منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 11 - 2020, 12:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

إيليا والمركبة السماوية



إيليا والمركبة السماوية



من المعتقد أن خدمة إيليا استمرت حوالي عشرين عاماً ، كانت الخمسة عشر أو الستة عشر عاماً الأولى منها عاصفة ، ممتلئة بالثورة والصراع ، وهو أشبه بالخادم الميثودستى ، الذي اشتكوا من صوته الصارخ في المنبر ، وإذ به يجيبهم : " أنا لا أغنى لتنويم الأطفال ، بل أنا أحطم الصخور " . وكانت رسالة إيليا تحطيم صخور الوثنية والشر التي ملأت كل مكان . .. ومع أننا نعلم أنه أصيب بصدمة قاسية غداة قتل أنبياء البعل ، وهي رد الفعل للنجاح العظيم فوق جبل الكرمل ، إذ أن إيزابل هددته بالقتل ، .. ولم يجد من الشعب الذي آزره في ذبح الأنبياء الكذبة ، ما يشجعه على مواجهة الشريرة الطاغية ، التى ما زالت تمسك بزمام الأمور في الأمة كلها ، كان إيليا تحت الرتمة شيئاً يختلف تماماً عن إيليا فوق جبل الكرمل ، وهى النفس البشرية المتلونة والتي لا تثبت على حال ، فهى تارة في أعلى جبال الشركة مع اللّه ثم لا تلبث أن تهوى تارة أخرى إلى بالوعة اليأس ، .. ولكن شكراً للّه ، الذي أرسل ملاكه إليه تحت الرتمة ، دون أن يناقشه في شيء ، فقد كانت نفسه ممتلئة بالمرارة والأسى واليأس والقنوط ، والتوتر يملأ عواطفه ، والانفعال لا يعطيه أية فرصة للمناقشة الهادئة الساكنة ، وكان علاج اللّه لنفسه أن يطعمه ويريحه ، حتى يهدأ ويسكن ، قبل أن يتكلم إليه أو يحاجه أو يسأله . .. وهي الحكمة الإلهية التى ينبغي أن نتعلم منها ، كيف نعالج الثورات النفسية عند الآخرين " فالأفضل أن ننتظر ، حتى تستريح أجسادهم ونفوسهم ، قبل أي حديث أو مناقشة ، .. كان عمل اللّه الوحيد أن يطعم إيليا ويريحه ، وينتظر أربعين يوماً قبل إن ينقاشه على جبل اللّه حوريب قائلا : " ما لك ههنا يا إيليا ؟ . "" 1مل 19 : 9 ". ومن الغريب أنه فوق جبل اللّه حوريب في سيناء أدرك إيليا الحقيقة التي غابت عنه طويلا ، إن الصوت المنخفض الخفيف ، وليس صوت الريح أو الزلزلة أو النار ، هو الأكثر تأثيراً وقوة وفاعلية ، إن الثلاثة الأصوات الأولى ليست في حقيقتها ، سوى المهد للصوت الأقوى والأعمق والأبعد أثراً ، صوت الحب والحنان والرحمة والإحسان والجود والغفران ، أو في لغة أخرى هو صوت الصليب ، الصوت الذي تحدث به موسى وإيليا مع المسيح فوق جبل التجلي : " وإذا رجلان يتكلمان معه وهما موسى وإيليا ، اللذان ظهرا بمجد وتكلما عن خروجه الذى كان عتيداً أن يكمله فى أورشليم " " لو 19 : 30 و 31 " لقد أهلك اللّه العالم بالطوفان أيام نوح ، وأباد اللّه سدوم وعمورة بالنيران ، وذبح إيليا أنبياء البعل ، ومع ذلك فالخطية لا تزال تفتك بالبشر ، وهي في حاجة إلى أصوات أخرى أفعل من العواصف والزوابع والنيران والزلازل ، إنه صوت اللّه المنخفض فى الصليب ، ... وعاد إيليا إنساناً من حوريب يختلف ، إلى حد بعيد ، عما كان عليه أولا ، يمسح حزائيل ملكاً على آرام ، وياهو بن نمشى ملكاً على إسرائيل ، وأليشع بن شافاط نبياً عوضاً عنه ودخلت إلى حياته حلاوة أعمق وأجل ، ... وأضحى أشبه بشجرة عنب في إنجلترا ربما هي أكبر شجرة من نوعها ، وهى قديمة ، وقد لاحظ أحدهم أن عنبها أصغر من المعتاد ، وسأل لماذا يبدو حجم الحبة من العنب أصغر وأجابه البستاني : إنه أصغر لأن