يلزمنا أولاً أن نعرف أن لو عدنا لأصول تطور الأفعال والكلمات الدالة على الطوبى، نجد أن الأساس المبنية عليه هو ملكوت الله واستعلانه، لأنها تضرب بجذورها في المجد الآتي إذ تخص الطبيعة الجديدة التي نلناها في المسيح يسوع لأنها مطوبة ومباركة من الله، والمعنى القائم عليه التطويب هو "السلوك باستقامة"؛ والقصد هو اقتفاء أثر جيد صالح وترك الجهالة والسير في طريق الفهم: اُتْرُكُوا (انْبِذُوا) الْجَهَالاَتِ فَتَحْيُوا، وَسِيرُوا فِي طَرِيقِ الْفَهْمِ (أمثال 9: 6)، لذلك التطويب يتضمن أسلوب حياة لها شكلها خاص، وهو يميل بطبعه ناحية تمييز الحياة، من جهة الإفراز والتخصيص للسيد الرب، وهو عادةً يتميز بالتعقل الناتج من حالة النضوج الروحي والنمو الصحيح والسليم = طريق الحياة المستقيم، وهنا الكلام يُشير إلى الخروج من حياة الطفولة لحياة الرجولة الروحية [مغترين كأطفال لا يفقهون؛ وأنا أيها الإخوة لم أستطع أن أُكلمكم كروحيين بل كجسديين، كأطفال في المسيح؛ لأنكم إذ كان ينبغي أن تكونوا مُعلمين لسبب طول الزمان تحتاجون أن يُعلمكم أحد ما هي أركان بداءة أقوال الله وصرتم محتاجين إلى اللبن لا إلى طعام قوي، لأن كل من يتناول اللبن هو عديم الخبرة في كلام البرّ لأنه طفل، وأما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر (الحكمة 12: 24؛ 1كورنثوس 3: 1؛ عبرانيين 5: 12 – 14)]