لأَنَّ أَلْفَ سَنَةٍ فِي عَيْنَيْكَ مِثْلُ يَوْمِ أَمْسِ بَعْدَ مَا عَبَرَ،
وَكَهَزِيعٍ مِنَ اللَّيْلِ [4].
إذ يلتقي الإنسان بالله مخلصه ينعم بعربون السماء، فيحسب سنواته مهما طالت كلحظةٍ عابرةٍ، فيسلك بفرحٍ في رحلة عبوره هذه ليوجد مع الله أبديًا.
* بالمقارنة بسرمدية الله، كل امتداد حياة الإنسان قصيرة؛ مهما بدت لنا طويلة تُحسب كلا شيء بمقارنتها بالأبدي، إذ لها نهاية.
"كهزيع من الليل": يتكون الليل من أربعة هُزع تنقسم إلى فترات، كل فترة عبارة عن ثلاث ساعات... هذا إذن هو معنى الآية: ألف سنة في نظرك تُحسب ليس كقليلٍ من نهارٍ، وإنما مثل مسافة الثلاث ساعات من الليل... في بداية العالم عاش الإنسان قرابة ألف عام، والألف عام في عيني الله مثل هزيع الليل... عمر الإنسان يُحسب كلا شيء بالنسبة لسرمدية اللاهوت.
القديس جيروم
* يلزمنا أن نرجع إلى ملجأك، حيث لا يوجد عندك أي تغيير، من المشاهد الزائلة التي حولنا، فإنه مهما طال الزمن الذي يُشتهى فإن ألف سنة في عينيك ليس مثل أمس، وليس مثل "الغد" الذي يأتي، فإن كل الأزمنة المحدودة تُحسب كأنها عبرت فعلًا.
القديس أغسطينوس