القلب هو باطن الإنسان ، أو ما يسمى ( بالداخل ) و إذ لابد أن يتكرس القلب بالكامل . قال السيد المسيح فى الوصية ( تحب الرب إلهك من كل قلبك ) ( مت 22 : 37 ) و القلب المكرس فى حياة المكرسة بالذات لا مكان فيه سوى الله و هذا لا يأتى إلا بحياة السهر و الجهاد ، لكى لا يضيع هذا الأمر وسط مشاغل الخدمة و الأنشغال بالأخرين ، و الحفاظ على تكريس القلب يأتى بالصلاة المستمرة و السهر ، فلا نترك فرصة لعدو الخير لأن يلقى زوانه فى حقل قلوبنا مكتوب ( فوق كل تحفظ احفظ قلبك ، لأن منه مخارج الحياة ) ( أمثال 4 : 23 ) . ليكن السيد هو وحده فى هيكله يطهر و يجلس و يملك إلى الأبد . قال القديس أغسطينوس مناجيآ * أنت ينبوع بهجه قلبى ، لتمتلكة يا رب و تسكن فيه .. اعترف لك أن مسكن قلبى ضيق .. اجعله أكثر اتساعآ .. أصلحه أنت يا رب بحكمتك *. فالمكرسة لها علاقة حب وثيقة مع عريسها السماوى فابالعاطفة تعرفه و تخنبرة و تحبه ، و على عرش القلب تملكه و تخضع له . فالقلب كما يقول الرسول بولس هو وسيلة الإيمان ، تأمل : ( القلب يؤمن به للبر ) ( روميه 10 : 10 ) . يقول المزمور عن الإنسان التقى : ( قلبه ثابت ... قلبه ممكن ) ( مز 112 : 7 ، 8 ) . فما أجمل تأملات القديس مارإفرام السريانى إذ يقول * النفس هى هيكل الله ... و القلب هو المذبح المقدس الذى نقدم عليه ذبائح التسبيح * القلب المكرس قلب قد ختن بختان المسيح . أو ختنه السيد المسيح ختانآ أبديآ معلنآ إنه صار مقدسآ له . فالمكرسة تحرس بأستمرار على تحويل ما فى القلب لحساب المسيح ، فالقلب المكرس له ميل طبيعى للحديث المستمر مع السيد المسيح . لأن نصيبه هو الرب ، قلب يعيش بلا شهوة لأن الرب يسوع هو شهوته . أخيرآ تكون الخدمة المثمرة للنفوس هى ثمرة طبيعية لتكرس القلب بالكامل لله تحت قيادة الروح القدس .