رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فقال لهما أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء، أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده. ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" (لو24: 25-27). كانت هذه الشروحات بمثابة محاضرة قيمة جدًا في اللاهوت العقائدي وفي شرح العهد القديم.. وهنا نرى السيد المسيح المعلم الأعظم وهو يفسر الأمور المختصة بالتجسد والفداء في جميع الكتب.. كل ذلك دون أن يكشف للتلميذين عن شخصيته وهو يكلمهما. كان هدف السيد المسيح ليس هو الافتخار بما عمله، بل هو اقتياد التلاميذ إلى معرفة الخلاص والتمتع بأمجاد الحياة الجديدة في المسيح. وهكذا سجّل السيد المسيح في ذاكرة الكنيسة تفسيرًا لاهوتيًا عميقًا لعمله الخلاصي المبني على ألوهيته ومجيئه في الجسد فاديًا ومحررًا للإنسان. "ثم اقتربوا إلى القرية التي كانا منطلقين إليها، وهو تظاهر كأنه منطلق إلى مكان أبعد. فألزماه قائلين امكث معنا لأنه نحو المساء، وقد مال النهار. فدخل ليمكث معهما. فلما اتكأ معهما أخذ خبزًا وبارك وكسر وناولهما، فانفتحت أعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما" (لو24: 28-31). في اتضاع عجيب امتثل السيد المسيح لرغبة تلميذيه حينما ألزماه أن يمكث معهما. وبالفعل دخل ليمكث معهما. وعرفاه عند كسر الخبز. وحينما عرفاه اختفى عنهما.. لأنه لم يظهر ليتباهى بقيامته، بل ليقتادهما إلى معرفة حقيقة الخلاص الذي صنعه لأجلهما ولأجل البشرية جمعاء. وقالا بعضهما لبعض: "ألم يكن قلبنا ملتهبًا فينا، إذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب؟!" (لو24: 32). أشفق السيد المسيح على تلميذيّ عمواس، لأنهما كانا في حزن وألم بعد الصلب. وبحكمة عجيبة استطاع من خلال شرح الكتب المقدسة -أنفاس الله- أن يتدرج بهما من الحزن واليأس إلى الفرح والرجاء.. حتى ارتفعت روحاهما إلى المستوى الذي عاينا به الرب القائم من الأموات بأعين منفتحة تستطيع أن تراه وتعرفه وتشهد لقيامته المجيدة. ليتنا يا رب نصغي لكلامك بقلوب ملؤها الاشتياق إلى معرفة الحق، حتى نستطيع أن نراك بأعين قلوبنا. . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ليتنا لا نصغي إلى الشيطان عندما نُقتنص في متاعب العالم |
لن أعصي لكلامك أمراً مرةً أخرى يا أُمّي |
قلبى ينصت لكلامك |
علمنى اسمع لكلامك |
بعض الأحيان استمع لكلامك ... كـ مريم |