أتعلمون إِنَّكم كهنة للرب وعندما تحضرون لسماع القداس في الكنيسة تكونون على بعد خطوات من العرش ألإلاهي السماوي, فالكنيسة هي المرحلة ألأُولى من خيمة ألإجتماع وألتي تُسمى ألقُدسُ التي طلبَ الربُ من موسى عملها, ويفصلها عن قدس ألاقداس الذي فيه تابوت الشهادة والذي يُمثل ألعرش ألسماوي ألإِلاهي حجاب قُدسِ ألأقداس ألذي إنشقَ إلى نصفين من فوقِ إلى تحت يوم صُلِبَ الربُ وأَتَمَّ فداءَ المؤمنين بهِ وبخلاصِهِ.
العبرانيين(9-2): لأَنَّهُ نُصِبَ الْمَسْكَنُ الأَوَّلُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ "الْقُدْسُ" الَّذِي كَانَ فِيهِ الْمَنَارَةُ، وَالْمَائِدَةُ، وَخُبْزُ التَّقْدِمَةِ. (3) وَوَرَاءَ الْحِجَابِ الثَّانِي الْمَسْكَنُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ “قُدْسُ الأَقْدَاسِ” (4) فِيهِ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَتَابُوتُ الْعَهْدِ مُغَشًّى مِنْ كُلِّ جِهَةٍ بِالذَّهَبِ، الَّذِي فِيهِ قِسْطٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ الْمَنُّ، وَعَصَا هَارُونَ الَّتِي أَفْرَخَتْ، وَلَوْحَا الْعَهْدِ.
وفي: متى(27-51): وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ،
فألمنارة الذهبية بحد ذاتها تُمثل مراحل كنيسة المسيح السبعة عبر الزمن من يوم مقدم المسيح الاول وصلبه, ولغاية مقدم الرب ألأخير مع ملائكته في مجدهِ, أما مائدة التقدمة فتمثل ألمائدة التي طلبها الرب من تلاميذهِ في العليقة عندما قال:
متى(26-26): وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ:"خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي". (27) وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: "اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، (28) لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. (29) وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هذَا إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي".
فخبز التقدمة والخمر الذين يتم تقديمهم في كنائس الله عبر ألزمن, هما جسد الرب ودمه الذين قدمهما الرب لفداء ألمؤمنين بفدائه وخلاصهم, وأية كنيسة او كاهن يقدم الخبز او القربان المقدس من دون الخمر تقدمته ناقصة, وسيُحاسبه الرب على تقصيره, فهو قد ألتزم بهذا ألامر عندما قبل رتبة الكهنوت ليرفع القداديس, وذنبه سيُلاحقه يوم الدينونة عندما يقف أمام الرب الديان, فهو يقدم تقدمة ناقصة والتي يأخذها المتناول ليكون واحدا في المسيح وليكون جسد المسيح ودمائه هما بذرة ونواة الخلاص وتغيير جسد ألمؤمن إلى جسد روحاني عندما يقيمه الرب يوم الدينونة كما في:
يوحنا(6-53): فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:"الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِي ذاتكمْ. (54) مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، (55) لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ. (56) مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. (57) كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي..
فكل كاهن او كنيسة لا يقدمون الخبز والخمر معا يُقصرون في خدمة ألله والمؤمنين, وليس لشيء سوى كسلهم وإهمالهم لوصية الرب, ويجب أن يحاسبهم المؤمنون وايضا سيُحاسبهم الرب ألديان على تقصيرهم وإهمالهم, فالمؤمنون سيخلصون لكن دمائهم ستُطلب من الكنيسة او الكاهن المُقَصِر.
حزقيال(3-20): وَالْبَارُّ إِنْ رَجَعَ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْمًا وَجَعَلْتُ مُعْثِرَةً أَمَامَهُ فَإِنَّهُ يَمُوتُ. لأَنَّكَ لَمْ تُنْذِرْهُ، يَمُوتُ فِي خَطِيَّتِهِ وَلاَ يُذْكَرُ بِرُّهُ الَّذِي عَمِلَهُ، أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِكَ أَطْلُبُهُ.
فإِنْ قصر ألمؤمن سيهلك بإثمهِ, وأما إنْ قصرت الكنيسة او ألكاهن فيخلص ألمؤمن لانه لم يُقَصِر, اما دمه فسيُطلب من الكاهن المُقَصِر.
منذ زمن وقد ألغت الكنيسة الكاثوليكية إعتراف المؤمنين بخطاياهم في معظم الدول الاوربية عمليا, لكِنَّها تستمر في الكلام عنه نظريا, والمشكلة يتكلم عنها بابا روما ووجوب ألإعتراف بالخطايا قبل التناول, لكنه ينسى تعميه على القساوسة ورجال الدين, فألقساوسة يعطون في بعض ألأحيان الحلة الجماعية, إلا أَنَّهم وبطريقة مبطنة يتنصلون عن هذهِ الحلة بالقول, إِنَّ من واجب المؤمن أن يعترف بخطاياه في اقربِ فرصة, إلا أنَّهم يتناسون بأنهم لم يوفروا هذهِ الفرصة للمؤمنين لا مكانيا ولا زمانيا ولا بتواجدهم اللازم في الكنيسة مع المؤمنين ليتم ألإعتراف, فهم بطريقة ملتوية يتنصلون من الحلة الجماعية ويُلصقون المسوؤلية بالمؤمنين, وهم بهكذا فعل لا يستطيعون غش الله ولا المؤمنين, فإن سكت المؤمنون, لن يخلص القساوسة او ألكهنة او الكنيسة من محاسبة الله لهم, فخطايا كل المؤمنين سيُطلب حسابها من الكهنة والكنيسة المقصرة في يوم الدين, فاليفهم هولاء الكهنة والقساوسة إنهم سيُحاسبون على تقصيرهم ويهلكون هم ورؤسائهم بمختلف مناصبهم.
