المحبة لا تحسد!
أتعرف إلى أي مدى قد يصل بك الحسد؟!
في ليلتي الحائرة!!
قضى ليلته حائرًا تغمره التساؤلات، عندما راح قلب أساف قبل عينيه يحسد غِنى الأشرار. والحسد لا يتوقف على ذلك الشعور بالغيرة لما يمتلكه الغير، ولكن الحسد لديه القدرة أن يقلب كل معتقداتك الإيمانية؛ “بَاطِلاً قَدْ طَهَّرْتُ قَلْبِي وَغَسَلْتُ يَدَيَّ بِالنَّقَاوَةِ.” فما المنفعة التي عادت عليّ عندما اتبعت الله بطهارة قلب!!! ويغير حالتك النفسية؛ “مُصَاباً طُولَ النَّهَارِ….. تَمَرْمَرَ قَلْبِي وَوَخَزَنِي ضَمِيرِي”.
ولا تتوقف يد الحسد عند الغيرة من الأمور المادية فقط، لكنها تمتد لتصل أيضًا إلى البركات الروحية!. ولا يكتفي تأثير الحسد على تغير حالتك النفسية أو معتقدك الإيماني فقط، بل قد يُجبرك أن تُزيل بيدك تلك النعم التي أُنعم بها على غيرك!. ولن يشبع جوف الحسد بزوال النعم من الآخرين، لك أن تتخيل، بل زوال الآخرين أنفسهم هو ما يسد فاه. فقال الوحي المقدس عن أخوة يوسف “َحَسَدَ الآبَاءُ الأَوَّلُونَ يُوسُفَ وَبَاعُوهُ”. وعن الكهنة الذين قدموا يسوع للموت “أَنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ كَانُوا قَدْ سَلَّمُوهُ عَنْ حَسَدٍ.”.
الُمسكنات وحدها لا تكفي!
لذا يقول الحكيم “الْحَسَدُ يَنْخُرُ فِي الْعِظَامِ.” فالحسد كالمرض الذي يؤرق ويؤلم صاحبه، ويدفعه إلى تلك المُسكنات – التي قد تصل إلى حد قتل الآخرين – كي يستريح من هذا الوجع. فيشبه المريض الذي يخشى من إستئصال سبب المرض، ويكتفي بالمُسكنات التي قد تزيد الأمر سوءاً. وجميعنا مرضى بالغيرة والحسد، ولكن فينا من عرف إنه مريض وسعى يطلب العلاج ليتخلص من ضعفه.
المحبة تشفي ..
وفي أغنيته يقول بولس الرسول أن المحبة “لاتحسد”، فالمحبة تهتم بالمحبوب – الآخر- ولن ترضى أن يصيبه أية شر بل وتضع نفسها فدائه. فالمحبة -الله- لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا. والمحبة تراعي المُحب -أنا- فهي تسعى دائمًا لما هو خير له. فكل ما يخرج من قلب يكره الآخرين، يُميت وكل ما يخرج من قلب يُحب الآخرين، يُحي. فكلما إمتلأت قلوبنا من هذا النبع، كلما فاضت على الآخرين وتوقف نزيف الغيرة المميت. فإن كنت تشتاق عزيزي إلى الشفاء من الحسد، هل ترى طريقا أفضل؟!!.