نبّه الأعمى نفسه بصرخة صلاته إلى ما يرغب فيه في داخله، خوفا من أن تبرد الرغبة التي بدأت فيه ثم تنطفئ بالفتور ما لم تؤجج بصرخة أشد " فَصاحَ أَشَدَّ الصِّياح" (مرقس 10: 48). لقد كان الأعمى صاحب ثقة يستبعد كل همّ وكل خوف وكل حاجز (لوقا 12: 22 -32).
الجدير بالذكر أن الأعمى لم يطلب الشفاء مباشرة بل هتف قائلا "رُحْماكَ، يا ابنَ داود!". ولم يتوقف الأعمى عن طلب الرحمة رغم زجر أُناس كثيرين له لِيَسكُت. الإنسان يطلب الرحمة عندما يعي أن كل ما يلقاه هو عدل. الرحمة تتجاوز العدل وطلب الرحمة يفترض توبة ومن أهم عناصرها الإقرار بالخطيئة.