منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 09 - 2021, 02:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

الكنيسة ملكوت الله وملكوت المسيح




الكنيسة ملكوت الله وملكوت المسيح

18. تكمن رسالة الكنيسة في “إعلان ملكوت المسيح والله وتثبيته بين جميع الناس وفي هذا الملكوت فإن الكنيسة تشكّل البنية الأولية”[68] فمن جهة حيث نرى أن الكنيسة هي “سر أي علامة ووسيلة للاتحاد العميق مع الله والوحدة مع الجنس البشري”[69] فهي إذن علامة الملكوت ووسيلته: مدعوة لإعلان الملكوت وتثبيت أركانه. ومن الجهة الأخرى فإن الكنيسة هي “الشعب المشمول بوحدة الآب، والابن والروح القدس”[70] فهي إذن “ملكوت المسيح الحاضر حالياً بشكل سري”[71] وهي بهذا تشكّل البنية الأولية لهذا الملكوت. ولملكوت الله بُعد اسكاتولوجي أخروي ألا وهو: أنه حقيقة حاضرة في الزمن لكن تحقيقه الكامل سيتم مع انتهاء الزمان واكتماله”[72].


ومن خلال النصوص الكتابية والشهادات الأبائية وكذلك من خلال التعاليم الكنسية لا يمكن البلوغ إلى معانٍ ملتبسة لتغيير ملكوت السماوات، ملكوت الله، ملكوت المسيح ولا لعلاقتهم بالكنيسة، التي هي نفسها سر لا يمكن حده في تصور محض بشري. لكن يمكن قبول أكثر من تفسير لاهوتي حول هذه المواضيع. لكن لا يمكن لأي من هذه التفاسير المحتملة أن ينفي أو يفرغ محتوى الرباط العميق بين المسيح، الملكوت والكنيسة. بالحق فإن “ملكوت الله الذي نعرفه عن طريق الوحي لا يمكن فصله عن المسيح ولا عن الكنيسة… فإذا ما انفصل الملكوت عن يسوع، فلا يوجد بعد ذلك الملكوت الذي كشفه هو لنا وينتهي الأمر بتشويه معنى الملكوت بخطر تحويله إلى هدف إنساني محض أو أيديولوجية، وتشويه شخصية المسيح الذي لا يعود يبدو كسيد يجب أن يخضع كل شيء تحت سلطته (راجع 1كور 27:15) وبالمثل لا يمكن فصل الملكوت عن الكنيسة. والكنيسة ليست هدفاً في حد ذاتها لأنها في خدمة تحقيق ملكوت الله وسيلة وعلامة وبنية أولية. وبينما هي مميزة في كيانه عن الملكوت وعن المسيح فإن الكنيسة متحدة اتحاداً لا ينحل مع كليهما”[73].


19. إن توكيد العلاقة الوثيقة بين الكنيسة والملكوت لا يعني بالطبع نسيان أن ملكوت الله، حتى من منظوره التاريخي، لا يمكن تشخيصه بالكنيسة في حقيقتها الاجتماعية المرئية. فلا يمكن بالطبع استبعاد “عمل المسيح والروح القدس خارج الحدود المرئية للكنيسة”[74] لذلك فمن الواجب الأخذ في الاعتبار أن “الملكوت يخص الجميع: الأشخاص والمجتمعات والعالم بأثره. والعمل من أجل تحقيق هذا الملكوت يعني الاعتراف بالديناميكية الإلهية والعمل على تحقيقها فهي حاضرة في التاريخ البشري وتقوم بتحويله. وبناء الملكوت يعني العمل على التحرر من الشر في كل صيغة. وباختصار فإن ملكوت الله هو إظهار وتحقيق مرسومه الخلاصي في كل ملئه”[75].


وفي اعتبارنا للعلاقات بين ملكوت الله، ملكوت المسيح والكنيسة، من الضروري البعد عن التركيز ذي الصبغة الجانبية، كما في مثل حالة بعض المفاهيم التي تقدم الملكوت على أنها هي مركزه وبالتالي تؤكد على صورة كنيسة لا تفكر في ذاتها لكنها مشغولة كلياً بأن تشهد لهذا الملكوت وتخدم تحقيقه. “إنها كنيسة للآخرين، كما أن المسيح هو “إنسان من أجل الآخرين” […] فبجانب ما في هذه المفاهيم من عناصر إيجابية فإن فيها الكثير من الجوانب السلبية وبالذات الصمت عن يسوع والملكوت اللذين يتحدثان عنهما والتركيز على الألوهية المركزية لأنهم يقولون أن المسيح لا يمكن فهمه لمن لا يتبع الإيمان المسيحي، بينما الشعوب والحضارات والديانات المختلفة يمكن أن تتلاقى حول الحقيقة الإلهية الواحدة، بغض النظر عن اسمها. لهذا الدافع عينه فإنهم يفضلون سر الخلق الذي يتجلى في مختلف الثقافات والمعتقدات لكنهم يصمتون أمام سر الفداء. إلى جانب ذلك فإن الملكوت كما يتصورونه ينتهي باستبعاد الكنيسة والتقليل من قيمتها كرد فعل على افتراض معين “مركزية الكنيسة” الذي يحضر الماضي، ولأنهم يعتبرون الكنيسة ذاتها كعلامة لا تخلو بدون شك من الإبهام”[76].


إن هذه القضايا وتلك المفاهيم ضد الإيمان الكاثوليكي لأنها تنفي فرادة العلاقة الموجودة بين المسيح والكنيسة وبين ملكوت الله.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
علاقات بين ملكوت الله، ملكوت المسيح
ملكوت الله وملكوت السماوات
هو الفرق بين ملكوت الله وملكوت السماء؟
ملكوت الله وملكوت السموات
ما الفرق بين ملكوت الله وملكوت السموات ؟


الساعة الآن 06:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024