(أولاً تمهيد)
وهذا التكريس القلبي هو أساس وقاعدة الحياة الواقعية مع الله، لأن بدونه لن نستطيع أن نسير في الطريق السماوي بجدية لنوال المجد الإلهي والسكنى الدائمة مع الله إلى الأبد، أو الحصول على تحقيق الوعد الذي وعدنا به وهو الحياة الأبدية، بل ستظل محصورة في معرفة المعلومة كمجرد فكرة حلوة تعجبنا وتشدنا، ولكنها تظل فكرة ولن تتحول لواقع في حياتنا العملية، وبالتالي لن تسعفنا وقت الشدة أو الضيق أو في حالة شدة التجارب التي نمر بها.
"يَأْتِيَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُنِيرُ خَفَايَا الظَّلاَمِ وَيُظْهِرُ آرَاءَ الْقُلُوبِ. وَحِينَئِذٍ يَكُونُ الْمَدْحُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ اللهِ" (1كورنثوس 4: 5)
" إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ؛ هَا إِنَّ يَدَ الرَّبِّ لَمْ تَقْصُرْ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ، وَلَمْ تَثْقَلْ أُذُنُهُ عَنْ أَنْ تَسْمَع، بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ" (مزمور 66: 18؛ إشعياء 59: 1 – 2)
وبناء على ذلك سأعيش حافظاً تكريس قلبي منتبهاً لحياتي: فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ (فوق كل حرص) احْفَظْ قَلْبَكَ (كن حريصاً واحرس قلبك) لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ (أمثال 4: 23)
فالحياة الإلهية تبدأ فينا بجذب القلب لله بالروح،
ومن هنا تبدأ حياة تكريس القلب
فلزاماً علينا الآن أن نفهم معنى تكريس القلب
ثانياً: معنى التكريس (קָדַשׁ) في الكتاب المقدس
وملخص المعنى العام للكلمة = [منفصل أو منعزل عن الاستعمال العادي ومخصص لله]
هَبُوا الرَّبَّ (قَدِّمُوا لِلرَّبِّ) مَجْدَ اسْمِهِ (الْمَجْدَ الْوَاجِبَ لاِسْمِهِ). احْمِلُوا هَدَايَا وَتَعَالُوا إِلَى أَمَامِهِ (وَامْثُلُوا فِي حَضْرَتِهِ). اسْجُدُوا لِلرَّبِّ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ (1أخبار 16: 29)
فالتقديس دائماً يسبق
لذلك نجد أن كل مكان كُرِسَ لله يُسمى "قُدس"،
ومن هنا نستطيع أن نفهم بوضوح غضب المسيح الرب
+ اَلْكَلِمَةُ الَّتِي صَارَتْ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ الرَّبِّ:
هَا إِنَّكُمْ مُتَّكِلُونَ عَلَى كَلاَمِ الْكَذِبِ الَّذِي لاَ يَنْفَعُ.
وَقَالَ لَهُمْ (المسيح الرب يقول للباعة في الهيكل):
فأن كان كل القوات الروحية السماوية النقية لا تستطيع
+ فَقُلْتُ: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ
لذلك علينا الآن أن نعود للآية الأساسية التي بدئنا بها الموضوع: يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي (أمثال 23: 26)
فمعنى أعطني قلبك،
أعطني قلبك = [قدم قلبك إليَّ = ضعه أمامي = سلمه إليَّ بالكامل ليكون لي أنا = أملك على قلبك]، وعند تقديم القلب (رفعنا إليك قلوبنا يا رب) يتم فحصه (امتحان أصالته) بالنار الإلهية، فإذا وجد كاملاً يحدث التقديس، أي يصير قدساً للرب، فيمتلئ من مجده كفعل عمل إلهي داخلي، أو كاستجابة لعطاء القلب للرب بالكمال فأنه يُقدسه بنفسه، أي يصير مقراً لحضوره الخاص فيتقدس للرب ومجده يملأه، فيصير كله نور مجد الرب، وذلك كما كان يملأ المسكن في العهد القديم كما رأينا في سفر الملوك الأول [لأن مجد الرب ملأ بيت الرب]، لأن التكريس والتقديس عملان متلازمان معاً: [تكريس أي تخصيص للرب، أي تقدمة للرب والنتيجة هي: تقديس بنور وجه الرب = الرب هو الله وقد أنار لنا (مزمور 118: 27)]
وعلينا أن نعي أن في التكريس هناك فعلان يُلازمانه،
عموماً علينا أن ننتبه للتقدمة الصالحة المقبولة،
ومن هنا نستطيع أن نستوعب نوعية التقدمة التي يُريدها الله
