منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 06 - 2021, 07:56 AM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,838

الرد علي نظرية الطوفان المكاني


الرد علي نظرية الطوفان المكاني

الرد علي نظرية الطوفان المكاني :


قبل أن اتكلم عن الطوفان يجب أن أوضح عدة نقاط :
يجب أن نُدرك أن تضاريس و خريطة العالم لم تكن مثلما هي الآن . و انما تغيرت كلها تماماً بسبب الطوفان الذي كان كارثة مهولة تسببت في انقسام القارات و تكون بحار و محيطات و جبال جديدة . لذا فيجب أن لا نحصر فكرنا عن الحياة قبل الطوفان في الشكل الحالي للأرض.
يخبرنا الكتاب في تكوين ١ أن اللة صنع يابسة واحدة و مجتمع بحاراً واحدا (تك ١: ٩) . و هو أمر يتوافق مع نظرية تشقق الالواح التكتونية وقت حدوث الطوفان و بذلك انقسمت اليابسة (سنتكلم عنها بتفصيل أكثر في مقالات قادمة) . و هو أيضاً يتوافق مع تعداد السكان وقت الطوفان :
كثيراً منا لا يستوعب أن تعداد السكان علي الأرض وقت نوح كان كبيراً جداً (قد يفوق عدد سكان الارض الآن) فنعتقد أنهم كانوا بضعة آلاف . و لكن دعني أقدم لك حسبة بسيطة : فلو أن معدل الزيادة السكانية وقت الطوفان كان ٠,٠١٢٪ مثل عام ٢٠٠٠ ( و هو رقم متحفظ جداً) لكان السكان ٧٥٠ مليون نسمة . و لكن لو اعتبرنا عامل العمر الطويل وقت الطوفان لزاد هذا المعدل بنسبة ٠,٠٠١ ٪ ليصبح تعداد السكان وقتها ٤ بليون نسمة (علي أقل تقدير) .
بالرغم من أننا سندرس الموضوع من ناحية علمية و عقلية (و هو ما سيثبت حقيقةً الطوفان العالمي) ٫ إلا أنه من الخطأ جداً أن يكون معيار فهمنا لكلمة الله هو اقتناعنا الشخصي و حكمنا العقلي علي الأمور .- لا أقول هنا أن نأخذ الكلام المكتوب كما هو بدون اقتناع عقلي . و لكن هناك فرق بين ان يكون الحدث معقولاً و أن نخضعه لمعايير العصر العقلية - . و أضرب مثالاً علي هذا :
الميلاد العذراوي للسيد المسيح هو أمر لا يمكن قبوله بالمنطق العقلي نظراً لأن العقل البشري لم يختبر هذا الحدث قبلاً ٫ و لكنه ليس ضد المنطق الانساني . و لكن هناك اشياء تخالف العقل البشري مثل أن نقول أن الشخص هو متزوج و أعزب في نفس الوقت .
كذلك الأمر بالنسبة للطوفان ( و أيام الخلق ) : لا يصح أن نخضع فهمنا لكلمة الله بخصوص هذه الأحداث للإثبات العلمي ( أو كما تقول حضرتك ٫ إن الطوفان المكاني أسهل اثباته ) . و ذلك يرجع للأسباب التي ذكرتها عن العلم في المقالات السابقة (ارجو الرجوع اليها) فالعلم ليس محايد و دائم التغير . و الأهم من ذلك أن حوالي ٩٦٪ من العلماء ملحدين و غير مؤمنين . فهل تتوقع أن منهجهم في البحث و الدراسة سيكون في صالح اثبات صحة الكتاب المقدس ؟ هذا خطأ فادح . و هذا ما تم بالفعل ٫ فهناك علوم بكاملها تقوم علي فرضيات خاطئة ضد الله مثل علم التطور و طبقات الأرض التي تؤرخ بملايين السنين .
نظرية الطوفان الحلي (المكاني) :
يقول البعض أنه من المعقول أن يكون الطوفان المذكور في سفر التكوين ٦-٩ هو طوفان محلي حدث في منطقة ما بين النهرين حيث كان البشر متركزين كلهم في هذه المنطقة . و بهذا يكون الطوفان بالنسبة لهم عالمي حيث أنه قضي عليهم جميعاً و لكنه لم يغمر كل الأرض .
