رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القميص المُلوَّن والأحلام «وَازْدَادُوا أَيْضًا بُغْضًا لَهُ مِنْ أَجْلِ أَحْلاَمِهِ وَمِنْ أَجْلِ كَلاَمِهِ» ( تكوين 37: 8 ) إن سِرّ الكراهية المُستعرة ضد يوسف من إخوته، أنَّه صاحب القميص المُلوَّن، وأنَّه صاحب الأحلام. وبالنسبة للمسيح أيضًا كَرِهَهُ اليهود نظرًا لأمجاده الأزليَّة (المُمثَّلة في القميص الملوَّن)، ولأمجاده الرسميَّة (المُمثَّلة في الأحلام)؛ فثلاث مرَّات حاول اليهود رجم المسيح عندما تحدَّث عن لاهوته ( يو 5: 18 مت 26: 63 ، 59؛ 10: 30، 31). ثمَّ في المحاكمة أمام مجمعهم الديني حكموا عليه بالصلب نظرًا لِما أعلنَهُ من أنَّه ابن الله، وأنَّه ابن الإنسان، الذي سوف يجلس عن يمين القوة، ويأتي على سحاب السماء (مت26: 63- 66؛ لو22: 66- 71؛ دا 7: 13، 14). والربّ، سواء في المحاكمة الليليَّة أمام قيافا، أو أمام كل المجمع في النهار، أعلن أمام مُمثلي الأُمَّة أمرين: أوَّلاً: أنَّه هو المسيح ابن الله (الذي لم يكن يوسف صاحب القميص الملوَّن إلاَّ صورة مُصغَّرة له). وثانيًا: أنَّهم سوف يُبصـرونه باعتباره ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوة وآتيًا على سحاب السماء (أي مركز كل السلطان، الذي لم يكن يوسف صاحب الأحلام إلا رمزًا بسيطًا له). ثم عندما قدَّموه لبيلاطس كانت شكواهم عليه أنَّه قال عن نفسه إنَّه ابن الله (مجده الأزلي)، وإنَّه المَلك (مجده الرسمي) ( يو 19: 7 ، 12). ولقد رفضه مُمثلو الأمَّة باعتباره ابن الله، كمَن أتى إليهم في مجيئه الأوَّل ليُخلِّصهم، لكنَّه سيأتي ثانيةً باعتباره ابن الإنسان ليَدين. لقد أتى مرَّة في تواضع وصلبوه، وهذا هو نصف الحق، أمَّا نصفه الثاني والذي لا يتجزَّأ عن الأول فهو مجيئه الثاني بالمجد، وعلى رأسه التيجان الكثيرة ليسود على الكل ( رؤ 19: 11 - 16). ونلاحظ أنَّ إخوة يوسف قاموا برحلتين إلى مصر، ويُمكننا أنْ نرى في هاتين الرحلتين صورة لنصفي الأسبوع الأخير من أسابيع دانيآل؛ وهما ما يُسمَّيان: ”مبتدأ الأوجاع“، ثم ”الضيقة العظمى“. ما حدث في رحلتهم الأولى يُمثِّل مبتدأ الأوجاع، وكانت رحلة أليمة. لكن ما حدث في الزيارة الثانية كان أقسى جدًّا (تك44). في الزيارة الأولى نقرأ أنَّهم سجدوا ليوسف بوجوههم إلى الأرض ( تك 42: 6 )، ولكن في الزيارة الثانية نقرأ ثلاث مرات أنَّهم سجدوا، بل نقرأ أنَّهم وقعوا أمامه على الأرض ( تك 43: 26 ، 28؛ 44: 14). لقد كانوا في شدَّة مُستَحكَمَـة ليس لهم منها مناص. وهذا يُمثِّل بالنسبة للشعب في المستقبل الضيقة العظيمة، ولكن بعدها مباشرةً أتى الفرج، وعرَّف يوسف نفسه لإخوته، وهو ما يمثل بالنسبة للأمَّة: ظهور المسيح لبركة شعبه التائب. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الرؤى والأحلام من وجهة نظر مسيحية |
العقل اللاواعي والأحلام.. |
الانتخابات الرئاسية بين الواقع والأحلام |
يوسف والأحلام |
يحلك من الانحناء والأحمال |