|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عادَ فقال: "يا أَبَتِ، ذُبِحَ واحِدٌ مِن أُمَّتِنا وأُلْقِيَ في الساحَةِ مَذبوحًا" [3]. فوَثَبتُ قَبلَ أَن أَذوقَ شَيئًا، ورَفَعتُ الجُثَّةَ مِنَ السَّاحة ووَضَعتُها في غُرَفة معينة، إلى أن تَغيبَ الشَّمسُ [4]. ورَجَعتُ واغتَسَلتُ وتَناولتُ الخُبزَ حَزينًا [5]. فتذَكَرتُ نبوة عاموسُ حَيثُ قال: "ستُحوَّلُ أَعْيادُكم نَوحًا وجَميعُ أناشيدِكم رِثاءً"، فبَكَيتُ [6]. ولَمَّا غَرَبَتِ الشَّمسُ، ذَهَبتُ فحَفَرتُ قبرًا ودَفَنته [7]. وكانَ جيراني يضحكون قائلينَ: "إنه لم يَعُدْ يَخاف أن يُقتل بِسَبَبِ مِثلِ هذا الأمر، فهَرَب وهوذا يَعودُ إِلى دَفْنِ المَوتى" [8]. إذ كان طوبيت في الطريق إلى بيته بعد أن دفن أخيه القتيل، عاد بذاكرته حين كان في إسرائيل يذهب إلى أورشليم ليحتفل بالأعياد متهللاً، وإن كان يحمل نوعًا من المرارة لانقسام إسرائيل إلى مملكتين. أما الآن فهو في أرض السبي عوض الانطلاق للتسبيح في مدينة الله أورشليم، حمل جثمان القتيل ظُلمًا، ولم يستطع أحد من أسرته أن يقترب من الجثمان كي يدفنه. تمررت نفسه فيه وتذكَّر نبوة عاموس أن أعيادهم تتحوَّل إلى حزنٍ، وتسابيحهم إلى مراثٍ (عا 8: 10). حقًا كيف يرجع إلى بيته ويشترك في المائدة التي أُعِدَّت له ومعه أهل بيته والإخوة الذين استضافهم. ومن جانب آخر بحسب الشريعة الموسوية تدنَّس بلمسه جثمان ميت، ويحتاج أن يتطهر! شعر طوبيت أن ما حلّ به وبشعبه إنما هو ثمر خطاياهم وخطايا آبائهم. ليس من علاج للموقف سوى الرجوع إلى الله بالتوبة. |
|