الوحدة
– إن الأنانية التي سادت النفس الإنسانية وجعلت الإنسان يبني أسواراً عالية يحيط بها نفسه صارت سجناً انفرادياً له.
– صار الاهتمام بالنفس بل والرغبة في الاستحواذ على اهتمام الآخرين وتحويلهم إلى مجرد كائنات لخدمتنا هو شغل الإنسان الشاغل، فلم يعد هنالك من يهتم بالآخر ومن يعطي نفسه للآخر. وبذلك صار الانفصال الرهيب بين الإنسان وأخيه الإنسان حاجزاً مزدوجاً. لقد أصبح للغيرة والحسد والحقد وجود بين أقرب الناس لبعضهم البعض. وهذا ما نراه بوضوح في الأسوار والحواجز التي بين الزوج والزوجة والصديق وصديقه، فلم نعد نستطيع الخروج خارج أنانيتنا لرؤية الأخر
.- إن الأقنعة التي يلبسها البشر صورة حية تشهد عن تلك الحواجز الخفية الداخلية، ولهذا يحس الإنسان بهذا الشعور الرهيب بالوحدة حتى وهو وسط الأصدقاء والأحباء لأنه صار في عزلة عن الله والآخرين.والحب وخروجنا خارج أنفسنا وعطاء أنفسنا للأخر، هو أعظم دواء للشعور بالوحدة.