رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أيقونة "العذراء المرضعة" ردٌّ على هرطقة افتيشيس (الأوطاخية): ++++++++++++++++++++++++++++++++++++ في القرن الخامس الميلادي ظهرت البدعة الاوطاخية (نسبةً الى افتيشيس أو أوطيخا) التي جاءت لتحمل أفكاراً مشابهة للفكر الذي نادى بها الدوسيتيون (الظاهريون) في القرن الأول، حيث علّم أوطيخا وأتباعه عن تجسّد الكلمة، أن الناسوت ذابَ في اللاهوت كما تذوب قطرة الخلّ أو العسل في مياه البحر وتتلاشى فيه...، فلم يكن للمسيح بعد التجسّد الّا "طبيعة واحدة" هي الطبيعة الإلهية فقط، والتي ابتعلت الناسوت عند اتّحادها به! فعادت الأيقونوغرافيا البيزنطية (فنّ كتابة الأيقونات) لتعلب دورها من جديد في التأكيد على العقيدة الأرثوذكسية المستقيمة، وعلى حقيقة تجسّد الكلمة الأزلي (ابن الله)، وأنه اتّخذ طبيعة بشرية حقيقية كاملة واتحَدها بلاهوته، في أقنومٍ واحد، وطبيعتين كاملتين ومتميّزتين تحتفظ كلٌ منها بخواصها وأفعالها بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تشويش، في وحدة الأقنوم الإلهي (اقنوم الكلمة المتجسّد) كما أوضح تعليم المجمع المسكوني الرابع في خلقيدونية عام 451م. ما يعني أن هذا النمط من الأيقونات يؤكد على حقيقة تجسّد الله الكلمة وولادته من البتول، وانه احتاج كانسانٍ حقّ لأن يرضع من ثديها وينام في حضنها كسائر الأطفال، وأن التجسّد ليس ظاهري أو وهمي أو خيالي كما ادّعى الهراطقة. وهنالك جداريات وأيقونات للعذراء المرضعة في تراث الايقونوغرافي أديار قبطية وسريانية وحبشية، مما يدلّ على أصالة الموضوع التصويري لهذه الأيقونة في المسيحية الأولى، وذلك قبل مجمع خلقيدونية نفسه. ومن الجدير بالذكر أن شريحة واسعة من الفلاحين وعامة الشعب كانوا يجهلون القراءة والكتابة، فكانت الأيقونات بما تتضمّنه وسيلة ضرورية لشرح العقيدة الأرثوذكسية وتَعلّمها وتثبيتها في قلب الشعب الأرثوذكسي عبر حاسّة النظر. |
|