القديس ثيؤفان الحبيس
للاعتراف أهمية قصوى في الحياة الروحية، فيشرح ثيؤفان أنَّه لابد من الاعتراف الفوري بكل خطية تقلق الضمير وتتعبه، لأنَّها إذا أُهملت، سوف تؤدى إلى الفتور، أمَّا إذا اعترف الإنسان بها، فإنَّها تؤدى إلى دموع التوبة الدافئة، وينصح هذا المجاهد الحبيس بضرورة الفحص اليومي للضمير وباليقظة الدائمة للأفكار وبالإرشاد الروحي من أب مرشد حكيم (يسمى في روسيا ستارتز staretz).
وخصص ثيؤفان الصفحات الأخيرة من كتاب "طريق الخلاص" لقوانين الجهاد مع الأهواء وكيفية نمو الإنسان وتقدمه صوب الاتحاد مع الله، وفي حديثه عن الجهاد ضد الأهواء، يتبع ثيؤفان مناهج الآباء وخبراتهم خاصة أحد آباء الكنيسة الروسية المشهورين ويُدعى نيلوس الذي من صورا Nilus of Sora، فيشرح أنَّ الإنسان عندما ينتهي من جهاده ضد الأهواء يصل إلى بداية الحياة في اتحاد مع الله، والدليل والعلامة الأولى على ذلك هي تركه لكل قلق وهم خاص به مع تسليم تام وكلِّى للإرادة الإلهية " إنَّ مَنْ يُسلّم نفسه لله، أو مَنْ يُكرَم بهذه العطية، يبدأ يتجه نحوه ويعيش فيه، ولكن هذا لا يعنى إلغاء الحرية (الإنسانية) بل هي لا تزال موجودة لأنَّ تسليم النفس ليس فعلًا نهائيًا يحدث مرة واحدة وينتهى، بل هو فعل يستمر على الدوام، إذ أنَّ الإنسان يُسلّم نفسه لله الذي يقبله ويعمل فيه ويعمل بقدراته وملكاته، وهذه هي الحياة الإلهية الحقيقية لأرواحنا".