رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حل الروح القدس علي الرسل كألسنة من نار فأشعلهم وأشعل العالم بهم بنار ونور الكرازة السبت 21 ابريل 2012 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث وهذه النار ألهبت قلوبهم وأرواحهم.. ألهبتهم للخدمة ومنحتهم قوة وتحولوا إلي شعلات من نار,انتشرت في العالم فاشتعل العالم بنار الكرازة وبنورها... الروح القدس يعمل فيهم,إذامتلأ الجميع من الروح القدسأع2وكانت النار تعمل فيهم...لعلها النار التي قال عنها السيد الرب: جئت لألقي نارا علي الأرض...فماذا أريد لو اضطرمتلو12:49. كل من تدخل هذه النار إلي قلبه يلتهب في الداخل ويصبح حارا في الروحرو12:11هذا هو الروح الناري الذي اختبره التلاميذ في الخدمة, تلامسوا مع النار وصاروا نارا اشتعلت فيهم نار الغيرة المقدسة فلم يهدأوا حتي بنوا ملكوت الله في قوة عجيبة ونشاط لايفتر وعن مثل هذا قال القديس بولسمن يعثر وأنا ألتهب2كو12:29. إنه التهاب محبة الله والناس فالروح يلهبه بالمحبة الروحانية فيلتهب حماسا وغيرة علي ملكوت الله وخلاص كل نفس.. إنها نار ولو حاول أطفاءها لايستطيع. هذه النار هي الدرس الذي نأخذه من يوم الخمسين ويقول المرتل أيضا في المزمورغيرة بيتك أكلتنيمز119...داود النبي حينما اشتعلت فيه نار الغيرة المقدسة لم يستطع أن يصبر علي تعيير جليات وتقدم الصفوف وهو صبي صغير ولكنه ملتهب بالروح ولم يرجع إلا وقد أصمت صوت ذلك المعير1صم17...إن نار الروح إذا اشتعلت في القلب لايستطيع أحد إطفاءها وبهذه النار فإن القديس بطرس ويوحنا لما طلب منهما رؤساء اليهود أن لاينطقا البتة ولايعلما باسم الرب قالا بكل قوةنحن لايمكننا أن لانتكلمأع4:20,18...إن عدم الكلام عن المسيح أمر مستحيل لا نستطيعه...حقا إنها نار...الروح القدس يعمل كنار... كانت كنيسة الرسل كنيسة نارية ملتهبة بالروح... كانت قوية كانت كنيسة الألسنة النارية والكلمة الملتهبة التي قال عنها الرسولكلمة الله حية وفعالة وأمضي من كل سيف ذي حدين وخارقة إلي مفرق النفس والروحعب4:12. ذلك لأنها كانت كلمة صادرة من اللسان الناري,الملتهب بالروح. حقا إن كلمة الرب نار تلهب القلب فيشعر أنه مشتعل من الداخل ويقول غيرة بيتك أكلتنيمز69:9لأن الغيرة نار ما دام روح الله يدفعها... الروح والنار يطلب منا الرسول أن نقولحارين في الروحرو12:11لأن روح الله حينما يحل في الإنسان يشعله بالحرارة. القوات المرسلة من الله كانت تظهر أحيانا بهيئة نار. فعندما أرسل الله قواته السمائية لإنقاذ السامرة أيام أليشع النبي ظهرت في هيئةمركبات نار2مل6:17وإيليا النبي حينما أصعده الله إلي السماء إنما صعد فيمركبة من نارفي العاصفة إلي السماء2مل2:11وقد قيل في المزمور عن هذه القوات السمائية: خلق ملائكته أرواحا وخدامه نارا تلتهبمز104:4. إنها أرواح قريبة من روح الله,ومرتبطة به حبا وإرادة وإلهنا نار آكلةعب12:9لذلك فهذه الملائكة هي أيضا نار تلتهب...