+ يطالبنا السيد المسيح باستثمار مواهبنا ووزناتنا وتنمية أمكانياتنا بايجابية وفعالية.
ففي مَثَل الوزنات كأفا الرب الذين تاجروا وربحوا بوزناتهم وعاقب الذى طمر ما لديه ولم يستخدمه { وكانما انسان مسافر دعا عبيده و سلمهم امواله. فاعطى واحدا خمس وزنات واخر وزنتين واخر وزنة كل واحد على قدر طاقته وسافر للوقت.فمضى الذي اخذ الخمس وزنات وتاجر بها فربح خمس وزنات اخر. وهكذا الذي اخذ الوزنتين ربح ايضا وزنتين اخريين. واما الذي اخذ الوزنة فمضى وحفر في الارض واخفى فضة سيده. وبعد زمان طويل اتى سيد اولئك العبيد وحاسبهم.فجاء الذي اخذ الخمس وزنات وقدم خمس وزنات اخر قائلا يا سيد خمس وزنات سلمتني هوذا خمس وزنات اخر ربحتها فوقها.فقال له سيده نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك.ثم جاء الذي اخذ الوزنتين وقال يا سيد وزنتين سلمتني هوذا وزنتان اخريان ربحتهما فوقهما.قال له سيده نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك.ثم جاء ايضا الذي اخذ الوزنة الواحدة وقال يا سيد عرفت انك انسان قاس تحصد حيث لم تزرع و تجمع حيث لم تبذر.فخفت ومضيت واخفيت وزنتك في الارض هوذا الذي لك.فاجاب سيده وقال له ايها العبد الشرير والكسلان عرفت اني احصد حيث لم ازرع واجمع من حيث لم ابذر.فكان ينبغي ان تضع فضتي عند الصيارفة فعند مجيئي كنت اخذ الذي لي مع ربا.فخذوا منه الوزنة واعطوها للذي له العشر وزنات. لان كل من له يعطى فيزداد ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه. (مت 14:25-29). هكذا يدعونا الكتاب الى العمل {إن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضاً} (2تس 3: 10)، ان التواكل والبطالة من الخطايا التى تحتاج الى توبة وعلاج . فعلينا ان نعمل ونستثمر وزناتنا ونؤدِّي واجبنا على قدر ما نستطيع {لا بخدمة العين كمَن يرضي الناس... وكل ما فعلتم، فاعملوا من القلب، كما للرب ليس للناس}(كو 3: 23،22)، ودون أنتظار للمكافأة أو المديح من أحد {لأنك تُكافَى في قيامة الأبرار} (لو 14: 14)، «عالمين أنكم من الرب ستأخذون جزاء الميراث، لأنكم تخدمون الرب المسيح» (كو 3: 24).
+ في وصايا المسيح، اكتملت النعمة والحق ، وعمل على أقتلاع الخطية في جذورها ومن مهدها وبلغ نمو الانسان الروحى درجة الكمال ، واتسع قلب الإنسان ليشمل في اهتمامه وحبه كل البشر، متجاوزاً حواجز العرق والجنس والدين وغيره. فوصية {لا تقتل} بلغت الكمال الروحى {مَن يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحُكْم} وبمحبة الاعداء ، و {لا تزن} أكملتها الوصية {مَن ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه}؛ و {لا تحنث، بل أوفِ للرب أقسامك} أكملتها الوصية {لا تحلفوا البتة}؛ و{عين بعين وسن بسن} أكملتها الوصية {لا تقاوموا الشر، بل مَن لطمك على خدِّك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضاً}؛ و{تحب قريبك وتبغض عدوك} أكملتها الوصية {أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مُبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ويطردونكم}. ان المسيح الايجابى جاء لكى يعلمنا المحبة الكاملة واظهر التسامح كموقف أقوى من الانتقام والعنف، وجعل المحبة تصرع العداء والاعداء وتحولهم الى اصدقاء . والمؤمن المولود من الروح وُهب الحياة الجديدة التي فيها يستطيع أن يحب الوصية ويطيعها وينجح في تنفيذها بنعمة من فوق، فلا تصير كلاماً كما هي لغير المؤمنين أوالسالكين حسب الجسد. اننا مخلوقين فى المسيح يسوع لاعمال صالحة {لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها (اف 2 : 10).