+ احفظ قدمك حين تذهب إلى بيت الله، فالاستماع أقرب من تقديم ذبيحة الجهال، لأنهم لا يُبالون بفعل الشر؛ فقال صموئيل (لشاول الملك) هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة والاصغاء أفضل من شحم الكباش؛ بالإيمان إبراهيم لما دُعي أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيداً أن يأخذه ميراثاً فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي؛ فقال (الله لإبراهيم) خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق واذهب إلى أرض المُريا واصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك. فبكر (في حالة طاعة إيمان كاملة) إبراهيم صباحاً وشد على حماره وأخذ اثنين من غلمانه معه واسحق ابنه وشقق حطباً لمحرقة وقام وذهب إلى الموضع الذي قال له الله؛ فلما أتيا إلى الموضع الذي قال له الله، بنى هُناك إبراهيم المذبح ورتب الحطب وربط اسحق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب.. وقال (الله لإبراهيم) بذاتي أقسمت يقول الرب إني من أجل إنك فعلت هذا الأمر ولم تمسك ابنك وحيدك. أُباركك مباركة وأُكثر نسلك تكثيراً كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر ويرث نسلك باب أعدائه. ويتبارك في نسلك جميع أُمم الأرض من أجل إنك سمعت لقولي. (جامعة 5: 1؛ 1صموئيل 15: 22؛ عبرانيين 11: 8؛ تكوين 22: 2، 3، 9، 15 – 18)
بنو الحكمة جماعة الصديقين وذريتهم أهل الطاعة والمحبة؛ الذي به لأجل اسمه قبلنا نعمة ورسالة لإطاعة الإيمان في جميع الأمم (سيراخ 3: 1؛ رومية 1: 5)
تابع ثالثاً: يا ابني اعطيني قلبك – تكريس القلب (أ) التكريس والبنوة – الفرق بين أولاد الله (الأبرار) وأولاد العالم (الأشرار)
(أ) التكريس والبنوة – الفرق بين أولاد الله (الأبرار) وأولاد العالم (الأشرار)
وطبعاً الذين قبلوه هنا هم الذين سمعوا منه
فبدون توبة يستحيل الإيمان بإنجيل الخلاص،
[وَأَمَّا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ الْكَائِنَةُ الآنَ فَهِيَ مَخْزُونَةٌ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ عَيْنِهَا، مَحْفُوظَةً لِلنَّارِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَهَلاَكِ النَّاسِ الْفُجَّارِ؛ وهذه هي الدينونة أن النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة؛ إن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق (2بطرس 3: 7؛ يوحنا 3: 19؛ 1يوحنا 1: 6)]
ولذلك فلا بد من التطهير أولاً وقبل أي تقدمة،
+ طوبى للذي غُفر إثمه وسُترت خطيته؛ طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية ولا في روحه غش؛ [هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ (إشعياء 1: 18)] (وبناء على هذا الكلام الإلهي) يأتي الاعتراف الصالح والنافع لشفاء النفس: اعترف لك بخطيتي ولا أكتم إثمي، قلت اعترف للرب بذنبي [اغْسِلْنِي كَثِيراً مِنْ إِثْمِي وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي؛ طَهِّرْنِي بِالزُوّفَا فَأَطْهُرَ، اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ (مزمور 51: 2؛ 7)] وأنت رفعت آثام خطيتي؛ افرحوا بالرب وابتهجوا يا أيها الصديقون واهتفوا يا جميع المستقيمي القلوب (مزمور 32: 1، 2، 5، 11)
لذلك لو دققنا في العهد القديم سنجد أن
فمن المستحيل – من ناحية الخبرة – أن يُطالب الرب
+ هكذا نحن أيضاً لما كنا قاصرين (تحت الناموس المؤدب والمربي) كنا مستعبدين تحت أركان العالم. ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه (حسب التدبير) مولوداً من امرأة، مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس [الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله (رومية 3: 25)] لننال التبني. ثم بما إنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب. إذاً لست بعد عبداً بل ابناً، وأن كنت ابناً فوارث لله بالمسيح.
+ مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ، كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ، الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ، الَّتِي أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ، إِذْ عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ، لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ، الَّذِي فِيهِ أَيْضاً نِلْنَا نَصِيباً، مُعَيَّنِينَ سَابِقاً حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ، لِنَكُونَ لِمَدْحِ مَجْدِهِ، نَحْنُ الَّذِينَ قَدْ سَبَقَ رَجَاؤُنَا فِي الْمَسِيحِ. الَّذِي فِيهِ أَيْضاً أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضاً إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ، الَّذِي هُوَ عَرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ. (غلاطية 4: 3 – 7؛ أفسس 1: 4 – 14)
إذاً التكريس من المستحيل أن يكون للغرباء عن الله
+ إِذاً لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ (السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ). لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ. لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزاً عَنْهُ فِي مَا كَانَ ضَعِيفاً بِالْجَسَدِ فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ. لِكَيْ يَتِمَّ حُكْمُ النَّامُوسِ فِينَا نَحْنُ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ وَلَكِنَّ الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ فَبِمَا لِلرُّوحِ. لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ وَلَكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ. لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ لِلَّهِ إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعاً لِنَامُوسِ اللهِ لأَنَّهُ أَيْضاً لاَ يَسْتَطِيعُ. فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِناً فِيكُمْ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ فَذَلِكَ لَيْسَ لَهُ. وَإِنْ كَانَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ الْخَطِيَّةِ وَأَمَّا الرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ الْبِرِّ. وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ. فَإِذاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَحْنُ مَدْيُونُونَ لَيْسَ لِلْجَسَدِ لِنَعِيشَ حَسَبَ الْجَسَدِ. لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ». اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ. فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ. (رومية 8: 1 – 17)
يقول القديس مقاريوس الكبير
ولذلك مكتوب عن الفرق بين الأشرار والأبرار:
وعلينا أن نعي باختصار القول
+ اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ. الْغَيْرَةُ قَاسِيَةٌ كَالْهَاوِيَةِ. لَهِيبُهَا لَهِيبُ نَارِ لَظَى الرَّبِّ. مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ الْمَحَبَّةَ وَالسُّيُولُ لاَ تَغْمُرُهَا. إِنْ أَعْطَى الإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ الْمَحَبَّةِ تُحْتَقَرُ احْتِقَاراً. (نشيد 8: 6 – 7)
تابع ثالثاً: يا ابني اعطيني قلبك - تكريس القلب التكريس وملكوت الله
التكريس وملكوت الله
(بالطبع النبوات كثيرة جداً عن ملكوت الله ومن الصعوبة أن نضعها كلها لأنها تحتاج موضوع منفرد، ولكن اكتفيت بهذا المثال)
لذلك فأن الوعد الإلهي أنه يُقيم مملكة أُخرى جديدة
ففي العهد الجديد ومع ظهور المسيا
ويقول القديس مقاريوس الكبير:
لذلك نحن أولاً نسمع دعوة المسيح الرب
وهنا ظاهر جداً مراحل التكريس (ما قبل التكريس، التكريس، ما بعد التكريس) وفي هذا يظهر نوعية الصلاة نفسها وما هو عمل الله وعمل الإنسان، كفعل ورد فعل من جهة العمل والسلوك، لذلك علينا الآن أن نلاحظ حركة ملكوت الله في النفس البداية والطلب والانتقال للداخل كاستجابة:
(1) اقترب ملكوت الله: فتوبوا وآمنوا بالإنجيل. (2) اطلبوا أولاً: ملكوت الله وبره. (3) لا يقولون هوذا هنا أو هناك: ها ملكوت الله في داخلكم.
فما قبل التكريس،
والتوبة والإيمان بالإنجيل (كنداء المسيح الخاص الذي بندائه أقام لعازر) جعلنا ندخل في قوة البرّ،
+ فقال لهم (لليهود) أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق، أنتم من هذا العالم، أما أنا فلست من هذا العالم. فقلت لكم إنكم تموتون في خطاياكم لأنكم أن لم تؤمنوا إني أنا هوَّ تموتون في خطاياكم، الحق، الحق، أقول لكم، أن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية، والعبد لا يبقى في البيت إلى الأبد، أما الابن فيبقى إلى الأبد، فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً؛ كل من يفعل الخطية يفعل التعدي أيضاً والخطية هي التعدي، من يفعل الخطية فهو من إبليس، لأن إبليس من البدء يخطئ، لأجل هذا أُظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس، فشكراً لله إنكم كنتم عبيداً للخطية ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها؛ وأما الآن إذ أُعتقتم من الخطية وصرتم عبيداً لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية. (يوحنا 8: 23، 24، 34 – 36؛ 1يوحنا 3: 4، 8؛ رومية 6: 17؛ 22)
لذلك حينما نطلب ملكوت الله،
وحينما يتم التكريس ويملك الله الذي صار داخلنا،
تابع ثالثاً: يا ابني اعطيني قلبك - تكريس القلب
علامة التكريس القلبي السليم – الجسد الحي والجسد الميت
+ يا اما يكون الإنسان هيكل الله الحي القائم بمجد الابن الوحيد منقاد بالروح القدس وتفوح منه رائحة الحياة، أو الهيكل الخرب المُدمَّر بالدنس والفساد وتفوح منه رائحة الموت.
