[IMG]
[/IMG]
تمكنت معلمة بريطانية من العودة إلى مهمة التدريس التي تحبها بعد أن فقدت أطرافها الأربعة على إثر إصابتها بتعفن الدم.
وبعد مرور عامين تقريبًا على استدعاء عائلتها للحضور وتوديعها في المستشفى، عادت كاث تريغينيا (47 عاماً) للعمل في التدريس، وبفضل ذراعيها الآليين المذهلين، باتت قادرة على أن تفعل كل شيء، بدءًا من القيادة بنفسها إلى المدرسة، وحتى الكتابة على السبورة والخروج بأنشطة رياضية ممتعة.
ولم يكن على كاث فقط تعلم كيفية استخدام ما يسمى بـ Hero Arms والتي تحتوي على مستشعرات ذكية يمكنها اكتشاف أصغر إشارات العضلات وتحويلها إلى حركات يدوية، بل كان عليها أيضًا أن تعلم نفسها المشي مرة أخرى على أرجل صناعية - وكل ذلك أثناء رعاية طفليها: آرون (12 عاماً)، وإميلي البالغة من العمر ثماني سنوات.
وتقول كاث التي تعيش في داتشيت، بيركشاير مع زوجها ألفين (48 عامًا) وأطفالهما "أعلم أن الحياة لا يمكن أن تكون أبدًا هي نفسها تمامًا. لكني أرفض النظر إلى الوراء. بعد أن اقتربت من خسارة كل شيء، فأنا ممتنة للغاية لكوني على قيد الحياة".
وبدأت مأساة كاث خلال عطلة نهاية أسبوع مرعبة في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، عندما مزق إنتان ناتج عن التهاب رئوي جسدها، وعانت من تعفن في الدم بسبب رد فعل خطير لجهاز المناعة الذي بدأ في إتلاف أنسجة الجسم وأعضائه.
وخلال الأيام القليلة التالية، تم تحذير الأسرة للاستعداد للأسوأ، وتم تعيين مستشار للأطفال للمساعدة في إعدادهم لفقدان والدتهم، وبشكل لا يصدق، جاءت المعجزة في الوقت المناسب لعيد الميلاد، حيث تذكر أحد الأطباء قراءته عن عقار أثبت نجاحه في زيادة فعالية المضادات الحيوية، وتم استخدامه فقط على حفنة من المرضى. ولكن، مع عدم وجود ما تخسره، تم إعطاء العقار لكاث.
وببطء شديد، خلال الأيام القليلة التالية، خفت حدة الإنتان. وعلى الرغم من أن كاث ظلت في غيبوبة بعد أسبوعين من وصولها إلى المستشفى، استعادت أسرتها الأمل في بقائها على قيد الحياة، لكن الإنتان تسبب في أضرار جسيمة.
وعندما استعادت كاث وعيها في أوائل يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، واجهت الحقيقة الرهيبة، فقد كان الإنتان قد أوقف تدفق الدم إلى أطرافها، وكانت يداها وقدماها وكثير من ساقيها تحتضر ولا يمكن وقف انتشار العدوى إلا ببتر أطرافها.
وتم بتر يديها من فوق الرسغ في 10 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، وبعد أسبوعين في 24 يناير (كانون الثاني) 2020، تم بتر ساقي كاث، وتمكن الأطباء من إنقاذ ركبتيها مما أتاح لها مزيدًا من القدرة على الحركة.
وشعرت كاث بسعادة غامرة عندما تم تركيب ساقيها الاصطناعيين في يوليو من العام الماضي وبدأت تتعلم المشي مرة أخرى مع جلسات فيزيائية أسبوعية كمريض خارجي في مستشفى جون رادكليف. وتم تزويد كاث أيضًا بأذرع صناعية، لكنها لم تكن راضية عنها كثيراً، وكانت تشبه الخطافات، وبدت قبيحة وثقيلة.
إلا أن الأمور أخذت منحى آخر عندما قرأت كاث عن شركة Open Bionics للتكنولوجيا والأذرع الآلية الرائدة
Hero Arms المصنوعة من النايلون الصلب، وتستخدم مستشعرات كهربائية عضلية لاكتشاف الإشارات الكهربائية الصادرة عن حركات العضلات في الذراع الحالية، وهي أخف بكثير من الأذرع الاصطناعية العادية وذكية للغاية بحيث يمكنها التقاط بيضة أو حمل كأس شراب.
ووصل أول ذراع لكاث في الوقت المناسب لعيد الميلاد في العام الماضي، وتبعها الذراع الثاني في يناير (كانون الثاني)، وفي يونيو (حزيران) وبعد 18 شهراً من مرضها، زارت المدرسة، و بدافع من رد فعله تلاميذها وتشجيع زملائها، شعرت كاث بالثقة الكافية للعودة إلى العمل في سبتمبر (أيلول)، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.