منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20 - 07 - 2018, 04:29 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: غاية التجسد الإلهي

مقارنة سريعة بين العهدين على ضوء رسالة غلاطية
(الناموس والنعمة؛ العبودية والتبني)
أن أردنا أن نضع مقارنة سريعة بين العهدين، من جهة الناموس والنعمة، فهذه المقارنة لن تخرج عن أنها مقارنة بين الناقص بسبب ضعف البشرية، وبين الكامل بسبب عمل المسيح الخلاصي، بموته الفدائي والكفاري: [قد أُكمل] (يوحنا 19: 30)، وهذا هو سرّ النعمة وعملها العميق.
فكل ما كان ناقصاً بسبب عجز الإنسان الساقط،
أكمله المسيح الرب في نفسه (حسب التدبير) ثم أعطاه لنا مجاناً، وهذه هي النعمة المُعطاة لنا، لأن في المسيح يسوع منتهى كمال الناموس، حتى أصبح الناموس نفسه بلا قيمة بدون شخص المسيح، لأن الانحصار في الناموس وتتميمه بالجهد الإنساني الضعيف بسبب الجسد المتسلطة عليه الخطية يورط الإنسان في الموت، لأن بولس الرسول نفسه قبل لقاءه مع شخص المسيح كان متعمقاً في الناموس، وبسبب غيرته [وكنت أتقدم في الديانة اليهودية على كثيرين من أترابي في جنسي إذ كنت أوفر غيرة في تقليدات آبائي (غلاطية 1: 14)] تورط في جريمة خطيرة وهي القتل الذي حرَّمهُ الناموس [لا تقتل؛ ابتعد عن كلام الكذب ولا تقتل البريء والبار لأني لا أُبرر المذنب (خروج 20: 13؛ تثنية 5: 17؛ خروج 23: 7)]، فأتاه صوت المسيح الرب من السماء قائلاً: أنا يسوع الذي انت تضطهده (أعمال 9: 5)، فأيقظ ضميره الذي لم يستطع الناموس أن يوقظه، لذلك فأن الناموس بدون شخص المسيح يورط الإنسان في الموت ويُثبت دينونته بسبب إنسانيته الساقطة (التي تُسمى حسب الإنجيل بالإنسان القديم أو العتيق):
[لأنه لو أُعطى ناموس قادر أن يُحيي، لكان بالحقيقة البرّ بالناموس، لكن الكتاب قد أغلق (συγκλείω shut in) (لازم بيتا؛ منحصر حبيس؛ اغلاق؛ انغلق؛ أوصد؛ أوصد حجز) على الكل تحت الخطية ليعطي الموعد من إيمان يسوع المسيح للذين يؤمنون؛ لأن الله أغلق على الجميع معاً في العصيان لكي يرحم الجميع (غلاطية 3: 21، 22؛ رومية 11: 32)]
لذلك فأن الناموس واسطة لكشف وفضح البرّ الناقص للإنسان:
أنه ليس بار، ولا واحد (رومية 3: 10)، فمهما ما أدى الإنسان من تقدمات كفاريه أو أعمال صالحة [أما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا "اللهم أنا أشكرك إني لستُ مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار، أصوم مرتين في الاسبوع وأُعشر كل ما اقتنيه" (لوقا 18: 11، 12)]، فأن الناموس يفضح أقل تقصير ويُظهر عيوب النفس ونقص هذه الأعمال أمام الله [أنا الله القدير سرّ أمامي وكن كاملاً؛ لأن من حفظ كل الناموس وإنما عثر في واحدة فقد صار مُجرماً في الكل. (تكوين 17: 1؛ يعقوب 2: 10)]
عموماً فأن المقارنة بين الناموس والنعمة
في حقيقتها مقارنة بين الجسد والروح، وبالطبع لا بُدَّ من أن نعلم يقيناً، أن الناموس روحي، وهو يعبَّر بوضوح عن فكر الله، ونقص الناموس لا يأتي أبداً بسبب موسى الذي استلمه من الله وسلمه للشعب، وبالطبع أيضاً ليس بسبب الله الذي أعطاه – حاشا – فالمسيح الرب يقول بوضوح: [ما جئت لأنقض بل لأُكمل (الكمال)، فأني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل (يتم حسب التدبير)] (متى 5: 17 و18)
فما هو نوع النقص وسببه على وجه التحديد:
النقص بسبب الذين أُعطى لهم، وليس في الناموس ذاته كوصية إلهيه، لأن من يسمع لوصية الله ويخضع لها بكل قلبه ويُطيعها يحيا بها إلى الأبد لأن فيها سرّ الحياة وقوة الأبدية، والمسيح إلهنا يوضح هذا النقص في رده على سؤال الفريسيين: [فتقدم الفريسيون وسألوه: هل يحق للرجل أن يُطلَّق امرأته [ليجربوه] فأجاب وقال لهم: بماذا أوصاكم موسى؟ فقالوا: موسى أذن أن يُكتب كتاب طلاق فتُطلَّق. فأجاب يسوع وقال لهم: من أجل قساوة قلوبكم كُتبت لكم هذه الوصية. ولكن من بدء الخليقة ذكراً وأُنثى خلقهما الله، من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنين جسداً واحداً. إذاً ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعهُ الله لا يفرقه إنسان] (مرقس 10: 2 – 9)
