فقالَ له يسوع: ((اِذهَبْ! إِيمانُكَ خلَّصَكَ)). فأَبصَرَ مِن وَقتِه وتَبِعَه في الطَّريق.
"مِن وَقتِه" في الأصل اليوناني εὐθὺς (معناها في الحال) فتشير إلى إعلان عن قدرة المسيح حيث نال الأعمى الشفاء الفوري. وهذه العبارة متكررة ومن ميزات إنجيل مرقس. أمَّا عبارة "تَبِعَه" في الأصل اليوناني ἠκολούθει (معناه راح يتبعه مما يدل على الاستمرارية) فتشير إلى التلمذة وانضمام الأعمى إلى مجموعة الذين كانوا يتبعون يسوع (متى 8: 10). فجعله يسوع تلميذا يسير وراءه، وهكذا بدأ الأعمى مسيرته مع يسوع نحو اورشليم لحضور العيد. ودخل الأعمى في موكب يسوع إلى اورشليم في مسيرته إلى الآلام والموت، بعكس الغني الذي انسحب حزينا (مرقس 10: 17-27). وبهذا نفهم قول يسوع في انقلاب المصير "كثيرٌ مِنَ الأَوَّلينَ يَصيرونَ آخِرين، والآخِرونَ يَصيرونَ أَوَّلين" (مرقس 10: 31). يسوع هو الملك الذي يستقبله الناس ويدخلون معه بفرح إلى المدينة (لوقا 18: 35) وهكذا دخل الأعمى في موكب يسوع مع من دخلوا. واكتمل إيمان الأعمى في السير وراء يسوع نحو أورشليم.