البابا شنودة الثالث
طالما عيوننا مشغولة بالجسد وبالمادة وبالعالم، ومغلقة بالهيولانيات، فلا يمكن أن تري الروحيات.
السماء المفتوحة رآها القديسون في ضيقاتهم، أما المترفون الذين يعيشون في المتعة والفرح واللذة، فإنهم لا يشعرون بالحاجة إلي باب مفتوح في السماء! وإن طلبوا من الله، فسيقولون: افتح لنا أبوابًا علي الأرض. فالسماء لم يأت موعدها بع.. افتح لنا أبواب الكنوز والرزق والترقيات. هؤلاء المترفون، أخشي أنهم في السماء أيضًا سيسمعون تلك العبارة المخيفة "الحق أقول لكم إنكم قد استوفيتم أجركم" (متى 6: 5). ومثل المترفين، كذلك لا يطلب المنشغلون بابًا في السماء إن كل تفكيرهم مركز في العالم وفي الأرضيات. ليس لديهم وقت ولا رغبة لكي يرفعوا نظرهم إلي فوق. مثالهم ذلك الغني الغبي، الذي قال "أهدم مخازني وأبني أعظم منها، وجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي، وأقول للنفسي: يا نفسي خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة. فاستريحي وكلي واشربي وافرحي" (لو 12: 18، 19).
.