إذاً النقص هنا وعدم الكمال والعيب كله في الإنسان نفسه،
لأنه قاصر على أن يعيش وصية الله في كمالها حسب القصد من الخلق الأول، لأنه خاضع لسلطان الجسد الذي لا يقدر أن يحيا بالروح، بسبب السقوط، لذلك فأنه لا يستطيع أن يُرضي الله أبداً: لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله، إذ ليس هو خاضعاً لناموس الله، لأنه أيضاً لا يستطيع، فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله (رومية 8: 7، 8)، وذلك: لأني لست أعرف ما أنا أفعله إذ لست أفعل ما أُريده بل ما أُبغضه فإياه أفعل. فأن كنت أفعل ما لستُ أُريده فأني أُصادق الناموس أنه حسن. فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا (بحريتي) بل الخطية الساكنة فيَّ (التي استعبدتني). فاني أعلم أنه ليس ساكن فيَّ، أي في جسدي، شيءٌ صالح، لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحُسنى فلستُ أجد. لأني لستُ أفعل الصالح الذي أُريده بل الشرّ الذي لست أُريده فإياه أفعل. فأن كنت ما لست أُريده إياه أفعل فلستُ بعد أفعلهُ أنا بل الخطية الساكنة في. إذاً أجد الناموس لي حينما أُريد أن أفعل الحُسنى أن الشرّ حاضر عندي. فإني أُسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن. ولكني أرى ناموساً أخر في أعضائي يُحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي. (رومية 7: 15 – 23)
وبعد أن تعرفنا على سبب النقص بإيجاز،
علينا الآن أن نُغير نظرتنا للعهد القديم وننظر إليه بشكل أعمق حسب قصد الله وتدبيره الحسن، لأن من بدء الوعد لإبراهيم – قبل الناموس – وتأكيده بعد ذلك لإسحاق ويعقوب، ومن بعدهما إعطاء الناموس لموسى، فأننا نجد ملامح التبني كانت ظاهرة في كل هذا، لأننا نجد أن القديس بولس في رسالة رومية يُظهر قوة التبني الموجود ملامحه في والوعد والناموس نفسه، إذ يعود إلى علاقة العهد بين الله وإسرائيل ويقول: [الذين هم إسرائيليون ولهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد] (رومية 9: 4)

أما في رسالته إلى غلاطية فإنه يوضح التباين التاريخي بالمقابلة بين:
(1) من يريدون أن يعيشوا تحت سيادة الناموس (الذي زيد) وعبادته (النافلة)
بحسب الجسد التي هي شبه السماويات وظلّها، والتي في ظل هذا العهد كانت الخطية مالكه على قلب الإنسان وسائدة على الجسد بسلطان الموت، وقد ألغت قوة الناموس ومسخت روحانياته وجعلته غير صالح، رغم قوة صلاحه العظيم: [لأن الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية، خدعتني بها وقتلتني، إذاً الناموس مقدس والوصية مقدسة وعادلة وصالحة. فهل صار لي الصالح موتاً – حاشا – بل الخطية، لكي تظهر الخطية مُنشأة لي بالصالح موتاً، لكي تصير الخطية خاطئة جداً] (رومية 7: 11 – 13)
(2) وبين الذين يريدون أن يعيشوا بالإيمان في عهد النعمة الذي رُفع فيه سلطان الخطية
بذبيحة ربنا يسوع على الصليب، وعهد ختان الروح بخلع جسم الخطايا وشفاء القلب بالروح: [وبه أيضاً ختنتم ختاناً غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح] (كولوسي 2: 11)، والذي جعل فيه الوصية والعبادة بالروح والحق، وجعل سيرتنا في السماويات عينها التي جاء منها، وهي طبيعة الله وحياته التي جاء ليُخبَّر بها: [ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له](يوحنا 4: 23)
فالخطية التي ألغت قوة الناموس في قلب الإنسان
