منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 08 - 2021, 11:15 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 363,717

أيقونة العذراء المُرضعة والرد على البدعة الأوطاخية

" أيقونة العذراء المُرضعة "
( Virgin Galagtotrophousa )
"والرد على البدعة الأوطاخية"
( Eutychianism )


كان اوطاخى Εὐτυχής أب رهبنة ورئيس دير القسطنطينية مسؤل عن 300 راهب لمدة تزيد عن الثلاثين عاماً، وكان غيوراً على ألإيمان المسيحى وكان يقاوم النسطورية بشدة حتى تطرف الأمر معه وسقط هو الآخر في بدعة أخرى، وهى أن ناسوت المسيح ذاب فى لاهوته أى أن العذراء ولدت الله فقط.. وأن الطبيعة الناسوتية عندما اتحدت مع الطبيعة اللاهوتية صارت مثل نقطة خل في وسط البحر أو المحيط فلم يعد لها أثرًا أى أن الطبيعتين قد امتزجتا معاً فى طبيعة واحدة. ومن هنا جاءت تسميته مونوفيزيتس μονοφυσιτισμός لأن عبارة "مونى فيزيس" تعنى "طبيعة وحيدة" وليس "طبيعة واحدة" ، ونادى بأن الطبيعة البشرية عندما اتحدت بالطبيعة اللاهوتية اختفت فيها وأصبحت عدمًا، وأن جسد المسيح ليس جسدًا إنسانيًا بل جسدًا هيوليًّا، فاللاهوت عبر من أحشاء السيدة العذراء مثل عبور الماء في القناة ولم يأخذ منها جسدًا بشريًا مثل جسدنا ولكنه مرَّ بها مروًا خياليًا!
كان أوطاخى تابعًا في البداية للتعليم السكندري وصديقًا للبابا كيرلس الكبير، ومن خلال ابنه بالمعمودية (الذى هو ابن أخيه) كريسافيوس Chrysaphius كبير موظفى البلاط الملكى استطاع أوطيخا الوصول إلى البلاط وساعد البابا كيرلس في الوصول للأمبراطور بعد أحداث مجمع أفسس 431م، لكنه لم يكن لاهوتيًا قادرًا على فحص العقيدة بدقة لكنه كان مُخادعًا يلعب الألفاظ، كما لم تمنعه شيخوخته من الأندفاع المتطرف تجاه النسطورية الأمر الذي أسقطه في بدعة!
وكما كان أوطاخي خاضعًا لقرارات مجمع أفسس ومطيعًا لتعاليم البابا كيرلس الكبير، هكذا بدء مُساندًا للبابا ديسقوروس لمكافحة ذيول النسطورية التي لم تمت بموت نسطور، حتى نال تقدير من الكل ليس السكندريين فقط بل البابا لاون نفسه الذي رأى فيه نشاطًا وغيرة تعمل على حفظ هدوء الأمبراطورية وأخماد تلاميذ نسطور لحفظ نقاوة إيمان الكنيسة الجامعة.

أمام هذه المقاومة لم يهدأ الجانب الأنطاكي النسطوري، فكتب فلابيانوس إلى لاون أسقف روما ليُظهِر له خطأ عقيدة أوطيخا، ويطلب منه محاولة إقناعه بالعدول عن رأيه، وهنا ردَّ لاون على فلابيانوس برسالة باللغة اللاتينية عُرِفت باسم "طومس لاون" أي "إيمان لاون"، وعندما تُرجِمت إلى اليونانية ظهر أنها تميل إلى النسطورية عنها للأرثوذكسية.
كما أرسل البابا دومنوس الأنطاكي إلى الإمبراطور ثيؤدسيوس الثاني يتهم فيه أوطاخي بأنه يمزج اللاهوت بالناسوت وينادي بأن اللاهوت يتألم.
كما أن ثيؤدوريت أسقف قورش النسطوري أجرى محاورة طويلة مع أوطاخي تُسمى "Eranistes" أي "الشحاذ أو المستعطي"، سخر فيها من المصطلحات الميافيزية السكندرية، وهذه المحاورة أقنعت فيلابيانوس بعقد مجمع لمحاكمة أوطيخا. لكن هذه المحاولات أنقلبت على الجانب الأنطاكي بسبب نفوذ أوطاخي فأصدر الأمبراطور قرار448م بمكافحة النسطورية.