و الواقع أن هذه النظرية الخيالية تقوم علي عدة افتراضات ليس أكثر لم يستطيع أصحابها أن يثبتوا واحدة منها . بل و معظم هذه الافتراضات تقوم علي سوء فهم أو علي فهم خاطيء للعديد من الحقائق .
الافتراضات التي تقوم عليها هذه النظرية :
١- أن شكل الأرض من يابسة و بحار و محيطات في أيام الطوفان هو الشكل الحالي . و هذا اعتقاد ليس صحيح . فكما ذكرنا قبلاً : أن اليابسة كانت مجتمعة في أرض واحدة و انفصلت الي القارات الحالية نتيجة الشقوق الناتجة عن انفجار ينابيع الغمر و التي اتسعت لتفصل بين القارات . و هو ما نجده ملحوظ في قيعان المحيطات في المناطق الفاصلة بين القارات .
٢- الافتراض الثاني هو أن عدد البشر وقت الطوفان لم يكن يتعدي بضعة ملايين مما يجعل منطقة ما بين النهرين كافية لاستيعابهم . و هو أمر أيضاً غير صحيح . فكما رأينا أن تعداد السكان وقتها كان لا يقل عن ٤ بلايين نسمة . و نحن نعلم أنهم منذ أيام قايين بدأوا يتجمعون في مدن متفرقة عن بعضها . و لو افترضنا أن تعداد السكان وقتها كان ١٠٠٠ نسمة في الكيلومتر المربع ( و هي نسبة عالية جداً بالنسبة لذلك الوقت حيث أنها مجتمعات رعي و البيوت تتكون من طابق واحد) سنحتاج إلي ٤ مليون كيلومتر مربع ( أي مساحة العراق + ايران + الأردن + سوريا + السعودية معاً ) و هي أكبر بكثير من منطقة ما بين النهرين .
للأسف فان البعض يخلط بين ما سبق و بين تجمع البشر في مكان واحد بعد الطوفان حتي حادثة برج بابل ( تقريباً ٢٠٠ سنة بعد الطوفان ) و هو ما يمكن أن يكون مجتمع أقل بكثير من ذاك الذي قبل الطوفان .
٣- الافتراض الثالث : أن الكتاب المقدس يتكلم نسبية , بمعني أن الطوفان كان محلياً و لكن لأن البشر كانوا هذه المنطقة فقط فقد كان هذا يشكل لهم طوفاناً عالمياً . و هذا ادعاء غريب و شاذ عن لغة الكتاب التي لم تتحدث مطلقاً بهذا الشكل في أي موضع آخر. فمثلاً لو أخذنا مثال مما كتبه نفس الكاتب (موسي النبي) في سفر الخروج اصحاح ٩ عن ضربة البرد يقول :“شَيْءٌ عَظِيمٌ جِدًّا لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ مُنْذُ صَارَتْ أُمَّةً.“ و يكرر تعبير ”أرض مصر“ أكثر من مرة . و حتي عندما يذكر توقف الضربة يقول ”فَانْقَطَعَتِ الرُّعُودُ وَالْبَرَدُ وَلَمْ يَنْصَبَّ الْمَطَرُ عَلَى الأَرْضِ.“ . و لكنه أبداً لم يذكر تعبير ”كل الأرض“ أو ”وجه الأرض“ . و لكنه يستخدم تعبير ”كل الأرض ” في قوله : ”لِكَيْ يُخْبَرَ بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ“ . كل هذا في نفس الاصحاح مما يؤكد علي دقة تعبير الكاتب عندما يريد التحدث عن منطقة معينة من الأرض .
الآن, و قبل أن نناقش أدلة الطوفان العالمي , يجب أن نؤكد أن الأهم من الأدلة و الاثباتات الكتابية و العلمية , هو القراءة المباشرة و البديهية لأي انسان يقرأ الاصحاحات ٦-٩ دون أن يكون مدفوعاً بأي وجهة نظر تؤثر علي فهمه .

