رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
” يموت عن الأمة ” (يو11: 51) ” يموت عن الأمة ” (يو11: 51) كان موت السيد المسيح هو فداءً أو عوضاً عن الأمة.. عن الشعب.. عن كل من يؤمن به وبفدائه العجيب، ويتحد به فى موته وقيامته (انظر رو6: 3 -8). مات السيد المسيح على الصليب عوضاً عن الخطاة وقد “جعل نفسه ذبيحة إثم” (إش53: 10). “وهو حمل خطية كثيرين وشفع فى المذنبين” (إش53: 12). حقاً لقد مات السيد المسيح، واحتمل الآلام بدلاً عن الخطاة. وقيل عنه إنه “بمعرفته يبرر كثيرين، وآثامهم هو يحملها” (إش53: 11). لو لم يكن السيد المسيح قد مات بدلاً عن الخطاة فكيف يقال “جعل نفسه ذبيحة إثم.. وآثامهم هو يحملها”. وقيل أيضاً “وفى جيله من كان يظن أنه قُطع من أرض الأحياء، أنه ضُرب من أجل ذنب شعبى” (إش53: 8). أى أنه ضُرب ومات، لكى يوفى دين شعبه. وقُطع من أرض الأحياء لهذا السبب. وقد حزن السيد المسيح كثيراً من أجل خطايا البشر. وهكذا حزنت البشرية المفدية على أخطائها فى شخصه القدوس. واعتذرت عن تعدياتها أمام الآب بواسطته “أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن” (إش53: 10). تقدّم السيد المسيح فى انسحاق وحزن كبيرين أمام الآب، ليعتذر عن خطايا البشرية. وكان يجتاز معصرة سخط وغضب الله.. وقال: “قد دست المعصرة وحدى ومن الشعوب لم يكن معى أحد” (إش63: 3). كان دور الابن هو التجسد والصلب، وكان دور الآب هو قبول ذبيحة الابن الوحيد رائحة رضى وسرور، تلك التى قدّمها بالروح القدس النارى “الذى بروح أزلى قدّم نفسه لله بلا عيب” (عب9: 14). ولكن بالرغم من تمايز الأدوار، فإن الأقانيم الثلاثة تشترك فى العمل الواحد وهو خلاص البشرية. ولهذا فإن العدل الإلهى قد استوفى حقه بصفة عامة.. فصفات الجوهر هى نفسها للأقانيم الثلاثة. وعدل الآب هو نفسه عدل الابن، وهو نفسه عدل الروح القدس. وهكذا إذ أخلى الكلمة ذاته بالتجسد، وسلك فى طريق الطاعة والاتضاع، نائباً عن البشرية.. استطاع أن يوفى العدل الإلهى حقه.. وهكذا كان الآب مصالحاً العالم لنفسه فى المسيح. |
|