وأثمرت فيه موتاً، هي التي ألغاها المسيح يسوع في عهد النعمة وقتلها في جسده: إذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد [تحت الناموس وحراسته] بل حسب الروح [تحت النعمة وحراستها]، لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت. لأن ما كان الناموس عاجزاً عنه في ما كان [الإنسان] ضعيفاً بالجسد (لأن الناموس قد زيد بسبب التعديات، لأن القانون يتم وضعه بسبب انحراف الإنسان عن الطريق السوي السليم)، فالله إذ أرسله أبنه (ونحن بعد خطاة) في شبه جسد الخطية [أي بدون خطية إذ ليس لها سلطان عليه] ولأجل الخطية [التي عطَّلَت عمل الناموس في الإنسان]، دان (= دينونة) الخطية في الجسد [بالصليب]، لكي يتم حكم الناموس فينا [الذي هو الموت (لأن القانون يحكم بالموت على من يُخطئ)، لأننا في المسيح أخذنا صك براءة باسمه ومختوم بدمه المسفوك] نحن السالكين ليس حسب الجسد [المُعطل لوصية الله] بل حسب الروح [بالإنجيل الذي هو بشارة العهد الجديد والخلاص من الخطية المتسلطة بالموت بالمسيح ونوال حياته فينا بالتبني – ناموس روح الحياة]؛ (وذلك) إن كنا قد صرنا مُتحدين معهُ بشبه موته نصير أيضاً بقيامته عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صُلب معهُ، ليبطل جسد الخطية.. فإن كنا قد مُتنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا معهُ أيضاً. (رومية 8: 1 – 4؛ 6: 5، 6، 8)
وباختصار شديد وملخص لعمل المسيح الرب هنا
يقول القديس بولس ببراعة شرح دقيق للغاية واختصار وإيجاز: [ولكن حين ظهر لُطف "مُخلصنا الله" وإحسانه، لا بأعمال في برّ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا "بغسل الميلاد الثاني"، "وتجديد الروح القدس"، الذي سكبه بغنى علينا "يسوع المسيح مخلصنا"] (تيطس 3: 4، 6)
وهنا يظهر قوة الخلاص بالميلاد الثاني والتجديد المستمر
[ولبستم (الإنسان) الجديد الذي يتجددللمعرفة حسب صورة خالقه (كولوسي 3: 10)]، أي الخليقة الجديدة في المسيح يسوع التي لها شهادة الروح القدس، الذي يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله في الابن الوحيد، لأن الخليقة الجديدة لا تحتاج قانون يحكمها من الخارج، لأن النبوة تقول: بَلْ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً [لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ لِجَمِيعِ النَّاسِ، مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِر، مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْباً خَاصّاً غَيُوراً فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ] (إرميا 31: 33؛ تيطس 2: 14)
 
قديم 24 - 07 - 2018, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: غاية التجسد الإلهي

من رتبة العبيد لرتبة الأبناء
(ملخص مفهوم التبني في العهد الجديد على ضوء رسالة غلاطية)
الإنسان في البداية سقط من رتبته الأولى،
فهبط من مستوى حرية المجد النوراني الذي كان لهُ في الفردوس على مستوى رؤية الله والتمتع بالحضرة الإلهية، لمستوى العبودية تحت سلطان الظلمة وعدم القدرة على رؤية نور وجه الله الحي [وَقَالَ (الله لموسى): «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ» خروج 33: 20]، لذلك قَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ:
«إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تلاَمِيذِي. وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ». أَجَابُوهُ: «إِنَّنَا ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ وَلَمْ نُسْتَعْبَدْ لأَحَدٍ قَطُّ. كَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: إِنَّكُمْ تَصِيرُونَ أَحْرَاراً؟». أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ، الْحَقَّ، أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. وَالْعَبْدُ لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ إِلَى الأَبَدِ أَمَّا الاِبْنُ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ. فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً. أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبِيكُمْ». فَقَالُوا لَهُ: «إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِناً. لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ». فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كَانَ اللَّهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ وَأَتَيْتُ. لأَنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي بَلْ ذَاكَ أَرْسَلَنِي. لِمَاذَا لاَ تَفْهَمُونَ كلاَمِي؟ لأَنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَسْمَعُوا قَوْلِي. أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ. (يوحنا 8: 31 – 36؛ 41 – 44)
