أمرٌ معلومٌ هو أن كرامة الأولاد الأولى وشرفهم الأول هو أتلادهم من والدين شرفا، كما هو مكتوبٌ: أن فخر الأولاد أباؤهم: (أمثال ص17ع6) ولذلك فالأحتقار الذي يلم بأولئك الأولاد من قبيل أنهم لم يملكوا خيراتٍ أرضيةٍ أو علوماً، هو محتملٌ في العالم بأكثر سهولةٍ من الأحتقار الملم بأولئك المولودين مولداً ذا عيبٍ وأهانةٍ. لأن الأبن الفقير يمكنه أن يكتسب بأتعابه وجهده الغنى ويصير مثرياً من الموجودات، وكذلك الأبن العاري من العلوم يمكنه درسها وأكتسابها ولو بعد حينٍ، وأما المولود من سلالةٍ دنيةٍ أو معابةٍ، فأمرٌ كلي الصعوبة هو أن يمكنه البلوغ الى مراتب الشرف. واذا أتفق له أن يحصل على ذلك فدائماً يبقى تحت الخوف من أن أحداً يعيره بدناءة أصله، أو بشائبة مولده، أم بعيب سلالته. فكيف اذاً يمكننا أن نتصور أمراً مستطاعاً لائقاً أن الله الآب، اذ هو قادرٌ أن يجعل أبنه أن يولد متجسداً من أمٍ شريفةٍ بشرفٍ حقيقيٍ.