منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 08 - 2023, 10:54 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,256,893

مزمور 103 | العرش الإلهي




العرش الإلهي

ختام مجيد حيث يرفع قلوبنا إلى العرش الإلهي، لقد تعرَّف داود النبي منذ صباه أن الله "رب الجنود، إله صفوف إسرائيل" (1 صم 17: 45). وبهذا الإيمان الحي انتصر على معيِّر الله وشعبه.




اَلرَّبُّ فِي السَّمَاوَاتِ ثَبَّتَ كُرْسِيَّهُ،
وَمَمْلَكَتُهُ عَلَى الْكُلِّ تَسُودُ [19].
عرش الله عالٍ في السماء، ليس ما يعلو عليه، ولا ما يُقارَن به، ولا ما يصحبه، ولا ما يعنيه، ولا ما يعوقه عن العمل، ولا ما يخفيه (راجع أي 9: 4؛ إش 44: 28؛ 46: 10؛ أف 1: 5؛ في 2: 13).
ينسب الله كرسيه للسماوات، لأنها أسمى من الأرض بارتباكاتها المستمرة واضطراباتها وعدم ثباتها. قيل عن الأرض: "المزعزع الأرض من مقرها فتتزلزل أعمدتها" (أي 4: 6).
السماوات مرتفعة لا تتسلل إليها خداعات الشياطين، ولا المكر البشري، ولن يلحقها دنس أو نجاسة، إنما هي طاهرة ونقية ومجيدة.
* من هو إلا المسيح الذي يعد عرشه في السماء؟ هذا الذي نزل وصعد، هذا الذي مات وقام من الأموات. هذا الذي رَفَعَ إلى السماء الناسوت الذي أخذه لنفسه، مُعدًا العرش في السماء.
القديس أغسطينوس

* السماء هي أعلى وأجمل من المخلوقات المنظورة، لذلك يخصها الناس كمكانٍ له، كما يخصصون أشرف الأماكن للملك الأرضي. وأيضًا لوجود مراتب الملائكة فيها. ويقال إنه راكب وجالس ومستقر عليهم، وذلك لرضاه عنهم من أجل طهارتهم وقداستهم. وأيضًا لأن نفوس الصديقين تصعد إلى هناك، وإلى هناك صعد بجسده بعد قيامته من الأموات، ومن هناك سيأتي بعد انقضاء الدهر ليدين العالم... ولئلا يُظَن بأنه محصور، وأن سيادته في السماء فقط، ألحق النبي بقوله: "ومملكته على الكل تسود". أما سيادته على الناس فنوعان: قهرًا أو طوعًا. يسود قهرًا على غير المستحقين لملكوته، لأنه مبدع الكافة وسيدها؛ وأما طوعًا، فيسود على الصديقين الذين أعد لهم ملكوت السماوات. لأجل هذا سبيلنا نحن المؤمنين أن نجعل سيرتنا في السماوات التي منها ننتظر الرب يسوع مخلصنا (في 3: 20)، كما كتب الرسول بولس: "إن كنتم قد قُمْتم مع المسيح، فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله" (كو 3: 1). طوبى للذين يخضعون لسيادة الرب طوعًا.
الأب أنسيمُس الأورشليمي



