رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَبْعَدْتُ مِنَ الْحِمْلِ كَتِفَهُ. يَدَاهُ تَحَوَّلَتَا عَنِ السَّلِّ [6]. تحت نير العبودية كان يلتزم الإسرائيليون أن يحملوا على أكتافهم ما فوق طاقتهم، ويملأوا السلال بالطين أو اللبن (الطوب)، ويحملوها بأياديهم. هكذا تحت نير العبودية نحمل على أكتافنا أثقالًا مرة، وندنس أيادينا بالوحل والفساد. * عندما كان الإسرائيليون في مصر كابدوا مشقات كثيرة، من جملتها أنهم كانوا يحملون على ظهورهم أحمالًا ثقيلة، ويجرفون الطين في السلال. فمن شدة وجعهم صرخوا إلى الله بزفيرٍ وأنينٍ، وقد شفق عليهم وخلصهم، وأبعد من الأحمال ظهورهم، وتوقف تعب خدمتهم بالسلال. هكذا نجانا ربنا له المجد من أحمال خطايانا، ومن أتعاب اللبن والطين والطوب، أي من الاشتغال بالأعمال الفاسدة. الأب أنسيمُس أسقف أورشليم يرى القديس جيروم أن الله حرر أيدي إسرائيل القديم من حمل السلال التي تمتلئ بالتراب والوحل لعمل اللبن (الطوب)، أما بالنسبة لإسرائيل الجديد (الكنيسة) فيهبها أن تمتلئ سلالها بالكسر التي تبقى من الخبز بعد أن باركه أشبع الجموع! إنها في أشخاص الاثني عشر تلميذًا تحمل سلال فيض البركة الإلهية لجموع المؤمنين. * حين كنا في مصر، في عمل العبودية بنينا مدن فرعون؛ حملنا الطين والطوب، وانهمكنا في البحث عن التبن. لم يكن لنا حنطة؛ لم يكن لنا الخبز الإلهي النازل من السماء. ولم يُعط لنا المن السماوي، ولا كان لنا الحية النحاسية تُرفع على عمودٍ لأجلنا، ولا كانت لنا الصخرة التي تفيض بمياهها، ولا كنا نبسط أيادينا، فيخسر عماليق المعركة. كنا نجلس في الوحل، وكنا عبيدًا لمصر، ونبني مدن فرعون. "أبعد من الحمل كتفه" [6]. ولهذا يقول لنا موسى الذي لنا: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين بالخطايا، وأنا أريحكم" (راجع مت 11: 28). "يداه استعبدتا في سّل" (راجع مز 81: 6) . القديس جيروم * دعنا نذكر جميع القديسين منذ البدء، ونرى ما تحمّلوه، فبينما كانوا يفعلون الصلاح، ويتكلمون بالصلاح، ويثبتون في كل حقٍّ، كانوا يُحتقَرون ويُبتلون من الناس حتى نهاية حياتهم، وكانوا يصلُّون لأجل أعدائهم والذين يُسيئون إليهم حسب قول المخلِّص (لو 6: 28؛ مت 5: 44). هل باعوك مثل يوسف الصدِّيق (تك 37)؟ وهل "يداك استُعبِدتا لعمل السلال" (مز 81: 6 السبعينية)؟ وهل هبطت في حفرتين؟[13] أم أنه أُسيئت معاملتك مثل موسى النبي منذ طفولته حتى شيخوخته (عب 11: 25)؟ ما الذي تحمّلته أيها الكسلان؟ أو مثل داود الذي كان شاول يتتبّعه ويحسده، بل وحتى ابنه ذاته تتبعه إلى الموت، ومع ذلك فقد ناح عليهما عندما ماتا (2 صم 1: 11-27؛ 18: 33)؟! أو هل أُلقيتَ في البحر مثل يونان (يون 1: 15)؟ القديس برصنوفيوس |
|