لكن الأمر لم ينتهِ وفي شهر نوفمبر من ذات العام 448م، أتهم أوسابيوس أسقف دوريليم أوطاخي بأنه يعمل على أحياء الهرطقة الدوسيتية Docetism في مجمع محلي بالقسطنطينية وبعد عدة استدعاءات لأوطاخي حضر متُهمًا محاولين أن يصطادوه بهرطقة، وفعلاَ رفض أوطاخي بأن ناسوت المسيح واحد في الجوهر مع البشر، فسأل يوسابيوس أوطيخا إن كان السيد المسيح اتخذ جسدًا من نفس طبيعتنا وجوهرنا، فقال أوطيخا "حتى هذا اليوم لم أقل عن جسد ربنا أنه من نفس طبيعتنا، لكنني أعترف أن العذراء من نفس طبيعتنا وإن إلهنا تجسد منها"، فعلق باسيليوس أسقف سالوقيا قائلًا إن كانت الأم من نفس طبيعتنا، فلابد إذا أن يكون هو نفسه الذي دُعي ابن الإنسان من نفس طبيعتنا، فقال أوطيخا "أنا لم أقل هذا من قبل ولكنني أقوله الآن لأن قداستكم قد قولتموه.. حتى هذه اللحظة خشيت قول هذا لأني أعرفه كإلهي ولأني لم أجرؤ على التحقيق والبحث في طبيعته، ولما سمحتم لي قداستكم الآن بذلك فأنى أقوله". هنا وضح باسيليوس الأسقف باسيليوس الموقف.
وهنا سأل المندوب الإمبراطوري فلورينتيوس أوطاخي إذا كان يقر بأن للمسيح طبيعتين بعد الاتحاد، فقال أوطيخا "أنا أعترف أن ربنا هو من طبيعتين قبل الاتحاد، ولكنني أعترف بطبيعة واحدة بعد الاتحاد".. ثم قرَّر المجمع بأن يعترف أوطاخي بكل العقائد التي طرحت الآن وأن يحرم كل من يتمسك بآراء وأفكار مخالفة، فقال أوطيخا "أن حرمتُ معكم، فالويل لي لأني أدين آبائي.. " فصاح المجمع: لِيُحْرَم أوطيخا. لِيَكُن أناثيما ανάθεμα.
فطلب فلورينتيوس من أوطاخي أن يؤكد بأن للسيد المسيح طبيعتين بعد الاتحاد، فقال أوطيخا "لقد قرأت كتب الطوباوي كيرلس والآباء القديسين والقديس أثناسيوس ووجدتهم جميعًا قد تحدثوا عن {من طبيعتين} في الإشارة إلى ما قبل الاتحاد، وأما بالنسبة لما بعد الاتحاد والتجسد لم يذكر طبيعتين بل طبيعة واحدة "
فأصدر فلابيانوس الحكم بحرم أوطيخا وتجريده من كهنوته لأنه يتبع فالنتينوس وأبوليناريوس، ووقَّع على قرار الحرم 30 أسقفًا، 23 أرشمندريت، صحيح أن المجمع رفض القول بطبيعتين من بعد الأتحاد، وأعلن الطبيعة الواحدة ، لكن صيغة الحكم على أوطاخي كانت أقرب للنسطورية منها إلى الأرثوذكسية مُعتمدين في هذا على طومس لاون، وبدهاء أوطاخي أوقع المجمع في خطأ إقرار صيغة إيمانية لم يقرها مجمع مسكوني، ولهذا رفع شكواه ولم يقبل بالحكم.
فأستجاب الأمبراطور لطلب أوطاخي بعقد مجمع يكافح النساطرة، فحدَّد الإمبراطور في يوم 30 مارس449م مكان المجمع وتاريخ انعقاده، وكتبت بهذا للبابا ديسقورس ولبقية الأساقفة، للحضور، وبالفعل حضر 135 أسقف وفيه أعلن أوطاخي إيمان يتوافق مع قانون نيقية ويتمسك بقانون مجمع القسطنطينية بعدم حذف أو إضافة أى لمة من قانون الإيمان، مع حرم كل الهراطقة بما فيهم نسطور، ونجح البابا ديسقوروس في تثبيت حرومات البابا كيرلس الكبيرضد النساطرة. أما أوطاخي فقد تم تبرئته بناء على ما أعلنه من إيمان سليم وقدم أوطيخا التماسًا يحوى اعترافًا مكتوبًا بخط يده يعبر عن إيمانه والذي بدأه بقانون الإيمان النيقاوي الذي تعمَّد فيه ويتمسك به، وإن مجمع أفسس الأول قد أكد وأقرَّ هذا الإيمان، وأن البابا كيرلس عمود الدين قد أرسل له نسخة من أعمال المجمع.
