† القيم الروحية فى حياة وتعاليم السيد المسيح
" الإيجابية المسيحية "
للأب القمص أفرايم الأورشليمى
مفهوم الإيجابية المسيحية وضرورتها ..
+ المبادرة للخدمة وعمل الخير ..
الايجابية بالمفهوم المسيحى تعنى المبادرة الشخصية وعمل الخير والمشاركة والاضافة فى الناتج العام لحياة الاسرة والكنيسة والمجتمع، والحركة الديناميكية الفاعلة والنجاح والتميز فى مختلف مجالات، سواء فى الحياة الروحية او العملية أوالأجتماعية أوالوطنية بما يبنى الأنسان وكنيسته ومجتمعه ومستقبله السمائى ، اما السلبية والتى تعنى الأنعزال والتقوقع وعدم المشاركة فهى عدم تحمل المسئولية وعدم الأمانة فى الوزنات المعطاة لنا من الله . ان إيماننا المسيحي يدفعنا الى المحبة والبذل والإيجابية وان نكون نورا للعالم وملحا فى الارض{ انتم ملح الارض ولكن ان فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح خارجا ويداس من الناس. انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل. ولا يوقدون سراجا و يضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات} مت 13:5-16.
+ الإيجابية المسيحية تعنى التقدم الى الأمام ..
ان المؤمن يسير فى الطريق الى الله بتقدم مستمر فى حياة التوبة والنمو الروحى والعملى وان ينسى ما هو وراء متعلماً منه وبانياَ عليه ويمتد الى قدام سعياً إلى التقدم والنجاح. ان الأنسان كائن أجتماعي بطبعه لا يستطيع ان ينعزل عن مجتمعه الذى يعيش فيه، لقد اصبحنا نحيا فى عصر السموات المفتوحة والتلفاز والنت والتلفون المحمول نتصل ونتواصل مع الآخرين فى قارات شتى. ومن العلاقات الاسرية المحدودة نمتد لنصل الى العلاقات العائلية والاجتماعية فى المجتمع المحيط بنا وفى نطاق الدراسة والعمل والمواصلات والشارع ، تشعبت العلاقات وتعقدت وتباينت ويعتمد مدى نجاحنا فى الحياة على مدى قدرتنا الإيجابية على كسب الأصدقاء والتاثير على الناس . كما اننا فى أمس الحاجة للتأقلم مع المتغيرات الكثيرة الحادثة على مجتمعاتنا بروح إيجابية منفتحة على الأخر ، تقبله وتحبه وتتعاون معه للتغلب على المشكلات الى تواجهنا فى مختلف نواحي الحياة . فهو شهادة حية لإيماننا الاقدس دون تواكل أو هروب من مواجهة التحديات { فاجبتهم و قلت لهم ان اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني }(نح 2 : 20) لقد اعطانا الله نعمة العقل والحكمة ووهبنا السلطان ان نعمل فى الارض ونفلحها ونتغلب على التحديات بالحلول الموضوعية والعملية بالعمل والعرق والدم والكفاح، فما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابا .ان الماضى والتاريخ كتبه الابطال والقديسين والعاملين بامانة واخلاص وابداع وهكذا الحاضر والمستقبل يعمل مع من يعمل، فهل نريد ان ننهض من رقاد الكسل ونبنى مسقبلاً أفضل ؟ علينا ان نبدع ونعمل بإيجابية نحو مستقبل أفضل لنا ولابنائنا من بعدنا.