هكذا بالمثل إنساننا الداخلي،
فنحن الذي أصابتنا برودة الموت بكوننا مرضنا بالأهواء
لكن إن لم نستجب لنداء التوبة والإيمان بالإنجيل
اما لو كان التكريس بالشكل فقط وليس من القلب
ولذلك علينا أن ندقق في كلمات الرسول لنميز ونعرف أنفسنا، هل نحن في ملكوت الله، أم اننا خارج ملكوته نحتاج أن نتوب ونؤمن بالإنجيل لنكرس القلب لله ليملك علينا لنصير أرضاً للاهوت مملكة إلهية يسكننا الثالوث القدوس:
لذلك علينا أن نُدرك بوعي وانفتاح ذهن وتركيز عظيم،
لذلك يقول الرسول: [احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية، ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا]
فطبيعة النفوس المقدسة هو الانقياد والسير بحسب روح المسيح،
لذلك علينا أن ننظر لأنفسنا جيداً ونفحصها
عزيزي القارئ ينبغي علينا أن يكون لنا إحساس سريع
يقول القديس أنطونيوس الكبير:
ونختتم هذا الجزء بالرسالة الأولى للقديس أموناس تلميذ الأنبا أنطونيوس:
رابعاً: وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي (سبلي) كل سبل الرب رحمة وحق لحافظي عهده وشهاداته (مزمور 25: 10) حكمة الذكي فهم طريقه وغباوة الجهال غش (أمثال 14: 8)
كل سبل الرب رحمة وحق لحافظي عهده وشهاداته (مزمور 25: 10) حكمة الذكي فهم طريقه وغباوة الجهال غش (أمثال 14: 8)
ومن هذا المنطلق علينا أن نعرف أن الله لم يتركنا يتامى
عموماً في الواقع الاختباري من جهة الترتيب،
+ وَلْتُلاَحِظْ (تراعي) عَيْنَاكَ طُرُقِي (سُبلي) (أمثال 23: 26)
وهذه المتعة والمسرة تأتي بسبب تكريس القلب للملك السماوي،
(أ) سبل الرب – طريقه
أما كل من يأتي إلى الرب تائباً مؤمناً بالإنجيل
فالروح القدس عمله أنه يقود النفس لكلمة الحياة نبع الخلاص،
ومع أن عمل الروح القدس هو القيادة
فالروح القدس يرشدنا للحق،
فما هو أشر من أن نرتد عن الإيمان الحي، فينطفئ فينا الروح القدس ونخسر حياة الشركة الإلهية إلى الأبد؟
(ب) تلاحظ عيناك
فالإنسان قبلما يلتقي بمسيح القيامة والحياة فهو أعمى البصيرة،
وعلينا أن ندرك أن الملاحظة هنا تعني المراقبة بتأني،
+ طُوبَى لِلْكَامِلِينَ طَرِيقاً السَّالِكِينَ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ. طُوبَى لِحَافِظِي شَهَادَاتِهِ. مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ يَطْلُبُونَهُ. أَيْضاً لاَ يَرْتَكِبُونَ إِثْماً. فِي طُرُقِهِ يَسْلُكُونَ. أَنْتَ أَوْصَيْتَ بِوَصَايَاكَ أَنْ تُحْفَظَ تَمَاماً. لَيْتَ طُرُقِي تُثَبَّتُ فِي حِفْظِ فَرَائِضِكَ. حِينَئِذٍ لاَ أَخْزَى إِذَا نَظَرْتُ إِلَى كُلِّ وَصَايَاكَ. أَحْمَدُكَ بِاسْتِقَامَةِ قَلْبٍ عِنْدَ تَعَلُّمِي أَحْكَامَ عَدْلِكَ. وَصَايَاكَ أَحْفَظُ. لاَ تَتْرُكْنِي إِلَى الْغَايَةِ. بِمَ يُزَكِّي الشَّابُّ طَرِيقَهُ؟ بِحِفْظِهِ إِيَّاهُ حَسَبَ كَلاَمِكَ. بِكُلِّ قَلْبِي طَلَبْتُكَ. لاَ تُضِلَّنِي عَنْ وَصَايَاكَ. خَبَّأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مُبَارَكٌ أَنْتَ يَا رَبُّ. عَلِّمْنِي فَرَائِضَكَ. بِشَفَتَيَّ حَسَبْتُ كُلَّ أَحْكَامِ فَمِكَ. بِطَرِيقِ شَهَادَاتِكَ فَرِحْتُ كَمَا عَلَى كُلِّ الْغِنَى. بِوَصَايَاكَ أَلْهَجُ وَأُلاَحِظُ سُبُلَكَ. بِفَرَائِضِكَ أَتَلَذَّذُ. لاَ أَنْسَى كَلاَمَكَ. (مزمور 119: 1 – 16)
+ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ» (لوقا 4: 4) + كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ (أمثال 30: 5) + اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة، أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف (متى 26: 41) + اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو (1بطرس 5: 8)