نعم أنتم بتواجدكم في كنائس ألله وقت القداديس على بعدِ خطوات من العرش ألسماوي, وتهتفون في الكنائس منادين ألله "أبانا الذي في السماء" وهو بالحقيقة بقربكم وفيكم وترفعُ ملائكته صلواتكم ليل نهار إلى العرش ألسماوي, وما دُمتم تعلنون الندم عن خطاياكم وتندمون عنها فعلا, فقد نقلتم خطاياكم إلى أكتاف الكهنة ألمقصرين بواجبات تواجدهم في منابر الإعتراف الغير موجودة في أغلب ألأحيان أيضا, وقد حصلتم على الحلة من أوزارها, وسيُحاسب الرب الكنيسة والكهنة عنها.
نعم تُعلمنا خيمة ألاجتماع بأنَّ أغطية ألقدس (كنائس ألله) مرتبط بعري إسمنجونية وأشظة ذهبية بأغطية قدس ألأقداس (اي العرش ألسماوي), اي لقد ربطَ الله عرشهُ السماوي بعري سماوية إلاهية بكنيسته على الارض عبر الزمن, وألشيء المهم الذي يجب معرفته, هو إنَّ الحجاب الفاصل بين القدس وقدس ألأقداس الذي كان يحجب رؤية الكهنة لتابوت العهد, قد إنشق إلى نصفين بعد إتمامِ فداء الرب على الصليب, أي أصبح ألقدس (ألكنائس) وقدس ألاقداس (العرش السماوي) مرتبطين بعري سماوية إلاهية ومن دون أي شيء يحجب روية العرش ألسماوي وألمُتجلي فوقه, فإن إِستطعتم أن تنظروا بعيون أرواحكم وإيمانكم ستجدون إِلاهكُم على بعدِ خطوة منكم.
فلا تنسوا بأَنَّ ارواحكم هي نسمة من الخالق نُفِخَتْ في أجسادكم, وبتناولكم جسد المسيح ودمه تتناولون بذرة ونواة إقامتكم من الموت وتغيير أجسادكم ألارضية الفانية ألتي سكنت في قبوركم, من أجساد ارضية فانية إلى أجساد روحانية سماوية تدخل فيها ارواحكم أسوة بالفادي يسوع المسيح وقيامته من الموت, فتكونون روحانيين التكوين أسوة بالمسيح هو فيكم وانتم فيهِ في ملكوت السماء ألابدي ألسرمدي, وتكتمل المرحلة ألاخيرة لخلقِكم لتكونوا شعبا سماويا لمملكة المسيح ألسماوية ألتي قال عنا الرب لبيلاطس " مملكتي ليست من هذا العالم".
فألله تعالى خلق ألبشر وهو يعلم بأنهم خطاة وسيخطئون, لذا وضعهم في الفردوس الارضي ولم يضعهم في السماء أمام عرشِهِ, وكان هذا هو المرحلة ألاولى لخلقِ ألبشر, فهم مائتون بخطاياهم جميعا, إلا أَنَّهُ أي ألله وفر لهم ألخلاص وفدائهم وطريقة لفداء ومغفرة خطاياهم, ووفر لهم نواة يتناولونها تنبتُ فيهم لولادتهم الجديدة وقيامتهم من الموت ليكونوا شعبا سماويا لله ويسكنون مع الله في ملكوت السماء في أورشليم السماوية حيثُ ألحياة ألابدية ألتي يستمدونها من مشاركتهم للمسيح بحياته ألابدية ألإلاهية ويكونون في ألمسيح والمسيح فيهم إلى أبدِ ألآباد.
نعم, لقد خلقَ ألربُ ألإله ألكون بأَجمعهِ من أجلِ أن يُتَوج خليقَـتِهِ بخلقِ آدم وحواء بالرغمِ مِنْ أَنَّهُ كان عالمُ مسبقا بأنَّهم سيقعون في ألمعصية وألخطيئة وسيموتون روحا وجسدا بمعصيتهم, فألهدف لم يَكُن خلق ألبشر على ألأرض, فالربُ يعلمُ مُسبقا بأَنَّ ألكثير او بألأحرى معظمُ ألبشر سيهلكون ويقعون بحبائل إبليس ويهلكون في جهنم النار ألأبدية. فألهدف ألأساسي لخلقِ ألبشرية هو خلقِ شعبِ سماوي لملكوتِ ألسماء, وهولاء هم ألنخبة ألمُنتخبة من ألبشرية, لا لصلاحهم ولا لكمالهم او سموهم فوق بيقية ألبشر أقرانهم, بل هم مجرد أقوام من البشرية من كل شعوب ألارض ألذين يُسلمون ذواتهم للرب, وهم خطاة من بقية خطاة ألارض, فقد سبق ألله وقالَ مسبقا "لا صالح فيكم , ولا واحد", فهُم بالحقيقة من نسلِ إبراهيم, ليس ألنسل ألجسدي, بل من نسل إبراهيم الروحي الذين يُسلمون أنفسهم بألإيمان للرب والموعد والعهود ألسماوية.