كان قسيسُ القلالي قد أُعطيَّ نعمةً من اللهِ أن ينظرَ الأرواحَ النجسةَ عياناً، وذات يومٍ، بينما كان ذاهباً إلى الكنيسةِ ليكمل الصلاةَ الجامعة، وإذا به ينظرُ جماعةً من الشياطين خارج قلايةِ أخٍ، ووجد بعضَهم في شكلِ نساءٍ وهم يغنون ويقولون ما لا يجب سماعه، ووجد البعضَ منهم في شكلِ صغارٍ يرقصون، والبعضَ الآخرَ مقبلين على أعمالٍ رديئةٍ، فتنهد الشيخُ قائلاً: «بلا شكٍ إنه يوجد في داخلِ القلايةِ راهبٌ يعيش في التواني، من أجل هذا تحيطُ الأرواحُ النجسةُ بقلايته هكذا بعدم أدب»، فلما أكمل القسُ الصلاةَ الجامعة، عاد ودخل قلاية ذلك الأخِ، وقال له: «يا أخي، أنا في ضيقةٍ، ولي فيك إيمانٌ أنك إذا صليتَ عليَّ تَخفُّ الشدةُ المحيطة بي». فضرب الأخ مطانية قائلاً: «إني غير مستحق أن أصلي عليك يا أبي»، وكان الشيخُ يداوم الطلبةَ إليه قائلاً: «لستُ أمضي حتى تعاهدني أنك تصلِّي عني صلاةً في كلِّ ليلةٍ»، فأطاع الأخُ أمرَ الشيخ، وإنما فعل الشيخُ هذا حتى يعطيه سبباً ليصلي في الليل. فلما قام الأخُ في الليل ليصلي على الشيخ، صار في تحسُّرٍ وقال في نفسه: «يا شقي، إن كنتَ تصلي على شيخٍ قديس كهذا، فلِمَ لا تصلِّي على نفسِك وحدك». وإنه صنع صلاةً على الشيخِ، وصلاةً أخرى على نفسهِ، وهكذا أكمل الأسبوعَ كلَّ ليلةٍ يعمل صلاتين، واحدةً عن الشيخ، والأخرى عن نفسهِ. وفي يوم السبتِ التالي، انطلق القسُ إلى الكنيسةِ ، فأبصر الشياطيَن قياماً على بابِ قلاية الأخِ وهم سكوتٌ، فعلم الشيخُ أنه من أجلِ أن الأخَ صلَّى سكتوا، ففرح، ولما أكمل الصلاةَ، عاد ودخل قلاية الأخ، وقال له: «اصنع معي رحمةً يا أخي من أجلِ محبة السيد المسيح، وزدني صلاةً أخرى في كلِّ ليلةٍ، فإنني قد وجدتُ راحةً قليلةً». فلما صلَّى عن الشيخِ صلاتين، صار أيضاً في ندمٍ قائلاً: «يا شقي، زد أيضاً صلاةً أخرى على ذاتك». فصنع هكذا الأسبوع جميعه، يكمل كلَّ ليلة أربع صلوات. ولما جاء القسيس يوم السبت إلى الكنيسةِ، نظر الشياطين سكوتاً معبَّسين، فشكر اللهَ، ثم أنه دخل إلى الأخِ، وسأله أن يزيده صلاةً أخرى، فزاد له ولنفسهِ أيضاً. وهكذا صار الشيخُ يجيء إليه ويجعله أن يزيد قليلاً قليلاً حتى رجع إلى طقسِهِ الأول. فحنق الشياطينُ على الشيخِ لأجلِ الخلاص الذي صار للأخِ وانصرفوا عنه وهم حزانى، وصار الأخُ يصلي بغير فتورٍ واقتنى الغَلَبةَ بنعمة ربنا يسوع المسيح، الذي له المجد إلى الأبد آمين.