لنصغ إلى منطوق عدم الإيمان المُخجل من الأرملة: «إِنَّهُ لَيْسَتْ عِنْدِي كَعْكَةٌ، وَلَكِنْ مِلْءُ كَفٍّ مِنَ الدَّقِيقِ فِي الْكُوَّارِ، وَقَلِيلٌ مِنَ الزَّيْتِ فِي الْكُوزِ، وَهَأَنَذَا أَقُشُّ عُودَيْنِ لِآتِيَ وَأَعْمَلَهُ لِي وَلاِبْنِي لِنَأْكُلَهُ ثُمَّ نَمُوتُ» ( 1مل 17: 13 ). فما أظلم هذه الصورة! كوار فارغ وكوز ناضب وموت حائم! هذا كل ما تَمَثَّل أمام أعين عدم الإيمان العمياء، فقد غاب الله عن نظرها، ولم تشعر بحضوره وبكفايته لسد عوزها، وحجبت ظروفها الله عن رؤيا عينها، وها هي قد تطلعت إلى ما يُرَى لا إلى ما لا يُرى، فلم تُشاهد إلا الجوع والموت.