ولكى يؤكد الإمبراطور ثيؤودسيوس إحترامه للمجمع الأفسسى الثانى بعث بخطاب إلى أكليروس القسطنطينية وشعبها يأذن لهم فيه بإنتخاب أسقف بدلاً من فلابيانوس النسطوري ويرجو منهم فيه أن يختاروا أسقفاً أرثوذكسياً فإختاروا أناطوليوس، وكان أناطوليوس أصلاً شماساً أسكندرانياً، وكان سفيراً للبابا الإسكندرى فى القسطنطينية وقد رأس الأنبا ديسقوروس الإحتفال برسامته قبل عودته إلى مصر.
وإلصقت تهمة الهرطقة الأوطاخية بالكنيسة القبطية ظلماً، بالرغم من أن الكنيسة القبطية دحضت وهاجمت الهرطقة الأوطاخية وإعتبرتها خارجة عن الإيمان، ورغم أنه لم يحكم على البابا ديسقوروس فى مجمع خلقيدونية بأنه أوطاخى، ولكننا نجد المؤرخين القدامى والجدد يلصقون تهمة الهرطقة الأوطاخية بالكنيسة القبطية. بسبب التلون الذي كان فيه أوطاخي، وإذ كان مجمع أفسس الثانى قد برأ أوطاخي من الهرطقة فلا دخل للبابا ديسقوروس فى هذا الأمر لأن التبرأة كان بعد تصويت المجمع كله ، كما أن حضوره كان بغرض القضاء على هرطقة نسطور وبدعة المشيئتين.
وقد شهد القديس ساويرس الأنطاكي على براءة البابا ديسقوروس من الأوطاخية في أكثر من موضع منها رسالته(31) إلى سرجيوس الطبيب، والتي فيها يُبرّئ القديس ديسقوروس من الأوطاخية ويوضح أن الهدف الرئيس مع حضوره المجمع هو قطع النساطرة، وقبول أوطاخي كان بناء على الإيمان السليم الذي أعلنه، وأنها لم تكن المرة الأولى التي يُبرأ فيها مجمع شخص تلاعب في إعلان إيمانه فقد كان يوسابيوس القيصري وسط مجمع نيقية ولم يعلن ميله ناحية أريوس .
وقد أعلن القديس ديسقوروس أنه غير مجامل لأوطاخي على حساب النساطرة، بل غرضه الوحيد هو نقاوة الإيمان : ” لو كان أوطاخي يعتنق آرا ء تخالف تعاليم الكنيسة، فهو يستحق ليس فقط العقاب بل نار جهنم. فإهتمامي هو الإيمان الرسولي للكنيسة الجامعة ولا يتعلق بأي إنسان مهما كان. إن ذهني مثبت على الإلوهة، وأنا لا أنظر إلى أي شخص ولا أهتم بأي شيء سوى (خلاص) نفسي والإيمان الحقيقي النقي" .
وفي مجمع خلقيدونية حينما اتهمه خصومه بالأوطاخية قال: "لسنا نقول بالاختلاط ولا بالامتزاج ولا بالاستحالة. من يقل بالاختلاط أو التغيير أو الامتزاج فليكن أناثيما، بل نسجًا على منوال أثناسيوس وغريغوريوس وكيرلس وغيرهم من الآباء، نقول إنه لا يجب القول بطبيعتين بعد الاتحاد".
في رسالته إلى سكوندينوس قال: "لأنه صار مثلنا وبيننا من أجلنا، لا خياليًا كبدعة أصحاب ماني، ولكن حقًا ظهر لنا كما شاء من والدة الإله مريم (الثيئوطوكوس)، وجدد الإناء الذي انكسر حين وصل إلينا. ودُعي عمانوئيل لأنه افتقر لأجلنا لنغتني نحن بتواضعه كقول بولس. صار إنسانًا دون أن يفقد كون طبعه هو طبع ابن الله، لكي نصير نحن بالنعمة بنين لله".