كيف وصف الكتاب المقدس هذا الحدث : ”انفتحت طاقات السماء . و انفجرت ينابيع الغمر. و استمر المطر لمدة أربعين يوما دون توقف . و ارتفعت المياة لتغطي قمم الجبال بأكثر من ١٥ زراعاً . و ظلت المياة علي الأرض مدة ١٥٠ يوماً (خمسة أشهر) حتي بدأت تجف ”
لو أعطينا هذا الوصف لعشرة آلاف شخص , لأجمعوا علي أن الطوفان الموصوف في هذه الاصحاحات يشمل العالم كله .
و هذا أمر في غاية الأهمية. لأن كلمة الله ليست بهذا الغموض و لا بهذه الصعوبة لكي يفهمها الانسان العادي. و انما كُتبت لتخاطب الانسان البسيط .
و أما الأدلة الكتابية التي تنفي هذه النظرية من جذورها فهي :
١- وضوح النص الكتابي :
أولاً : استخدام الكاتب الكلمات و التعبيرات الصريحة مثل ”وَجْهِ الأَرْضِ“ , ”تَحْتِ السَّمَاءِ“ , و كلمة ”كل“ ”All“ و ”Every“ المستخدمة بكثرة في تلك الاصحاحات تشير الي الكلية و الإجمال .
ثانياً : في ٢ بط ٢: ٥ يقول أن الطوفان أهلك الجميع و لم ينجو غير ثمانية . و في نفس الوقت نجد حفريات و عظام بشر تؤرخ الي ما قبل الطوفان في كل أنحاء العالم و ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط .
ثالثاً : في تكوين ٦: ١٩ يقول : ”وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ، اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَى الْفُلْكِ لاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَرًا وَأُنْثَى.“ و هذا تعبير واضح عن أنه يقصد كل أنواع الحيوانات و ليس بعضها .
رابعاً : أعطي الله وعداً لنوح في تكوين ٩ أنه لن يعود يرسل طوفاناً مثل هذا ليهلك الناس . فلو كان هذا طوفاناً محلياً, لأصبح الله كاذباً (حاشا له) لأننا نري بين الحين و الآخر فيضاناً محلياً في عدة مناطق .
خامساً : كان الغرض من الفلك الذي استمر نوح في بناءه لمدة ١٢٠ سنة هو استبقاء حياة البشر و الحيوانات . فلو كان الطوفان محلياً, لكان الله أمر نوح بأن ينتقل إلي مكان بعيد خلال فترة الطوفان ثم يعود مرة أخري .
سادساً : في تكوين ٧: ١٩ يخبرنا الكتاب عن تعاظم المياة : ”فَتَغَطَّتْ جَمِيعُ الْجِبَالِ الشَّامِخَةِ الَّتِي تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ.“ . فهل ”تحت السماء" يُقصد بها السماء المحلية أيضاً ؟
سابعاً: في ٢بط ٣: ٥-٦ يتكلم بوضوح عن هلاك العالم بالطوفان فيقول : ”لأَنَّ هذَا يَخْفَى عَلَيْهِمْ بِإِرَادَتِهِمْ: أَنَّ السَّمَاوَاتِ كَانَتْ مُنْذُ الْقَدِيمِ، وَالأَرْضَ بِكَلِمَةِ اللهِ قَائِمَةً مِنَ الْمَاءِ وَبِالْمَاءِ،اللَّوَاتِي بِهِنَّ الْعَالَمُ الْكَائِنُ حِينَئِذٍ فَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءُ فَهَلَكَ.“ فعندما يذكر السموات و الأرض لا يمكن أن نفسر هذا بالطوفان المكاني ( ليس هناك أوضح من هذا ) .
٢- من الناحية العلمية :
أولاً : لو كان الطوفان محلياً, لماذا أمر الله نوح أن يأخذ معه الحيوانات و الطيور لاستبقائها في حين أنه كان من الطبيعي أن تهرب هذه الحيوانات من منطقة الطوفان إلي مناطق آمنة حتي تجف الأرض ؟ خاصة و أن الحيوانات تستشعر هذه الأخطار الطبيعية قبل حدوثها ؟
ثانياً : كذلك الطيور. كان المنطقي أن تطير إلي مناطق بعيدة لو كان الطوفان محلياً .
ثالثاً: لو كان الطوفان محلياً و الله يريد من نوح أن يستبقي الحيوانات المحلية فقط, لماذا أمره أن يبني فلكاً بهذه الضخامة يسع لكل أنواع الحيوانات الأرضية و الطيور ؟
رابعاً : لو كان الطوفان محلياً, فلماذا نري حفريات الكائنات البحرية في كل جبال العالم ؟
خامساً : كذلك حفريات الحيوانات التي دُفنت بالطوفان في أوضاع مفاجئة منتشرة في كل طبقات الأرض علي مستوي العالم .
سادساً : لكي يستطيع الماء أن يضغط الكائنات الحية بشدة في عملية ردم سريع لتتحجر و لا يوجد لها فرصة للتحلل, يجب أن يكون ارتفاع الماء ٧ أضعاف الطبقة الرسوبية المدفونة فيها الكائنات الحية . فإذا كانت الحفريات منتشرة في كل جبال العالم كما قلنا, كم يكون ارتفاع المياه فوق تلك الجبال ؟
سابعاً : ارتفاع المياة فوق قمم الجبال ب ١٥ زراع كاملاً يتطلب أن تكون المياة غمرت كل ما حولها من مناطق. فنحن نتحدث عن جبال قد يصل ارتفاعها ٥٠٠٠ - ٨٠٠٠ متر . أي أن حجم المياة هائل بشكل يستحيل أن يظل في منطة الشرق الأوسط دون أن تنصرف الي المناطق المحيطة .
ثامناً : التشكيلات الچيولوچية التي تملأ العالم كله . و لا يمكن تفسير حدوثها إلا بالطوفان الكتابي نتجة عدة عمليات ميكانيكية مثل الطبقات الصخرية التي تأخذ شكل أمواج ، و الأخاديد ، و الأشجار المتحجرة التي تتخلل عدة طبقات صخرية ، و الصخور الوسادية و غيرها الكثير تثبت بلا شك أن الطوفان شمل العالم كله .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كيف تنجى الحكمة صاحبها من المكائد
نظرية الإنفراد مقابل نظرية التآزر – أيها الصحيح؟
الجزء الرابع عشر من الرد على شبهات كتاب الأسطورة والتراث اتهم بها الكتاب المقدس الطوفان
الرد علي كيف لم يكن هناك قوس قزح قبل انتهاء الطوفان؟ تكوين 9
الرد علي موضوع الطوفان المكاني


الساعة الآن 06:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024