تعمل عمل الرب بسرعة وبكل قوة ولذلك ناجاها داود النبي في المزمور قائلا:باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامهمز103:20. أي أنها ما أن تسمع أمرا من الله حتي تنفذه في الحال كما هو بهذه الروح النارية بدون مناقشة وبدون تردد ولا تمهل ولا إبطاء. والله أرادنا أن نكون بهذه الروح حينما علمنا أن نصلي قائلين:لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك علي الأرض لتكن هذه المشيئة منفذة علي الأرض كما يفعل الملائكة في السماء الذين هم نار تلتهب. حقا,ما أجمل عبارة...وخدامه نار تلتهب... هكذا ينبغي أن يكون كل خدام الله علي الأرض,كما خدامه في السماء. وهذا ما حدث في يوم الخمسين حل الروح القدس علي التلاميذ كألسنة من نار فألهبت أرواحهم وقلوبهم ألهبتهم للخدمة ومنحتهم قوة,وصاروا نارا...شعلات من نار تسري في كل جهات العالم حتي اشتعل العالم نارا في الكرازة وخدمة الكلمة والشهادة للرب... والكنيسة المقدسة لكي تذكر الناس بالنار وباللهيب الذي ينبغي أن يكون باستمرار في قلوبهم نلاحظ ملاحظة عجيبة وهي:إن الكنيسة لاتخلو منها النار مطلقا علي الأقل في المجمرة وفي الشموع... وفي كليهما نري عنصر البذل والعطاء سواء في الشمعة التي تبذل ذاتها لكي تنير لغيرها أو في حبة البخور التي تحترق لكي تقدم رائحة زكية لله والناس ونلاحظ في الشموع كما في السرج قديما-أنها تضيء بالزيت والزيت يرمز إلي الروح القدس أما البخور فهو يحترق بالنار والنار ترمز إلي الروح القدس أيضا... كما أن نار المجمرة ونار الشمعة تذكراننا في كل حين بالحرارة التي ينبغي أن تتصف بها حياتنا حينما نكون كالشمعة نورا للناس وحينما نكون كالبخور محرقة وقود رائحة سرور للربلا1:17,13,9 النار في الشمعة تعطي نورا,كما تعطي حرارة ودفئا... وهكذا الشمس التي شبه الرب بهاملا 4:2لأن الرب الإله شمس ومجنمز84:11هذه الشمس تقدم لنا نورا وحرارة وبنفس الوضع روح الله يضيء لنا الطريق فيما يرشدنا ويعطينا حرارة روحية في كل عمل نعمله. وجود النور والنار في الكنيسة باستمرار يرمز إلي عمل الروح القدس فيها.. النار ترمز إلي الروح وإلي عمل الروح وإلي من يعمل فيهم الروح... ومن هنا كانت نار الشموع عند الأيقونات ترمز إلي القديسين الذي يعمل فيهم روح الله القدوس كما أن نار الشموع علي المذبح ترمز إلي الملائكة المحيطين بالذبيحة المقدسة وهم أرواح قدسية يعمل فيهم أيضا روح الله القدوس. وطغمة السارافيم معناها المتقدون بالنار أو المحرقون. هؤلاء الملتهبون بالمحبة الإلهية والذين عملهم التسبيح الروحي, والمرة الوحيدة التي حدثنا فيها الكتاب المقدس عن السارافيم أخذ فيها واحد من السارافيم جمرة نار من علي المذبح مسح بها شفتي أشعياء النبي فتطهر بالنار بروح الله إش6:7,6. هكذا كانت الروح النارية التي للسارافيم في خدمتهم السريعة. لم يحتملوا إطلاقا أن يسمعوا عن إنسان أنه مهدد بالهلاك بل قاموا للتو بعمل سريع لإنقاذه ولم يمنعهم عن ذلك أنهم واقفون أمام الله وأنهم منشغلون بتسبيحه وأنه لم يطلب منهم أن يقوموا بهذا العمل...وإنما للتوطار واحد من السارافيمولم يعد إلا وهو مطمئن علي أنه انتزع إثم هذا الإنسان وكفر عن خطيئته... وإشعياء هذا إذ مست الجمرة شفتيه اشتعل هو أيضا بالنار المقدسة وما أن سمع قول الربمن أرسل؟