كما قال : " إني أعرف جيدًا منذ أن نشأت في الإيمان أن الرب وُلد من الآب كإله وهو نفسه وُلد من مريم كإنسان. نراه يمشي على الأرض كإنسان وهو خالق القوات السمائية كإله. انظروه نائمًا في السفينة كإنسان وماشيًا على البحر كإله، انظروه جائعًا كإنسان وهو يعطي الطعام كإله، انظروه عطشانًا كإنسان وهو المُروي كإله، انظروه مجرَّبًا كإنسان وهو يخرج الشياطين كإله، وهكذا في أمور مشابهة كثيرة".
وأكمل مسيرة التعليم الأرثوذكسي المضاد لهرطقة أوطاخي البابا تيموثاوس الثاني الـ26 (457-477)، والذي أحتمل الكثير في سبيل الإيمان الأرثوذكسي على خطى الآباء.
لذلك جاء الفن القبطي في مصر والذي يصور السيد العذراء ليس فنًا جماليًا يصور براعة الملامح البشرية، بل تعليمًا مرسومًا يُعلن عقيدة الكنيسة.
ومن بعد الأنشقاق 451م وحتى القرن الثاني عشر ظهرت أيقونات العذراء المرضعة لتؤكد كمال ناسوت السيد المسيح.
منها في دير أرميا بسقارة في القلاية الأولى صورت السيدة العذراء جالسة على العرش والمسيح جالس على فخذها وتضمه بيدها اليمنى وتُرضعه بيدها اليسرى.
وهناك مشهد آخر للسيدة العذراء بنفس الدير يُشبه إلى حد كبير المشهد السابق، مرسوم علي مشكاه مزينة برسوم جدارية، يصورها جالسة على مقعد ، وتحمل السيد المسيح على فخذها الأيمن وتضمه بيدها اليمنى وتحاول إرضاعه بيدها اليسرى، والمسيح يُمسك معصمها الأيسر بكلتا يديه.
في كنيسة الدير الأحمر، لوحة جدارية في نصف القبة الشمالية تعود إلى المرحلة الثالثة من مراحل رسم جداريات كنيسة الدير (غضون القرن السادس الميلادي بعد ٥٢٥م ). كما تظهر بقايا رسوم المرحلة الثانية أسفلها (المرحلة الثانية تعود إلى نحو عام ٥٠٠- ٥٢٥م). تظهر العذراء كملكة على عرشها ترتدي رداء ذو لون قرمزي ملكي وتبتسم بهدوء إلى الناظر إليها، وهي ترضع طفلها ربنا يسوع. ولكن يصور السيد المسيح هنا في شكل صبي يداه ممدودتان، وليس كرضيع. وتحمل العذراء في يدها اليسرى منديل.
وقد ظهر مشهد الإرضاع في دير السريان، صورت السيدة العذراء جالسة على مقعد أرابيسك – وهو تأثير إسلامي – ويجلس المسيح الطفل على فخذها الأيمن، ويرتكز بكلتا قدميه على الفخذ الأيسر للعذراء.
أن الفنان أختار مشهد السيدة العذراء التي تُرضع السيد المسيح، ليؤكد على بشريته الكاملة. وأن المولود من العذراء هو الله المتجسد، الذي شابهنا في كل شئ ما خلا الخطيئة وحدها، وأنه وُلد بجسد حقيقي وليس خيالي كطفل ترضعه أمه.
هذه المشاهد القديمة في الأديرة القبطية تشرح عقيدة الكنيسة والتي تُقنع الكثير دون عناء بالإيمان الذ حفظه وعلّم به الآباء. وتنفي عن الكنيسة القبطية... تهمة الأوطاخية!
مراجع:
- م. بطرس كرم، البابا ديسقوروس السكندري(1)، دورية المركز الأرثوذكسي للأبحاث الابائية. ص 16- 39
- أ. حلمي القمص، يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟، ج1
- القمص تادرس يعقوب ملطي، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كنيسة علم ولاهوت. كنيسة مارجرجس اسبورتنج. اسكندرية 1986م.
- الراهب جرجس الأنطوني، رسائل القديس ساويرس الأنطاكي(1-52)، القاهرة،2016م.
- غريغوريوس بولس بهنام مطران بغداد والبصرة، البابا ديسقوروس الاسكندري، "حامي الإيمان" (444- 454م)، القاهرة 1968م.
- د. دعاء بهي الدين، السيدة العذراء في الفن القبطي المبكر، ٧ أغسطس ٢٠٢٠م.
- VC Samuel, The Council of Chalcedon Re-Examined, The Christian Literature Society, Madras, 1977
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيقونة "العذراء المرضعة ردٌّ على هرطقة افتيشيس (الأوطاخية)
أيقونة القديسة السيدة العذراء والأنبا يحنس كاما ✝ العذراء تعطى له 3 دنانير
أيقونة العذراء
الأوطاخية
نصائح لتغذية اﻷم العاملة المُرضعة


الساعة الآن 12:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024