رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوحنا 32:6 فقال لهم يسوع:” الحق الحق أقول لكم، ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء بل أبى يعطيكم الخبز الحقيقى من السماء“. لقد افترض اليهود أن المن هو ” الخبز الذى من السماء” وبالتالى فقد عقدوا مقارنة بين موسى والسيد المسيح أو كما يذكر القديس كيرلس أن اليهود دون أن يتعرفوا على كرامة المتعلم، يندفعون دون ترو إلى تكريم موسى فقط ودونما سبب معقول كما يبدو، تمت مقارنة موسى بمن يفوقه . لقد كانت عطية المن ظِلاً في القديم لذلك الخبز الحقيقى الذى من السماء والذى أعطى للبشرية حين أشرف زمان الحق على أبوابنا . وفي مجال تعليقه على رد السيد المسيح على اليهود، يذكر القديس كيرلس أن المسيح قد اتهم اليهود بالتصاقهم بالإشارات الرمزية رافضين أن يفحصوا جمال الحق . ثم يفسر القديس كيرلس معنى رد السيد المسيح فيقول ” لم يكن ذاك هو المن بل كلمة الله الوحيد نفسه، الذى هو من جوهر الآب، إذ هو بالطبيعة الحياة ويحي كل الأشياء لأنه هو إذ قد (صدر) من الآب الحى، فإنه هو أيضًا بالطبيعة الحياة. وحيث أن عمل ذاك الذى هو بالطبيعة الحياة، أن يُحي، فالمسيح يُحي كل شئ، ولما كان خبزنا الأرضى الذى يخرج من الأرض لا يتأثر بهشاشة طبيعة الجسد الذى يُبلى، فإنه هو أيضًا من خلال فعل الروح يحي أرواحنا وليس ذلك فقط، بل هو يحفظ أجسادنا ذاتها أيضًا من الفساد . وينتهى القديس كيرلس إلى القول بأن “المن الحقيقى هو المسيح ذاته مُدركًا باعتبار أن الله الآب قد أعطاه تحت رمز المن إلى أولئك الذين في القديم” . وبأنه “ليس هناك خبز وطعام للقوات الفعلية في السماء سوى ابن الله الآب الوحيد، إذن فهو المن الحقيقى، والخبز الذى من السماء لكل الخليقة العاقلة الذى يعطيه اله الآب. وتجدر الملاحظة أن في هذه الآية يرد المسيح على اليهود قائلاً إن ” أبى يعطيكم الخبز” وليس أبانا. ويسجل لنا القديس يوحنا في موضع آخر من إنجيله نفس هذا القول وذلك عندما أجرى السيد المسيح شفاء مريض بيت حسدا في يوم السبت ” أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل” (يو17:5) ولقد آثار هذا القول حقد اليهود وأرادوا أن يقتلوا المسيح. والمقصود في قول السيد المسيح في كلا الحالتين هو لفت نظر اليهود لعلاقته بالله الآب والتى هى مختلفة تمامًا عن علاقة الآب مع أى من البشر فالعلاقة بين الآب والابن هى علاقة جوهرية، فالابن واحد مع الآب في الجوهر أما علاقتنا نحن كبشر بالله هى علاقة بنوية، نحن أبناء الله بالتبنى بينما الابن هو ابن بالطبيعة. كما نلاحظ أن زمن الفعل يعطيكم هو زمن المضارع وليس مثل فعل أعطاكم الذى هو زمن الماضى، فالزمن المضارع للفعل إذن يدل على استمرار العطاء للخبز الحقيقى من السماء. والخبز الحقيقى هو “من السماء” كما كان المن أيضًا من “السماء” غير أن الخبز هنا يوصف بأنه خبز حقيقى، والمسيح الذى هو ” الخبز الحقيقى” يصفه القديس يوحنا بأنه هو ” النور الحقيقى “(يو9:1). |
|