بَارِكُوا الرَّبَّ يَا مَلاَئِكَتَهُ الْمُقْتَدِرِينَ قُوَّةً،
الْفَاعِلِينَ أَمْرَهُ عِنْدَ سَمَاعِ صَوْتِ كَلاَمِهِ [20].
قيل هنا عن الملائكة أربعة أمور:
أ. أنهم منسوبون لله: "ملائكته".
ب. مقتدرون، ليس في الخليقة من يساويهم في سلطانهم وقدرتهم.
ج. يخدمون الله: يُقَدِّم لنا الكتاب المقدس بعهديه الملائكة كمُرسَلين لله وخدام له، يحملون روح الطاعة له، وروح الحب لنا، فإن كانت الملائكة الساقطة وعلى رأسهم إبليس لا يكفون عن مقاومة الحق فينا لكي يسحبوننا إلى البنوة لإبليس والاستعباد له، فبلا شك لا تقف الملائكة في سلبية، بل تصلي وتعمل في شوقٍ حقيقيٍ لكي نتمتع بالبنوة لله، ونتحرر من أسر إبليس وملائكته.
د. مُقَدَّسون، يتممون مشيئة الله، وموضع سروره. يُعَبِّر المرتل عن عمل الملائكة الدائم في طاعة لله وبقوة، قائلًا: "باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة، الفاعلين أمره، عند سماع صوت كلامه" (مز 20:103).
لم يُقَدِّم المرتل هذه الأغنية بلحن منفرد، لكنه وسط فرقة متناغمة تضم ملائكة الله المقتدرين، وجميع جنوده خدامه العاملين، كما تضم جميع أعماله في كل موضعٍ. كان المرتل يجد سعادته في أن ترافقه كل الخليقة السماوية والأرضية في التسبيح، أو هو يرافقها في هذا العمل المفرح.
هذا ويُعْتَبَر هذا القسم ذات أهمية خاصة عن التطلع إلى العمل، فإن كان الله يعمل لأجل مسرة خليقته، فالقوات السمائية أيضًا تعمل، والإنسان المقدَّس في الرب يجد في العمل مسرة خاصة، ويطلب أن يعمل في شركة مع إخوته كما مع الخليقة، بل ويقول الرسول "العاملان مع الله" (1 كو 3: 9) .
* يلزم أن تميز بين كونك تعمل، وبين أن تتعب، فهذا شيء وذاك آخر، لكن هل يوجد عمل بدون تعب؟ هل هذا ممكن؟ نعم، هكذا كانت إرادة الله، لكنك رفضتَ هذه الإرادة. فقد أعدَّك في الجنة لكي تعمل، وحدد لك ما تعمله، وإن كان لم يمزجه بالتعب. لأنه لو كان التعب منذ البداية، لما صار عقابًا بعد ذلك (تك)، إذن كان من الممكن أن يعمل الإنسان بدون تعب مثل الملائكة. فالملائكة تعمل أيضًا، اسمع ماذا يقول؟ "باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة، الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه" (مز 103: 20)، إن غياب الصحة (الذهنية) هو الذي يسبب التعب الكثير، لكن في البداية لم يكن الأمر هكذا... الله أيضًا ما يزال يعمل كما يؤكد المسيح: "أبي يعمل، وأنا أعمل" (يو 5: 17).
* يمكنك أن تعمل ولا تقلق، كما يعمل الملائكة.
* ما هي أكبر العظائم التي نراها (في الملائكة)؟ أليس طاعتها لأوامر الله؟ تلك هي الشهادة التي يقدمها داود من جهة هذه القوات بتعجبٍ: "باركوا الرب يا جميع جنوده، يا خدامه العاملين مرضاته" (مز 103: 20). ما من خير يعادل هذا الخير في تلك الأرواح الطاهرة .
* إني أطوَّب القوات غير المرئية، لأنهم يحبون الله، ويخضعون له في كل شيء.
* ليتنا لا نقدم التشكرات فقط من أجل البركات التي تحل بنا، وإنما من أجل البركات التي تحل بالآخرين... هذا هو الأمر (الشكر) الذي يحرر الإنسان من الأرض، ويرفعنا إلى السماء، ويجعلنا ملائكة بدلًا من أن نكون بشرًا، فإن الملائكة يُشَكِّلُون طغمة تُقَدِّم التشكرات لله من أجل الصالحات الموهوبة لنا، قائلين: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة (لو 14:2) .
القديس يوحنا الذهبي الفم

* ليس من أمرٍ يعوقنا عن بلوغ كمال القوات العلوية، بسبب سكنانا على الأرض. وإنما يمكننا ونحن نقطن هنا أن نفعل كل شيء، كما لو كنا في العلا. فما يقوله هنا هو هذا: "كما أن كل شيءٍ يتم بلا عائق، والملائكة لا يطيعون (الله) جزئيًا ويعصونه جزئيًا، وإنما في كل شيءٍ يخضعون ويطيعون، إذ يقول "مقتدرين قوة، فاعلين كلمته"، هكذا فلتهبنا نحن البشر (أيضًا) ألا نعمل إرادتك بطريقة جزئية، بل نفعل كل شيءٍ حسبما تريد.
القديس يوحنا الذهبي الفم

