رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من وحي مز 68 موكب المسيح الصاعد إلى السماوات * في تهليل فائق ودهشة، يستقبلك السمائيون، يرون موكبك العجيب! أنت وحدك الذي من السماء، تقدر أن تدخل بنا إلى سماواتك، لتقم وتقيمنا معك. لتصعدنا معك نحن أعضاء جسدك. تقبلنا كمركبات مقدسة، تصعد، وليس من يقدر أن يعوقها، فأنت قائد الموكب كله! يهيج إبليس وجنوده، لكنهم يتبددون كالدخان أمام الريح، ويذوبون كالشمع أمام النار. * تقود موكبك السماوي، إذ يجد الأيتام فيك أبًا لهم، وتجد الأرامل وكل المظلومين فيك قاضيًا. تقيم منهم مركبات نارية، تجعلهم هيكلًا مقدسًا، وتدخل بهم إلى أورشليم العليا. تقيم للمنبوذين مسكنًا خاصًا يستقرون فيه، وتجعل لك مسكنًا تستريح فيه. تَحِل قيود المربوطين وتُحَرِّر الأسرى، تأسرهم بحبك وغنى نعمتك. عوض أسر إبليس المظلم الكئيب، يأسرهم برُّك ويملأهم فرحًا. يحملون نيرك العذب، ويشتركون مع السمائيين في تسابيحهم. * أنضحت على شعبك منًا في القديم، والآن تنضح عليهم بروحك القدوس قائدًا ومُقَدِّسًا لهم. يهبهم روحك جمالًا فائقًا. يطيرون كما بأجنحة حمامة، مغشاة بفضة كلمتك، وريشها يحمل سمة السماويات. يطفي عليهم بهاءً فائقًا، ويصيرون كالثلج عوض الطبيعة القاتمة. * موكبك عجيب، يضم مؤمنيك الذين اخترتهم بحبك! تجعل منهم جبالًا لك، مثل جبل صهيون المُزيَّن ببيتك المقدس. ليس لهم في ذواتهم ما يفتخرون به. لكن عطشك إليهم وشوقك إلى السُكنَى فيهم سرّ بهائهم. * موكبك عجيب، تكشف لمؤمنيك طرقك، ويتعرفون على أسرارك، فيمتلئون فرحًا وتهليلًا. لا يتوقفون عن العزف معًا. يعزفون بأرواحهم وأجسادهم، بعقولهم وعواطفهم وأحاسيسهم. كل كيانهم يُهَلِّل لك بكل الطرق. لك المجد يا قائد الموكب العجيب! * ما أعجبك أيها القدوس، نزلت إلىَّ، والتقيت بي، أنا المدفون في قبر خطاياي! من أجلي، قبلت الآلام والموت والدفن! قمتَ يا مخلصي بالجبروت، وحطَّمتَ كلَّ قُوَى العدو، وأدخلتني إلى موكب نصرتك، فأحيا دومًا ببهجة قيامتك وقوَّتها! * أرسلتَ لي روحك القدوس، قائد كنيستك، كريح عاصف يُبَدِّد شرِّي كالدخان، فأنعم برؤية صادقة لأسرار حبك لي! وكنارٍ ملتهبةٍ تحرق كل أشواك الخطية، وتُشعِل فيها نيران حب، لا يقدر العالم كله أن يُطفئها! * عجيب أنت في قيادتك! حضورك يحطم الشر، ويبهج مؤمنيك! بحضورك تهرب الظلمة، فتتهلل نفوسنا وتسبحك! علمني كيف أرتل لك بالمزامير. ينطق بها لساني، ويلهج بها قلبي وفكري، وتمارسها كل أعضاء جسدي! * إن كان العدو قد خدعني بنوره الكاذب، أشرَق عليّ فملأني ظلمة، وصرتُ من المغارب. فلتُشرق يا شمس البِر عليَّ، ولتحتل قلبي طريقًا لك في المغارب. لقد رفضتُ نورَ العدو المُخادِع، لأصير له من المغارب، وقبلت قيادتك، فأصير لك من المشارق. لتغرب أيها العدو عن أعماقي، ولتُشرِق أيها العريس السماوي في إنساني الداخلي! * يا قائد موكب النصرة، يا أب الأيتام وقاضي الأرامل ومُحَرِّر المأسورين. لقد رفضتُ أبوة إبليس وشركته، تعالَ إليّ، فإني يتيم وأرمل ومأسور! تعالَ، اسكنني مع كل المحتاجين إليك، فأصير لك مقدسًا، احمل روح القداسة والحب والوحدة! حرَّر نفسي من قيود الخطية، أطلقني من قبر خطاياي. اخرجْ أمامي أيها القيامة فأخرج معك! * لتجتز معي أيها القائد برية هذه الحياة، فيتزعزع إنساني القديم كأرض يابسة، وتمطر نفسي بعمل نعمتك كسماءٍ جديدةٍ! سرّ معي في سيناء حيث التجارب والآلام، حتى أنعم بكنعان السماوية. * لتمطر عليّ بفيض نعمتك، هذا المطر العجيب الذي أفرزته لأولادك الذين هم ميراثك! أنت وحدك تعرف قفر حياتي وجفافها، أنت وحدك تهبني بمطرك السماوي ثمر الروح! * أمطرت على شعبك بالناموس من السماء، هذا الذي صار ضعيفًا، لأنه هددنا بالعقوبة دون أن يُقَدِّم النعمة! وأما نحن الضعفاء، فبك صرنا ميراثك الكامل، لأنك قدَّمت ذاتك نعمةً لنا، يا واهب النعم السماوية! * أيها القائد العذب، ملك القوات الجبار، بعذوبتك أغنيتني أنا الفقير، وبروحك أعطيتني قوة للكرازة بأعمالك، لأحمل إلى بيتك البهي غنائم كثيرة! * هب لي أيها القائد أن أضطجع وسط الأنصبة، أستريح وسط مواعيدك الإلهية، فأصير في عينيك كحمامةٍ نقيةٍ، أطير بجناحي الحب إلى أغصان شجرة الصليب، وتتسم أعماقي بالفكر السماوي. * هب لي سلطانًا، وأقمني مَلِكًا، أعرف بروحك القدوس كيف أضبط جسدي، وأُسَلِّمك كل أعضائي آلات بَّر تعمل لحساب ملكوتك. * أعطني أن أنعم بالحياة الكنسية الإنجيلية، فأصير كحمامة تطير بنقاوة وبساطة نحو السماويات، وكجبل دسم يحمل ثمر الروح، وكمركبة نارية لا تكف عن الجهاد الروحي ضد الظلمة! |
|