مع كل ما بلغته القديسة مريم من جمالٍ روحيٍ، فإن كمالها واختيارها كوالدةٍ الإله ومجدها.. هذا كلّه خلال نعمة الله المجانية، كانت في حاجة إلى الخلاص كإخوتها في البشريَّة، وقد صارت مثالًا فريدًا في تمتُّعها بالخلاص ونموها الدائم في الرب. لهذا تُسَبِّح الله قائلة: "تُعظِّم نفس الرب، وتبتهج روحي بالله مخلِّصي"(لو 1: 46-47).
يقول العلامة أوريجينوس: [يحدث تساؤل: كيف تعظِّم نفسي الرب؟ حقًا إن كان الرب لا يَقْبَل الزيادة ولا النقصان وهو بلا تغيير، فإلى أي مدى يمكن لمريم أن تقول هذا؟: "تُعَظِّم نفسي الرب"؟.. كلما كبرت صورة (المسيح فيَّ) وصارت بهيّة في أعمالي وأفكاري وأقوالي، تُحسب قد كبرت صورة الرب وتمجّد.. وكما أن صورة الرب تزداد بهاءً فينا، فإنَّنا إذ نخطئ تصغر الصورة وتبهت .]