رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أما سر عظمة القديس فهو إيمانه بالكرازة... يقول عنه بلاديوس(12) "كان كاهنًا مشهورًا بسيرته وقدرته الخطابية، اِستخدمه المخلص كأسًا ثمينًا يسكب فيه نعم الخلاص لأحباء اللوغوس". أروع ما في الذهبي الفم إيمانه بقيمة أنفس البشرية مقدمًا إيمانه ورجاءه ومحبته ونسكياته ودراساته وعباداته... بل كل نسمة من نسمات حياته لأجل "خلاص النفس البشرية". بمعنى أدق بسط القديس كل نسكياته ودراساته وعبادته ومواهبه وطاقاته الجسمانية وأحاسيسه وعواطفه لخدمة الآخرين، مشتهيًا لو استطاع أن يحمل بالنعمة الإلهية العالم كله مع إلى أحضان الله مخلص البشرية! أما سر نجاح هذه الخدمة فهو نظرته لها على إنها ليست مجرد وظيفة يمارسها الأسقف أو الكاهن، بل هي "عمل أسقفي" ينبع عن روحه الأبوي المحتضن في قلبه العالم كله، يبعث بروح الكرازة والحب وخدمة الآخرين في كل أحد: الكاهن والشماس والعلماني... الكرازة -في نظره- هي عمل الكنيسة كلها متحدة مع أسقفها في المسيح يسوع بالروح القدس! "حب خلاص النفس ونموها الروحي، ليس عملًا رسميًا يلتزم به أناس معينون يمارسونه بجوار عبادتهم الشخصية، لكنه إشعاع طبيعي يبعث من كل قلب عرف خلاص المسيح المجاني... حتى وإن كان طفلًا. هو ثمرة طبيعية للقاء النفس مع الله شمس البرّ، ينعكس نورها على من حولها، ويتسع قلبها بالحب للبشرية كلها. لقد عاش الذهبي الفم لهدف واحد هو خلاص الناس، كقوله(13): "إن أعظم فرحى هو أن أراكم نامين في الحياة الروحية"، "شغلي الشاغل هو أن تصيروا جميعًا كاملين"، "لا أعيش إلا من أجلكم ومن أجل خلاصكم". |
|