الشجرة قديمة عجوز ، ولكن لا يوجد ما هو أحلى من هذا العنب على الاطلاق ، " . عاش إيليا سنواته الأخيرة أهدأ وأجمل وأقوى ، وأخذ يشرف على مدارس الأنبياء،... وجاء اليوم الذي وصفه جوزيف باركر كدرس من أعظم دروس العناية ، وهو : " لا متى يذهب إيليا ، بل متى يأخذه اللّه الذى يعلم متى تنتهى خدمتنا ورسالتنا " أو في لغة أخرى : إن اللّه يعلم متى يأخذنا إلى حقل آخر أعظم وأجمل ، وإلى فرصة أوسع : " من عشرة أمناء إلى عشر مدن " ... وها نحن نرى الرحلة الأخيرة لإيليا فى الأرض ، التى تنقل فيها من الجلجال إلى بيت إيل إلى أريحا ، أو قرابة ثلاثين ميلا " وأغلب الظن أنه كان يريد زيارة ثلاث مدارس للأنبياء هناك ، ويتزود بالنظرات الأخيرة للارض التى أحبها وخدم فيها ، قبل أن يصعد إلى السماء ، وقد لازمه ورافقه في الرحلة أليشع ، وأبى أن يتخلى عنه البتة ، رغم أن إيليا ألح عليه أن يبقى حيث هو،... ونحن نسأل لماذا أراد إيليا أن يمكث أليشع في المكان الذى كان فيه !! ؟ هل لأنه كان لا يريده أن يتخلى عن عمل كان يقوم به عند بدء الرحلة !! ... أم لأنه أراده أن يكون بين بني الأنبياء في واحدة من المدارس الثلاث !! ؟ ... أم لأنه كما هو الأرجح أراد أن يختبر معدنه وصلابته ، قبل أن يرحل عنه ، وفى الوقت عينه أن يختلى باللّه الذي سيذهب إليه بعد قليل !! ... على أية حال لقد أصر أليشع على مرافقته، كما ينبغى للخادم الأمين أو الصديق الوفي ، أو الجندى الذي أوشك أن يحمل العلم ليؤدي الرسالة الموضوعة عليه ، ... وها نحن نراهما الآن يصلان إلى الأردن ، ويلف إيليا الرداء ويشق الأردن به ، ويعبر كلاهما ، ويسأل المعلم تلميذه ماذا يريد قبل أن يؤخذ منه !! ؟ ويصر التلميذ على أن يقف من المعلم موقف الابن البكر الذى يأخذ نصيب اثنين حسب الشريعة الإسرائيلية ، ولما لم يكن لايليا شيء من متاع الأرض ، ولما كانت الطلبة روحية ، قــال له إيليــــــــا : " صعبت السؤال " !! ... " 2 مل 2 : 10 " وذلك لأن الطلبات الروحية ، عطية من اللّه ، وليس هبة من إنسان !! ... وهى تؤخذ بالعين الروحية المفتوحة ، فإن رآه يؤخذ منه ، كان هذا دليلا على أن اللّه سيعطيه هذا النصيب ، نعود فنشير إلى أن أليشع لا يقصد أن يكون له ضعف ما كان إيليا ، بل أن يأخذ نصيب البكر من الأولاد ، ... وفتح اللّه عيني إليشع ، وسقط رداء إيليا عنه ، فأخذه وأخذ نصيب إثنين من روحه ، بعد أن مزق ثيابه ، " وهو يصرخ يا أبي يا أبي مركبة إسرائيل وفرسانها " ، " 2مل 2 : 12 " وهو كما أشرنا أولا لم يره فرداً واحداً ، بل جيشاً عرمرما ، والقائد المسيحي الغيور الشجاع سيبقى دائماً هكذا ، سواء في الدفاع أو الهجوم لمجد اللّه ، ... ومع أن إبراهيم ، وداود ، وايليا ، وبولس ، وأثناسيوس ، ولوثر وويسلى ، وأمثالهم - لا يظهرون إلا نادراً في موكب العصور ، لكننا نصلي لعل واحداً منهم يظهر في أيامنا هذه في عظمة الأبطال الخالدين ، ويمكن أن نقول قبل أن يؤخذ منا في مركبة السماء : " يا أبي يا أبي مركبة إسرائيل وفرسانها" ..



رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أن المركبات تتسابق في الميدان والمركبة التي تسبق الأخرى
إيليا النبي والمركبة النارية
ايليا والمركبة السماوية
هتفضل بالنسبة لى إيليا وهترجع إيليا
إيليا والمركبة السماوية


الساعة الآن 03:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024