قال بعضُ الشيوخِ: «ينبغي للمجاهدِ أن يُبغضَ كلَّ مفرحاتِ العالمِ، ويقاتل الأوجاعَ واللَّذات، ويقضي حياتَه أبداً بالتحفظِ، ويطلب محبةَ اللهِ ورضوانه، ويكون دائماً أبداً حذراً من عاداته القديمة، مبتعداً منها، لا سيما الأفعال الرديئة، وكلِّ الاهتمامات الجسدية والكلام والسمع، وليبتعد أيضاً من الشبعِ، وليس من الشبع من الأطعمةِ اللذيذة والشرابِ فقط، بل ومن الخبزِ والماء، ومن كلِّ امتلاءٍ، وليكن أكلُهُ بقدرٍ. وفي وقتِ الصلاةِ يجمع عقلَه كمن هو قائمٌ بين يدي اللهِ، لأنه في ذلك الوقتِ يحتاجُ إلى أن يجمعَ فكرَه لله بلا طياشةٍ، ويُتم خدمتَه وذبيحتَه الروحيةَ، ولا يغفل عن ذِكرِ الربِّ والتزمير دائماً أبداً، لأنه بهذا تُعتقُ النفسُ من الأفكارِ السوءِ، وليكن مبتعداً عن كلِّ حديثٍ، ونظرٍ، وعملٍ، ليس فيه ربحٌ، وكلَّ ما يعمله، ويتكلم به، يكون لتسبيح الله، لا ليرائي الناس. ولا يفرح بفرح الناس، ولا يُسرُّ بكثرةِ القنيةِ».
قال الأنبا أنطونيوس: «إن أفضلَ ما يقتنيه الإنسانُ هو أن يُقِرَّ بخطاياه قدام اللهِ ويلومَ نفسَه، وأن يكونَ متأنياً لكلِّ بليةٍ تأتيه، حتى آخرِ نسمةٍ».