تشير عبارة " فالتَحَقَ بِرَجُلٍ مِن أَهلِ ذلكَ البَلَد" إلى الحصول على معاشه بتعبه رغبةً في إصلاح شأنه. أمّا عبارة" يَرْعى الخَنازير" فتشير في نظر اليهود إلى الإهانة ومنتهى الذُل والنَجاسة، لانَّ الخنزير حيوان" نَجِسٌ" (تثنية الاشتراع 14: 8). ومعنى هذا أن الخنزير لا يُوكل ولا يُقدّم كذبائح، بل هو مُحرَّم على اليهود مِن لمسِه خوفا من النجاسة. وكان راعي الخنازير مِن أحط المهن وأدناها، ولا يتعاطها بها إلاَّ الفقراء المُعدومون (لوقا 15: 15)؛ ولم يكن يسمح لراعي الخنزير أن يدخل الهيكل ولا أن يتزوج إلاّ من بنات رعاة الخنازير مثله، لانَّ لا يرضى أحدٌ أن يُزوّج ابنته من راعي الخنازير (هيرودوتس 2:47). طلب هذا الابن التخلص من خدمة أبيه الخفيفة فاضطر إلى خدمة أجنبي ثقيلة تُعد عند اليهود أنجس وأكره خدمة. وكل ذلك يدلّ على أن الابن الأصغر ذهب إلى أرض وثنية وخسر كل كرامته، ولم يقبل في هذا العمل إلاَّ مُكرها بسبب الحاجة والعوز وفقدان ميراثه.