلاقة مع إله آخَر.”⁴ هذه العَلاقة يجِب أن تَكون بينَ شَخصِيَّات عاقِلة وفي تَفاعُل فيما بينَها منذُ الأزَل وهذا ما تُعَلِّمهُ المَسيحِيَّة. الآب أُقنوم بِذاتهِ في عَلاقة مع أُقنوم الاِبن وأُقنوم الرُّوح القُدُس، هذه العَلاقة تَضمَن أزَلِيَّة صِفات الله وثَباتها سَرمَدِيّاً دونَ تَغيير أو إضافة أو نقصان. فالآب يُحِبّ الاِبن والرُّوح القُدُس أزَلِيّاً وفي عَلاقة سَرمَدِيَّة مَعَهُما وهو مَحبوبٌ مِنهُما أيضاً. لا يُمكِن لهذه العَلاقة السَّرمَدِيَّة أن تَكون مع الصِّفات، لأنَّ الله لا يَتَعامَل مع الصِّفات ولا تَستطيع هي أن تَتَعامَل مَعهُ. فَلا يُمكِن للصِّفات أن تَأخُذ دَور العاقِل في العَلاقة مع الله. يُضيف عماد شحادة تَعليقاً حَولَ هذه النّقطة: “…التَّعامُل لا يَكون إلَّا بينَ الشَّخصِيَّات العاقِلة، والصِّفات مَعانٍ وليسَت شَخصِيَّات. ولذلك فوَحدانِيَّة الله لا يُمكِن أن تَكون هي ذاته وصِفاته مَعاً.”⁵ |
|