ومن هُنا يظهر معنى التبني الحقيقي من الناحية الواقعية العملية، أي من جهة الفعل والعمل، لأن التبني ليس نقلة فكرية، وبالتالي ليس نظرية فلسفية ولا موضوع بحثي لدغدغة مشاعر الإنسان وإثارته عاطفياً، بل قوة فعل إلهي سماوي ضارب بجذوره في أعماق النفس من الداخل، لأن أن كنا نؤمن بالابن الوحيد إيماناً حقيقياً، فإيماننا هذا يُمتحن بفعله في حياتنا على المستوى الشخصي، لأن حياتنا تُظهر إيماننا، لأن هنا في هذا الموقف الرب كشف إيمان اليهود به، بأنه إيمان شكلي ظاهري مزور ليس بذات قيمة لأنه لم ينقلهم من مرتبة العبيد لمرتبة الأبناء من الناحية العملية، لأن هذا الإيمان ليس فيه حرية أبناء الله الحي، بل إيمان عبيد تحت قيد وسلطان الظلمة [وَهَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً – يوحنا 3: 19]، لذلك لم يفهموا كلام الرب عن الحرية: [لِمَاذَا لاَ تَفْهَمُونَ كلاَمِي؟ لأَنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَسْمَعُوا قَوْلِي. (والسبب) أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا]
وهنا يتضح جداً أمامنا الفرق العظيم ما بين العبد والابن: [مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. وَالْعَبْدُ لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ إِلَى الأَبَدِ، أَمَّا الاِبْنُ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ].
فمن الواضح جداً أن التبني الحقيقي = الحرية [فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً]، والحرية هنا = الخروج من تحت سلطان الظلمة والدخول في سلطان النور الحقيقي الآتي إلى العالم:
[فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ. وَالنُّورُ يُضِيءُ (shines يُشرق، يشع، يتلألأ، يتألق – جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبال فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم – تثنية 33: 2) فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ (لم تُدركه، لم تعرفه، لم تفهمه = لِمَاذَا لاَ تَفْهَمُونَ كلاَمِي؟). كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللَّهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. هَذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ. لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ، بَلْ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ. كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِياً إِلَى الْعَالَمِ. كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.] (يوحنا 1: 1 – 13)
فمن يحيا في سقوطه، ويفعل الخطية كمنهج حياته المستمر والدائم، فأنه يحيا حياة الإثم والتعدي [ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين – متى 24: 12]، إذ أن قلبه مرتبط بالعالم الساقط تحت سلطان عبودية الخطية، وبذلك يثبت أنه ما زال عبداً ولم ينتقل بعد إلى مرتبة البنوة، لذلك يقول القديس يوحنا الرسول في رسالته الأولى:
+ وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. وَبِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ. مَنْ قَالَ قَدْ عَرَفْتُهُ وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ. وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقّاً فِي هَذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ. بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ:/ "مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً (إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تلاَمِيذِي)". وَالآنَ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، اثْبُتُوا فِيهِ، حَتَّى إِذَا أُظْهِرَ يَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ، وَلاَ نَخْجَلُ مِنْهُ فِي مَجِيئِهِ. إِنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ بَارٌّ هُوَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ مَوْلُودٌ مِنْهُ، كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ (كمنهج يحيا به) يَفْعَلُ التَّعَدِّيَ أَيْضاً. وَالْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي. وَتَعْلَمُونَ أَنَّ ذَاكَ أُظْهِرَ لِكَيْ يَرْفَعَ خَطَايَانَا، وَلَيْسَ فِيهِ خَطِيَّةٌ. كُلُّ مَنْ يَثْبُتُ فِيهِ لاَ يُخْطِئُ. كُلُّ مَنْ يُخْطِئُ لَمْ يُبْصِرْهُ وَلاَ عَرَفَهُ. أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. مَنْ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَهُوَ بَارٌّ، كَمَا أَنَّ ذَاكَ بَارٌّ. مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ (يعيش بها كمنهج حياته الخاص) فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ، وَكَذَا مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ. لأَنَّ هَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ: أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً. لَيْسَ كَمَا كَانَ قَايِينُ مِنَ الشِّرِّيرِ وَذَبَحَ أَخَاهُ. وَلِمَاذَا ذَبَحَهُ؟ لأَنَّ أَعْمَالَهُ كَانَتْ شِرِّيرَةً، وَأَعْمَالَ أَخِيهِ بَارَّةٌ. [أنا عالم انكم ذرية إبراهيم لكنكم تطلبون أن تقتلوني لأن كلامي لا موضع له فيكم، ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله هذا لم يعمله إبراهيم؛ أليس موسى قد أعطاكم الناموس، وليس أحد منكم يعمل الناموس، لماذا تطلبون أن تقتلوني – يوحنا 8: 37، 40؛ 7: 19] (1يوحنا 1: 5، 6؛ 2: 3 – 6، 28، 29؛ 3: 4 – 12)
فمن يحيا حياة الإثم والتعدي كمنهج لحياته محباً للشهوة (بالطبع هذا يختلف عن الضعف العادي لأي إنسان تعثر في الطريق، بل الكلام هنا عن منهج الحياة نفسه) فهو عبد ومن أب هو إبليس وشهوات أبيه يُريد أن يفعل، ولن يستطيع أن يقبل المسيح رباً ومخلصاً بل سيرفضه أو على الأقل لن يكترث به ولن يهتم بخلاص نفسه، ومن كان عبداً لإبليس لن يستطيع من ذاته أن يتحرر من سلطانه حتى لو أراد بكل طاقته وقوته، لذلك فهو يحتاج من هو أقوى منه ليفكه من الأسر ويعتقه، ويعطيه الحرية الكاملة، ولا سبيل على وجه الإطلاق إلى الحرية إلا بواسطة الابن الوحيد، ابن الله الحي، لأنه الوحيد من له سلطان الحياة والموت والقادر على أن يعتق المأسورين.
أن كنت بإصبع الله أُخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله. حينما يحفظ القوي داره متسلحاً تكون أمواله في أمان. ولكن متى جاء من هو أقوى منه فأنه يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه ويوزع غنائمه؛ روح السيد الرب عليَّ لأن الرب مسحني لأُبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأُنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق؛ جميع عظامي تقول يا رب من مثلك: المنقذ المسكين ممن هو أقوى منه، والفقير والبائس من سالبه؛ لأن الرب فدى يعقوب وفكه من يد الذي هو أقوى منه. (لوقا 11: 20 – 22؛ إشعياء 61: 1؛ مزمور 35: 10؛ إرميا 31: 11)
فواضح هنا قوة سلطان الابن الوحيد كمُخلِّص الذي أظهر مشيئة الآب من جهة القصد الأزلي والتدبير، لأن القصد كله هو أن يدخل الإنسان بالشركة في ميراث الابن الوحيد، ومن هنا نُدرك معنى التجسد كخبرة في حياتنا الشخصية على مستوى الإيمان الحي العامل بالمحبة، لذلك كانت طلبة الرسول وصلاته من أجل المؤمنين هي: مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين (أفسس 1: 18)
لذلك ينبغي أن نعلم علم اليقين،
بأن الخطية خاطئة جداً، تستعبدنا ولا ترحمنا أبداً، ولا نستطيع الفكاك منها أن ملكت علينا، ومشكلتها ليس في مجرد ارتكابها، بل فيما تصنعه في داخلنا من تشويه وتفقدنا هدف الحياة الإيجابي وهو الحياة مع الله كأبناء في الابن الوحيد، ونتيجة الاستمرار فيها هو الموت المحتوم، لأن خطورتها تكمن في قساوة القلب وتحجره، لأنها تُصيب الإنسان بشلل روحي لا شفاء منه، أن تمسك بها للنهاية [أن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون – لوقا 13: 3]، لذك وضع الرسول هذه المقابلات لكي نستوعب مشكلة الخطية الحقيقية، وأظهر اتجاهين للطاعة لا ثالث لهما، إما للخطية أو للمسيح الرب، فالإنسان حسب ما يُطيع يكون له، أي أن الثمرة التي يحصل عليها هي ثمرة طاعته الشخصية:
