رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ايليا والمركبة السماوية كان اليشع يخدم ايليا وكان معه ، غير أنه ليس مذكورا فى التاريخ من زمان دعوته الى زمان اصعاد ايليا . وقد عرف ايليا زمان انتقاله قد قرب ، وربما عرف اليشع أيضا أن سيده سيفارقه ولكن فى قلبيهما ما لا يقدران أن يعبرا عنه بالكلام . كان ايليا على وشك الوقوف أمام الرب فى السماء وعلى اليشع أن يتسلم منه أثقال الخدمة وأخطارها ، وكانا مزمعين أن يفترقا . وكان الرب قد رسم لأيليا حوادث تلك الساعات الأخيرة فأرسله ليزور الأنبياء فى محلاتهم المختلفة ويكلمهم كلامه الأخير ، وربما طلب ايليا من اليشع أن يمكث فى الجلجال لأنه أراد الأنفراد قبل انتقاله ، أو لأنه أشفق على خادمه ، أو لأنه قصد امتحان محبته وأمانته . واليشع أظهر محبته الشديدة بقوله : " حى هو الرب وحية هى نفسك أنى لا أتركك " ( 2 مل 2 : 5 ) . وبعد زيارة مدارس الأنبياء ذهب الى برية فى عبر الأردن ليكون صعوده فى مكان منفردا كما صعد موسى ليموت فى جبل نبو . وذهب خمسون رجلا من بنى الأنبياء ووقفوا قبالتهما من بعيد ، ووقف كلاهما بجانب الأردن ، وأخذ ايليا رداءه ولفه وضرب الماء فانفلق الى هنا وهناك فعبرا كلاهما فى اليبس . وضرب ايليا النبى الماء كما مد موسى عصاه فانشق البحر وكما انفلق نهر الأردن أمام يشوع . وكان عمل ايليا شهادة لأسرائيل لينتبهوا الى كلامه فيخلصوا من عبودية أشر من عبودية مصر ويدخلوا راحة أعظم من راحة كنعان . وقال ايليا لأليشع اطلب ماذا أفعل لك قبل أن أوخذ منك ؟ وطلب اليشع من أيليا أن يكون له نصيب أثنين من روحه ، وفى ( تث 21 : 17 ) فإن نصيب أثنين من مال الأب هو من حقوق البكر ، كأن الأنبياء أبناء لأبيهم الروحى أى لأيليا ، وطلب اليشع أن يكون أولهم ورئيسهم كالبكر بين الأولاد . ولا ننسب لاليشع الطمع والكبرياء فى هذا الطلب ، لأنه طلب أن يكون الأول فى الخدمة والخطر والتعب . والطمع من هذا النوع هو من الفضائل والواجبات . وقال ايليا لقد صعبت السؤال : كان الأمر صعبا على اليشع لأنه ربما لم يشعر بعظمة الخدمة التى كانت أمامه ، وصعبا على ايليا ، لأن تعيين خليفته ليس له بل للرب . وفيما هما يسيران ويتكلمان اذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا فى العاصفة الى السماء ، وكان اليشع يرى ويصرخ يا أبى يا أبى مركبة اسرائيل وفرسانها .. ولم يره بعد . لا شك أن هذا المنظر بقى فى ذاكرة اليشع كل أيام حياته ، وبه تقوى ايمانه ليقول فى وقت المقاومة : " الذين معنا أكثر من الذين معهم " ( 2 مل 6 : 16 ) . ومن ذلك الوقت فصاعدا لم يكن ايليا سيده بل الرب . ورفع اليشع رداء ايليا الذى سقط عنه ورجع ووقف على شاطىء الأردن ، فأخذ رداء ايليا الذى سقط عنه وضرب الماء وقال أين هو الرب إله ايليا ، ثم ضرب الماء أيضا فانفلق الى هنا وهناك فعبر اليشع . أخذ اليشع رداء ايليا لا ليلبسه بل اشارة الى المقام الذى تسلمه من ايليا ، وضرب الماء فانفلق كما فى الأول حينما ضربه ايليا . أسباب هذا الأنتقال : 1- لا شك فى أن الأسباب الرئيسية هو أن يكون شهادة لجيله ، فقد كان البشر فى عصره غارقين فى شهواتهم ، منغمسين فى ملذاتهم ، لا يفكرون فيما وراء هذه الحياة ، أما اليهود فان أقصى ما استطاعوا الوصول اليه هو تكوين فكرة غامضة عن الحياة الأخرى ، لعل هذه الفكرة زادها غموضا وظلاما انحرافهم فى تيار العبادة الوثنية وانغماسهم فى الخطية . أما انتقال ايليا فقد اعطاهم برهانا مقنعا على وجود عالم روحى دخله الأبرار ، وعلى أن الروح لا تموت بموت الجسد ، بل تنتقل الى حالة أسمى ووطن لائق بها . 2- كان هناك سبب آخر هو رغبة الله فى تدعيم أقوال عبده وخادمه الأمين بطريقة عجيبة ، كان يسيرا على رجال ذلك العصر أن يحدوا من قوة خدمة ايليا باتهامه أنه مجرد انسان متحمس مهيج مثير للقلاقل والفتن ولعله كان من الهين أن يظنوا أن تهديداته وانذاراته بدأت وانتهت بنفسه ، ولو كانت حياته انتهت بمرض الشيخوخة لأذدادوا تقسيا فى طرقهم المعوجة ، وتوغلا فى شرورهم ، فكيف كان ممكنا أن يعرفوا أنه انما نطق بحق الله ؟ ولكن شفاة المجدفين والمتقولين قد ابكمت عندما ختم الرب على خدمة عبده بهذا الختم العجيب . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أن المركبات تتسابق في الميدان والمركبة التي تسبق الأخرى |
إيليا النبي والمركبة النارية |
النبي ايليا وتـل مار الياس (ايليا) |
إيليا والمركبة السماوية |
إيليا والمركبة السماوية |