رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فعلاً مدهش إذا قابلنا المشهد الذي أمامنا الآن في لوقا 15، بمشهد آخر في العهد القديم؛ شاول المرتد وعرافة عين دور (1صم28). لا يمكننا أن نتخيل تضاد أكثر من هذا! هناك أيضًا نقرأ عن عِجْل مُسَمَّن يُذبح، ولكن يا له من اختلاف شاسع! «وَكَانَ لِلْمَرْأَةِ عِجْلٌ مُسَمَّنٌ فِي الْبَيْتِ، فَأَسْرَعَتْ وَذَبَحَتْهُ وَأَخَذَتْ دَقِيقًا وَعَجَنَتْهُ وَخَبَزَتْ فَطِيرًا، ثُمَّ قَدَّمَتْهُ أَمَامَ شَاوُلَ وَأَمَامَ عَبْدَيْهِ فَأَكَلُوا. وَقَامُوا وَذَهَبُوا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ» (1صم 28: 24، 25). نعم، إنهم «َأَكَلُوا» ولكن لاحظ أنه لم يُذكَر عنهم شيئًا مرتبطًا بالفرح. في الحقيقة إنهم يُمثِّلون الجمع الهائل الذي يوجد وسط هؤلاء الذين يعترفون ظاهريًّا بالله متخذين اسم المسيح على شفاههم، ومع أنهم يتخذون شكل الشركة مع الله، إذ يأتون إلى ”مائدة“ عظيمة. ولكنه في النهاية مجرد تظاهر، أداء روتيني. فقلوبهم ليست فيه، ونفوسهم لا تتغذي على المسيح! لاحظ مفارقة أخرى مدهشة. قيل عن شاول وعن عبديه: «فَأَكَلُوا. وَقَامُوا وَذَهَبُوا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ» (1صم28: 25). فها المعترف الشكلي ”يقوم“ عن المائدة و”يذهب“، تاركًا ذلك الذي يُكلّمنا عن المسيح؛ ذاهبًا بنفس الكآبة والفراغ اللذين جاء بهما؛ ذاهبًا إلى ”الليل“ المظلم الذي لن ينتهي أبدًا! ولكن ما نقرأه هنا، عن الضال الذي صُولح، مختلف تمامًا! فهو مع أبيه جالسين معًا ليأكلا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ، و«ابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ»، ويُختم المشهد على هذه الصورة! فلا يقال شيئًا عن ”الذهاب“ ولا هناك أي ذكر لـ ”الليل“. و«ابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ»، وما هذا الفرح إلا البداية. مبارك الله، فالفرح لن ينتهي. معًا مع الآب، نجد فرحنا في المسيح، وسوف نفرح دائمًا وإلى الأبد. |
06 - 11 - 2021, 01:56 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: «ابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ»
مجههود رااائع وجميل جدا ربنا يفرح قلبك |
||||
|