أمام القبر، وقف ذاك الذي أخلى ذاته من أجل خلاصنا، ليصلّى إلى الآب، في ضراعة وخشوع، وثقة واتضاع: "أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي. وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي. ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا أنك أرسلتني" (يو11: 41، 42).
أراد السيد المسيح أن يصلى قبل إتمام المعجزة، بصوت مسموع، ليبرز علاقته الجوهرية بالآب كمولود منه، وكيف أن الآب قد أرسله لخلاص العالم. وليؤكد أن ما سيفعله هو عطية من الآب.
لهذا قال السيد المسيح بحق في صلاته قبل الصلب: "أنا مجدتك على الأرض. العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته.. أنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتني من العالم.. والآن علموا أن كل ما أعطيتني هو من عندك.. وهم قَبِلوا وعَلِموا يقينًا أنى خرجت من عندك. وآمنوا أنك أنت أرسلتني" (يو17: 4-8).
إن كل عطايا الآب هي عطايا الابن أيضًا، وكل عطايا الابن هي عطايا الآب، . كما قال السيد المسيح مخاطبًا الآب: "كل ما هو لي فهو لك وما هو لك فهو لي" (يو17: 10).