![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إلى الآباء ![]() «خبأت كلامك في قلبي لكيلا أُخطئ إليكَ» ( مز 119: 11 ) لا شك أن إشاعة الجو المسيحي في وسط الأسرة، مصدر إلهام لحياة نبيلة شريفة. ومن حق كل طفل أن يتوقع البركات التي هي وليدة البيئة المسيحية. إن البيت هو أكثر العوامل تأثيرًا في بناء الشباب أو تحطيمه. ولا مُبالغة في قيمة قُدسية البيت حيث يلتقي أفراد الأسرة ليمارسوا الشركة مع الله. ومن هنا يأخذنا الإشفاق على الرجال والنساء والأولاد والبنات الذين تطويهم أباطيل العالم. والعِلَّة الكبرى هي إهمال التدريب الروحي. فإن الله يأمرنا أن نُدرِّب أولادنا في كلمته. فلنُعلِّمهم أن يعرفوا الرب يسوع المسيح مُخلِّصًا لهم، وأن يحبُّوا الكتاب المقدس ويوقرُّوه، ويكونوا على يقين من أنه كلمة الله ولا بد أن يقرأوه يوميًا، ولنعلِّمهم كيف يُصلُّون. إن إعداد الأولاد لله امتياز ثمين ومسؤولية عظيمة في آنٍ معًا. فكيف نُعلِّم أولادنا كلمة الله؟ لقد كان ربنا ومُخلِّصنا يسوع المسيح هو المعلِّم الكامل. ولو بحَثنا في أسرار تعليمه لتَعلَّمنا الطريقة الصحيحة لتدريب أولادنا. فقد كان الرب يعلِّم التلاميذ والجموع، بطرق وأمثال، ثم يُخصِّص الأقوال لقلوبهم. وكان يأخذ أمثاله - تبارك اسمه - من أمور الحياة العادية. وكما يحتاج الولد، والبنت، إلى الهواء والماء والغذاء، هكذا تحتاج النفس إلى تغذيتها بكلمة الله والصلاة والسجود. قيل عن سيدنا وهو بعد فتى إنه: «كان يتقدَّم في الحكمة والقامة والنعمة، عند الله والناس» ( لو 2: 52 ). نمو في أربعة جوانب حياته له المجد، الذهنية، والبدنية، والروحية، والاجتماعية. وهكذا ينبغي أن نزرع بذرة كلمة الله الصالحة في حياة أولادنا، فنحصد حياة جميلة «فإن الذي يزرعه الإنسان إيَّاه يحصُدُ أيضًا» ( غل 6: 7 ). فإن أنت أهملت حديقتك، ما الذي يحدث؟ إنها سرعان ما تمتلئ بالحشائش. هكذا مع قلب الولد، فلو أهملناه تملؤه حشائش الأنانية والكبرياء والحسد وما هو قريب من ذلك. فلكي نبعدها عن قلوب أولادنا، ينبغي أن نغرس البذار الجيدة الصالحة ونغذيها بكلمة الله والصلاة. يقول المرنم: «خبأت كلامك في قلبي لكيلا أُخطئ إليكَ» ( مز 119: 11 ). ويقول سيدنا: «أنا هو خبز الحياة» ( يو 6: 35 )، فلنُقدِّم لأولادنا هذا الخبز الحي. ويقول المرنم: «لأن عندك ينبوع الحياة. بنُوركَ نرى نورًا» ( مز 36: 9 )، فلنحرص على أن ندفع أولادنا أن يصرفوا وقتًا عند هذا الينبوع كل يوم في حضرته المقدسة الهادئة في صلاة، وفي دراسة الكلمة. |
![]() |
|