منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 - 11 - 2021, 09:48 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
بشرى النهيسى بشرى النهيسى غير متواجد حالياً
..::| VIP |::..
 
تاريخ التسجيل: Oct 2021
الدولة: مصر
المشاركات: 25,621

إيمان بلا رياء
الراهب القمص بطرس البراموسي



هذا ما نطلبه باستمرار أن يكون إيماننا بلا رياء: "بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ" (غل 5: 6). فالإيمان الحقيقي هو قلب نابض بعمل الله في حياة الإنسان باستمرار. هو ثقة داخلية بأن "كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" (رو 8: 28). والإيمان الحقيقي هو ".. الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى" (عب 11: 1).


ولا يُفْهَم الإيمان لشخص ما أنه قد تربَّى في أسرة متدينة، تؤمن بوجود الله، ولكن لا يعني هذا بخروج الإنسان من أسرة تقيَّة أن يصير مؤمنًا تلقائيًّا بوجود الله. فلكل قاعدة شواذ.. وإنما الإيمان يوجد له معانٍ كثيرة أكثر من ذلك، فهو يشمل الحياة الروحية كلها..

ففي أحد المرات عجز التلاميذ عن إخراج شيطان من إنسان مصروع، فذهبوا يشتكون للسيد المسيح، لماذا لم يخرج أو لماذا لم نقدر أن نُخْرِجهُ، فقال لهم: "لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ" (مت 17: 20). في الشكل الظاهري من المؤكد أن الرسل والتلاميذ يؤمنون الله، وإلا ما تبعوا المسيح ابنه الوحيد الظاهر في الجسد، ولكن من الداخل لم تكتمِل بذرة الإيمان حتى تنمو ولا تصير شجرة كبيرة تتآوى فيها طيور السماء.. فالإيمان الشكلي يكون منزوع القوة والفعالية، شكل جون جوهر، مُمارسة دون معايشة. فالإيمان الكامل الذي بلا رياء يصنع العجائب. فالسيد المسيح أوضح لنا قوة الإيمان وعمله في قوله: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ" (مت 17: 20). نقرأ ونعجب من هذا.. ما هذا الإيمان الصغير جدًا مثل أصغر بذور النباتات -حبة الخردل- الذي لهُ قوة نقل الجبال..

ولذلك قال لنا الحكيم بولس الرسول: "جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ (اختبروا أنفسكم)، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ" (2 كو 13: 5).

فكلام الشفاه لا يعبر عن القلب أو عن الإيمان الداخلي .. قد يرائي الشخص في صلاته وفي كلامه المعسول الذي يوحي للكل أنه رجل إيمان، ويحفظ الآيات ويكررها على أذن سامعيه، فيطِّبونه ويقولون فيه كل ما يريد أن يسمعه منهم من مديح وتطويب، وفي وقت ما يسمح الله بأيَّة ضيقة أو مُضايقة أو حدثًا قد يؤثِّر على صفو حياته ويكدرها.. فنرى الإنسان الداخلي والصورة الحقيقية للشخص تبدلت وتحولت إلى النقيض، فمن الشكر إلى التذمر، ومن ترديد الآيات الكتابية والتنغُّم بها إلى التشكيك في وعود الله، ومن صورة الإنسان الروحاني الذي يلتمس الكل بركته إلى إنسانًا قلقًا ومضطرِبًا ومُتَسَرِّعًا في اتهام الله بالإهمال له، ومن وعظ الآخرين بالتمسك بالإيمان الحسن مهما أوتي من آلام واضطهادات إلى شخص هارِب من المواجهة ومن المجتمع الذي يسلبه حقوقه، ومن إنسان طيب وهادئ الطباع إلى إنسان عال الصوت، غليظ الحنجرة، متعجرفًا في كلامه وطلباته وسلوكه مع الآخرين.. وتتبدَّل الأشخاص وتسقط الأقنعة وتبلى الملابس الحسنة ليظهر الداخل الحقيقي.. وقد يكون هذا السلوك المذموم هو ما يجعل السيد المسيح يرفض الشخص وينفي معرفته به في يوم الدين: "كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!" (مت 7: 22، 23). قال السيد المسيح هذا لأنه قد أوضح في العدد السابق لذلك السبب: "لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (مت 7: 21).

أيها الحبيب، إن عبارة "يَا رَبُّ، يَا رَبُّ" التي نقولها عشرات المرات يوميًّا لا تفيدنا مطلقًا إن لم نكن في ثقة كاملة بتدبير الرب لحياتنا، الماضية والحاضرة والمستقبلة.. وليكن لنا الإيمان الحقيقي والثقة الكاملة في إلهنا الذي خلقنا وهيّأ لنا كل شيء، ووضع لنا كل الأمور تحد استخدامنا، ولنبعد عن التذمر والتزيُّن الخارجي بالفضيلة والممارسات الروحية دون تذوُّق حلاوتها، لأن "الْمُتَكَبِّرُونَ قَدْ لَفَّقُوا عَلَيَّ كَذِبًا، أَمَّا أَنَا فَبِكُلِّ قَلْبِي أَحْفَظُ وَصَايَاكَ" (مز 119: 69).
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 - 11 - 2021, 09:59 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
walaa farouk walaa farouk غير متواجد حالياً
..::| الإدارة العامة |::..
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
الدولة: مصر
المشاركات: 376,472

ميرسى على العظة الجميلة
ربنا يفرح قلبك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 - 11 - 2021, 10:47 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
بشرى النهيسى بشرى النهيسى غير متواجد حالياً
..::| VIP |::..
 
تاريخ التسجيل: Oct 2021
الدولة: مصر
المشاركات: 25,621

شكرا جدا جدا
الرب يبارككم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 - 11 - 2021, 10:50 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,923


موضوع مميز
ربنا يباركك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 - 11 - 2021, 09:00 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
بشرى النهيسى بشرى النهيسى غير متواجد حالياً
..::| VIP |::..
 
تاريخ التسجيل: Oct 2021
الدولة: مصر
المشاركات: 25,621



مرور فى منتهى الروعه
ربنا يفرح قلبك

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تزايد إيمان داود فأصبح له رجاء مستمر في الله Mary Naeem شخصيات الكتاب المقدس 0 09 - 06 - 2024 12:35 PM
ثقة، إيمان، رجاء walaa farouk قسم المواضيع المسيحية المتنوعة 0 29 - 11 - 2022 09:05 PM
صوت الرب يزلزل إيمان الأمم الذين كانوا قبلًا بلا رجاء Mary Naeem أقوال الأباء وكلمة منفعة 0 05 - 10 - 2022 01:22 PM
هل إيمان قائد المائة ببنوة المسيح لله، إيمان مرتبط كذلك بمعجزة؟ Mary Naeem أسئلة فى اللاهوت 0 18 - 08 - 2022 05:54 PM
إيمان و رجاء ومحبة Mary Naeem مواضيع وتأملات روحية مسيحية 0 18 - 05 - 2012 09:16 AM


الساعة الآن 09:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025