سؤال: «أخبرني يا أبتاه كيف يرصد الإنسانُ قلبَه، وكيف يقاتل تجاه الشيطان، وإن كان ينبغي له أن يَسُدَّ مدخلَ الكلامِ قدام فِكرِ الزنى، وإن هو دخل على العقلِ فماذا يعمل، وهل ينبغي أن يكونَ طعامي بوزنٍ»؟
الجواب: »يا ولدي، إذا حفظ الإنسانُ قلبَه فإنه يكون منتبهاً طاهراً، وإنما يعرض له القتالُ إذا تهاون هو أولاً، فإذا أبصرَ العدوُ تهاونَه عمل على قِتالِه، لأننا لسنا نقعُ إلا من تهاونِنا وكوننا لا نقاومهم، لأنهم يريدون منك المحادثةَ كي ما يشغلوكَ ولا يكفُّون، فتقدم إلى اللهِ من أجلهِم، وألقِ ضعفَك أمامَه وهو يصرفهم عنك ويُبطل قوَّتَهم. وأما من جهةِ شيطان الزنى فجيدٌ هو أن تَسُدَّ عليه ولا تدعه يدخلَ، لأنه إذا دخل نجَّسك وسجَّسك، لأنه يتخذ له مادةً منها وبها يتطاول عليك، فإن هو خطفك بغتةً ودخل فيك، لا تتوانَ حتى ولا وقتاً قصيراً، بل قم وجاهد وألقِ ذاتَك أمام اللهِ وقِرَّ بضعفِك واسأله أن يلقيه خارجاً عنك، أما من أجلِ الطعامِ ووزنه، فليكن ذلك بالتخفيف والتحفظ».
سؤال: «قل لي يا أبي رأيَك فيما لو كنا نُقِرُّ لأحدِ الإخوةِ ببعضِ القتالات ونلتمسَ منه صلاةً بخصوصِها»؟
الجواب: «جيدٌ أن نُقِرَّ لمن له قوةٌ لأن يسمعَ، ولا نُقِرّ لمن هو بعد شابٌ، وأما ابتغاء الصلاةِ، فجيدٌ أن نطلبَ من كلِّ واحدٍ».
سؤال: «إذا سَكَتَ الإنسانُ، فما هي الحالُ التي ينبغي أن يكونَ عليها في القلايةِ»؟
الجواب: «الجلوسُ في القلايةِ هو أن يتذكَّرَ الإنسانُ خطاياه، ويبكي وينوح من أجلِها، ويتحرز ألا يُسبى عقلُه، وإن سُبيَ فليجاهد أن يردَّه إليه».