ومن يذهب لأجلناحتي استجاب بسرعة وقالهأنذا أرسلنيأش6:8. ألستم ترون يا إخوتي أن الحرارة هي الفرق جسديا بين الحي والميت؟فالميت فاقد لحرارته تماما...! أليست الحرارة هي الفارق بين الحي والميت...؟ جسد الإنسان الميت تجده باردا تماما لا حرارة فيه...أما الجسد الحي ففيه دفء وحرارة وهكذا الروح أيضا يتميز الإنسان الذي يعمل فيه روح الله بحرارته الروحية كما قال الرسولحارين في الروحلذلك عيشوا في الحرارة التي في الروح...فبهذه الحرارة عاشت الكنيسة الأولي في العصر الرسولي وفي القرن الرابع الميلادي بالذات الذي نميزه بلونين هامين من الحرارة هما: الحرارة العجيبة في الدفاع عن الإيمان ضد الهرطقات مميزة في حياة القديس أثناسيوس مثلا والحرارة العميقة جدا في حياة النسك والرهبنة والتوحد,كما تبدو في سيرة القديس أنطونيوس وآباء برية شيهيت.... الإنسان الذي يعمل فيه روح الله ينبغي أن يكون حارا في الروح... وهكذا يعلمنا الرسول قائلاحارين في الروحرو12:11. وهذه الحرارة تشمل الحياة الروحية كلها فيكون الإنسان حارا في صلاته حارا في خدمته حارا في محبته نحو الله والناس حارا في معاملاته وفي مشاعره كل ما يعمله من خير يتصف بالحرارة. ونلاحظ أن الإنسان حينما يقل عمل الروح فيه تقل تبعا لذلك حرارته ويفتر... فيقولون:هذا الإنسان عنده فتور يتطور إلي برودة روحية وإلي موت...لذلك أشعلوا حرارة الروح في قلوبكم باستمرار ...واحتفظوا بشعلتكم موقدة علي الدوام لاتنطفيء وفي ذلك يقول الربلتكن أحقاؤكم ممنطة وسرجكم موقدةلو12:35. خذوا لكم مثلا من ذبيحة المحرقة التي كانت نارها لاتنطفيء أبدا باستمرار يلقون عليها حطبا ووقودا ويشعلونها بمحرقة صباحية وأخري مسائية وبشحوم وذبائح أخري...نار دائمة تتقد علي المذبح لاتطفأ...لا6...هكذا هي الحياة التي يعمل فيها روح الله وإن لم تستطع أن توقد حياتك الروحية باستمرار وتزيد لهيبها اشتعالا,فعلي الأقل استمع إلي وصية القديس بولس الرسول وهو يقول....لاتطفئوا الروح...اتس5:19. أي ابتعدوا عن كل ما يقلل حرارتكم الروحية عن كل الأسباب التي تجلب لكم الفتور الروحي.. ابتعدوا عن الرياح المضادة التي تطفيء عمل الروح فيكم. ولعل البعض يسأل:هل تتفق النار مع المحبة؟ نعم تتفق فالمحبة نفسها نار وقد تشبهت بالنار في سفر النشيد وقيل مياه كثيرة لاتستطيع أن تطفيء المحبةنش8:7والمحبة تعطي حرارة في القلب. أو لعل البعض يسأل:هل تتفق النار مع الوداعة؟ كثيرا ما نسمع عنالروح الوديع الهاديء الذي هو قدام الله كثير الثمن1بط3:4ونقرأ عن أهمية الوداعة والهدوء في الحياة الروحية فهل هناك تعارض بين الروح الناري والوداعة والهدوء. إنهما لايتعارضان إلا لو أساء البعض فهم الوداعة والهدوء!لقد كان السيد المسيح وديعا ومتواضع القلب متي11:29ومع ذلك كان قويا جدا في خدمته,ودائب الحركة والنشاط بعمل لايتوقف,وهو الذي قالجئت لألقي نارا علي الأرض وماذا أريد لو اضطرمتلو12:49. وكان يتكلم كمن له سلطان وقد طرد الباعة من الهيكل بغيرة متقدةمتي21:12-14ووبخ الكتبة والفريسيين بحزممتي23. هنا التكامل في الطباع,وليس التعارض... |
|