* الروح القدس الذي يأمر أولًا نفس الصديق أن تبارك الرب، الآن يدعو الملائكة لهذا العمل. يأمرهم أن يباركوا الرب. فكيف إذن يجسر قوم ويقولون أن الروح القدس مساوٍ للملائكة في القدر، وها هو يأمرهم كما يأمر نفس الإنسان. ليعلموا من هذا أن الروح القدس هو رب، خالق مساوٍ للآب والابن في جوهر اللاهوت والقوة والسلطان، وليس في منزلة الملائكة المخلوقين...
حيث أن الملائكة يفرحون لأجل توبة الخطاة، لذلك يحثهم الروح القدس أن يباركوا الرب ويقدموا الشكر له، لأجل توبة الأمم، وخلاصهم بإيمانهم بالمسيح.
الأب أنسيمُس الأورشليمي
* "لتكن مشيئتك، كما في السماء كذلك على الأرض"، ملائكة الله المقدسون المباركون يصنعون مشيئة الله، كما قال داود: "باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة، الفاعلين أمره" (مز 103: 20)، وعلى هذا نعني بالصلاة: "كما في الملائكة تكون مشيئتك، هكذا لتكن على الأرض فيَّ يا رب" .
القديس كيرلس الأورشليمي

* إذ كانوا "مقتدرين قوة" (مز 20:103) في تنفيذ مشيئة الله، وفي السعي لإهلاك العُصاة، ففي هذا برهان على أنهم يقفون قدام الله، ويخدمونه كأنهم يده اليُمنى (لو 19:1)، وذلك بسبب إرادتهم الصالحة .
العلامة أوريجينوس

* عندما تستعمل كلمة "قوة" في صيغة المفرد تعني قوة الله، بينما حين تُستعمَل في صيغة الجمع تعني قوة الملائكة، فمثلًا "المسيح" قوة وحكمة الله (1 كو 1: 24)، يوضح هنا استخدام كلمة قوة بصيغة المفرد على ألوهية السيد المسيح. وعلى الجانب الآخر نجد في (مز 103: 21) "باركوا الله في جميع قواته"، هنا توضح صيغة الجمع الطبيعة الروحية للملائكة. إن تعبير "المقدرة" الذي يُستخدَم مع كلمة قوة يُرَكِّز أكثر على المعنى، ويعمل الوحي الإلهي في بعض الأحيان على جعل المعنى أكثر تأكيدًا باستخدام كلمات لها نفس المعنى. كمثال التعبير الآتي: "الرب صخرتي وحصني ومنقذي، إلهي صخرتي به أحتمي، تُرس وقرن خلاصي وملجأي، أدعو الرب الحميد فأتخلص من أعدائي" (مز 18: 2-3). فكل كلمة تُعَبِّر عن نفس المعنى، ولكن استعمال الكلمتيْن معًا يُعطي تأكيدًا للعبارة، لذلك فاستخدام صيغة الجمع لكلمة قُوة، وكلمة مقدرة بنفس المعنى تشير إلى طبيعة الملائكة .
القديس غريغوريوس أسقف نيصص

بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ جُنُودِهِ،
خُدَّامَهُ الْعَامِلِينَ مَرْضَاتَهُ [21].
تستخدم هذه العبارة والسابقة لها للكشف عن كرامة العمل، فهو لا يُمارَس كعقوبةٍ أو تأديبٍ، إنما التأديب هو ارتباط العمل بالتعب: "بعرق وجهك تأكل خبزًا" (تك 3: 19).
فالله الآب يعمل وأيضًا الابن والروح القدس. يقول السيد المسيح: "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يو 5: 17). والطغمات السمائية كما نرى هنا تعمل. ووهب للإنسان الأول قبل السقوط أن يعمل، لكن في العمل يتشبه بالله الدائم الحب.
ربما يشير هنا إلى أعمال الله مثل الشمس والقمر والكواكب وبقية الخليقة التي تنضم إلى مصاف السمائيين لتسبيح الله وتباركه بلغتهم الخاصة بهم. كل الخليقة تُسَبِّح الله وتباركه، لكن باللغة التي تناسبها، أحيانًا بلغة الهدوء والسكون.
* هذه القوات المنتظمة في المعركة هي القوى الدائمة إلى الأبد، والتي تمسك بزمام الأمور، وتسيطر على كل شيء، فالعروس ثابتة والسلطات تبقى خالية من العبودية وتُمَجِّد هذه القوى لله دون انقطاع، ولا يبقى السيرافيم الطائرون ثابتون ولا تتغير أماكنهم، ولا يتوقف الشاروبيم عن حمل عرش الله العالي، ويبارك جميع جنوده خدامه العاملين مرضاته (مز 21:103) .
القديس غريغوريوس النيسي

بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ أَعْمَالِهِ،
فِي كُلِّ مَوَاضِعِ سُلْطَانِهِ،
بَارِكِي يَا نَفْسِيَ الرَّبَّ [22].
يليق بنفسي أن تتعلم من كل من وما حولها، فتمارس ما يمارسه السمائيون وأيضًا بقية الخليقة الأرضية من تسبيح وشكر لله. هذا هو عملي الأول والرئيسي!
يرى الأب أنسيمُس الأورشليمي أن الروح القدس لا يدعو الملائكة وحدهم ليباركوا الرب من أجل انفتاح باب الخلاص للأمم خلال الإيمان بالسيد المسيح، وإنما يطلب أيضًا من كل أعمال الرب بما فيها نفوس الصديقين أن تشارك الملائكة هذا العمل.
* لا يقل أحد: لا أستطيع أن أُسَبِّحَ الرب في الشرق، لأنه رحل إلى الغرب. أو لا أستطيع أن أُسَبِّحَه في الغرب، لأنه هو في الشرق... الله في كل موضع، فيمكن أن نفرح به في كل موضع، حيث نحيا حسنًا في كل جانب... العبارة الأخيرة مثلها مثل الأولى، فالتسبيح (التطويب) هو رأس المزمور وهو نهايته. نبدأ ننطلق بالتسبيح، ونرجع أيضًا إلى التسبيح، ليتنا نملك بواسطة التسبيح.
القديس أغسطينوس

* ينصت المشاهدون في المسارح لرسائل الإمبراطور في صمتٍ وهدوءٍ - لأنه حينما تُتلَى هذه الرسائل هناك، والولاةحاضرين مع المحافظين، ورجال مجلس الشيوخ، والشعب وقوفًا في صمتٍ مطْبقٍ أمام الكلمات، فإن قفز أحد فجأة وسط هذا السكون الشديد، وصرخ، فإنه يَلقى أشد العقاب؛ إذ أهان الإمبراطور. لكن هنا، فإن الرسائل قادمة من السماء، وبينما تُتلَى تسود فوضى في كل مكان، مع أن مُرسِل هذه الرسائل أعظم بما لا يقاس من ملكنا الأرضي، والحشد المجتمع أكثر وقارًا، فالحاضرون ليسوا من الناس فقط، بل من الملائكة أيضًا، والرسائل تنقِل إلينا أخبار الانتصارات، والأخبار السارة التي تثير فينا رهبة أكثر من أمور الأرض، لهذا لا يحتشد الناس فقط، بل الملائكة ورؤساء الملائكة وكل شعوب السماء وكل سكان الأرض يُؤمَرون بالتسبيح، كالمكتوب: "باركُوا الربَّ يا جميع أعماله" (مز 103: 22).
أجل، فإن أعمال الرب ليست بالإنجازات الهينة، بل تفوق كل حديثٍ، وكل فكرٍ، وكل فهمٍ للإنسان .
القديس يوحنا الذهبي الفم

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الحكمة الجالسة على العرش الإلهي
يبدأ سفر حزقيال برؤية العرش الإلهي
شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
ما بين الغرس الإلهي الأول والغرس الثاني
المعمودية العرس الإلهي بين المسيح والكنيسة


الساعة الآن 06:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024