[ألستم تعلمون أن الذي تقدمون ذواتكم له عبيداً للطاعة، أنتم عبيد للذي تطيعونه (أنتم عبيد لمن تقدمون له الطاعة): إما للخطية للموت أو للطاعة للبر؛ لأنكم لما كنتم عبيد الخطية كنتم أحراراً من البرّ. فأي ثمر كان لكم حينئذ من الأمور التي تستحون بها الآن، لأن نهاية تلك الأمور هي الموت] (رومية 6: 16، 20، 21)
[فشكراً لله أنكم كنتم عبيداً للخطية ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها. وإذ أُعتقتم من الخطية صرتم عبيداً للبرّ، وأما الآن إذ أُعتقتم من الخطية وصرتم عبيداً لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية. لأن أجرة الخطية هي موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا] (رومية 6: 17، 18، 22، 23)
وهذه المقابلة تُظهر حالتين، حالة الطاعة للخطية وثمرتها الموت، وحالة العتق من الخطية، أي الخروج من عبودية الخطية للحرية والدخول في عبودية أُخرى فيها هبة الله حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا.
فبعدما كان الإنسان يفعل الخطية الضاغطة عليه من كل جانب،
والمحركة فيه كل شهوات جسده، لأنها متسلطة على أعضاؤه [أرى ناموساً آخر في أعضائي يُحارب ناموس ذهني ويسبيني إلىناموس الخطية الكائن في أعضائي – رومية 7: 23]، أصبح يفعل الحق: وأما من يفعل الحق فيُقبل إلى النور لكي تظهر أعماله أنها بالله معمولة (يوحنا 3: 21)، وفعل الحق هنا يختص بالمفهوم العبري بالأخلاق واستقامتها حسب الوصية الإلهية المقدسة، وكذلك كل ما هو صيته حسن ونافع:
أَخِيراً أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هَذِهِ افْتَكِرُوا (فيلبي 4: 8)
ومما سبق نستطيع الآن أن نفهم ونستوعب
كلام الرسول عن الحرية والتبني في رسالة غلاطية، لأنها مرتبطة بالقداسة في السيرة الحسنة حسب وصية المسيح الرب، لذلك نختتم هذا الجزء بكلام الرسول في هذه الرسالة المعزية لكل إنسان دخل في سر حياة التبني:
فَاثْبُتُوا إِذاً فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ. فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا دُعِيتُمْ لِلْحُرِّيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ، بَلْ بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ. لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهَذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ. وَلَكِنْ إِذَا انْقَدْتُمْ بِالرُّوحِ فَلَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ. وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ: الَّتِي هِيَ زِنىً، عَهَارَةٌ، نَجَاسَةٌ، دَعَارَةٌ، عِبَادَةُ الأَوْثَانِ، سِحْرٌ، عَدَاوَةٌ، خِصَامٌ، غَيْرَةٌ، سَخَطٌ، تَحَزُّبٌ، شِقَاقٌ، بِدْعَةٌ. حَسَدٌ، قَتْلٌ، سُكْرٌ، بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هَذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضاً: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ. وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ، تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هَذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ. وَلَكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ. إِنْ كُنَّا نَعِيشُ بِالرُّوحِ فَلْنَسْلُكْ أَيْضاً بِحَسَبِ الرُّوحِ. (غلاطية 5: 1، 13، 16 – 25)
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
التجسد الإلهى
القديس إيريناوءس | غاية التجسد النهائية
غاية التجسد الإلهى كملت فى يوم الخمسين " و " اكتسبت الكنيسة كل ما للمسيح " ؟
التجسد الإلهي
عطر التجسد الإلهى


الساعة الآن 06:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024