تاريخ الأصل والهدف من السفر يونان
من هذه المواد صنع جامع مجهول مؤلفاً سفر يونان، ولا نستطيع أن نكتشف بتفاصيل ما قد لقيه حاضراً وما أضافه هو. بامكاننا فقط أن نقول بيقين أن روح العمومية الواسعة، والإنسانية المتسامحة التي تجعل السفر كذا جذاباً هي من الجامع وزمنه.
أجل، انه ممكن ان المواد الحاضرة كانت تلمح إلى تلك الأفكار تلميحاً، ولكن الاعتقاد الواضح بان رحمة يهوه، لا تنحصر في اسرائيل. بل تشمل الأمم والأجانب أيضاً. وحتى سكان مدينة بغيضة لاسرائيل، وحتى الحيوانات، يعود دون أي شك إلى الجامع. هذا ما يحدد الوقت. لا نقدر أن نتصور مثل هذه العمومية الواسعة وهذا التسامح الشامل في الفترة التي قبل المنفى.
كذلك العبارات الارامية الواردة في السفر( 1 : 7 بسبب من ؟ ، و 3 : 1 المناداة ، وغيرهما) . ليس السفر من بعد 200 ق.م ، إذ يعرفه ابن سيراخ ( 49 : 10 )، وطوبيا ( 14 : 4 ) " لأني أومن بنبوءة ناحوم النبي أن دمار نينوى أصبح قريباً وأن السلام يكون في ماداي، وأن بني قومنا يبقون مشتتين في الأرض بعيداً عن أورشليم المقدسة التي تخرب ويحترق فيها هيكل الله ويقفر إلى حين " اللذان نشأ في أوائل القرن الثاني.
كتابنا واقف في سفر الاثني عشر بين الكتب المتأصلة _ حقيقة أو اعتباراً _ من القرن الثامن.
هذا التوقيت يجاوب أمر النبي يونان ( 2 ملوك 14 ) عاش في القرن الثامن. ولكن لا نقدر أن نقول اذا كان وضع الكتاب هناك يقصد ان الكاتب أيضاً من القرن الثامن. على كل حال، هذا التوقيت ( للكتاب ) ليس أكثر من توقيت يوئيل وعوبديا حتمياً .