منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 10 - 2017, 11:02 AM   رقم المشاركة : ( 11 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

من قولِ مار إسحق: «كلُّ الذين يزعمون أن المسيحَ بعد ارتفاعهِ إلى السماءِ يظهر خارج الإنسانِ بشبهٍ تراه عينُ الجسدِ، هم رفاق أولئك القائلين: إنَّ نِعَمَ الملكوتِ أكلٌ وشربٌ».
قال شيخٌ روحاني: «في أي وقتٍ تبصر فيه الثاؤريا شبهَ نارٍ مُرَكَّبة، فاعلم أن هذا هو فخُ الدَّغَل (أي الفساد) الذي يريد أن يصطادك به للهلاك. وإن كان بشبه قرصٍ يُرى قدامك، أو شبه كوكبٍ أو قوسِ قُزَح الذي يُرى بالسحابِ، أو شبه كراسي أو مركبةٍ أو خيلِ نارٍ، فهذه كلها من طغيان الشياطين، وباختصارٍ أقول: إنَّ كلَّ شيءٍ تراه خارج منك بهذه الأشباه، فهو من طغيان الشياطين، إنَّ منظرَ الثاؤريا بسيطٌ وليس بشيءٍ مركَّب».
كان إنسانٌ من بلد الرها اسمه أسبيانوس، هذا وضع فصولاً ولحسنها تُقرأ إلى الآن، وقد حدث أن استولت عليه الكبرياءُ فأسلَمَ ذاتَه، فعرَّضها لأتعابٍ كثيرةٍ وأعراقٍ جزيلةٍ وصعوباتٍ شديدةٍ بلا إفرازٍ ولا تمييز، ليحظى بالمديح من الناسِ، فخدعه إبليسُ وأخرجه من قلايته، وأوقفه على الجبلِ المسمى ابسوتريون، وأركبه مركبةً وأراه خيلاً غيرها ومركباتٍ أخرى، وقال له: «إن الله يستدعيك على الصفةِ التي استدعى بها إيليا»، فلما صدَّق قولَه، ارتفعت به المركبةُ، وللوقت تلاشت الخيالات، وسقط هو على الأرضِ من علوٍ شاهقٍ فتحطَّم وحظي بميتةٍ يُبكى منها، بدلاً من الرفعةِ الرفيعةِ التي أمَّلها. فشرحُنا هذا ليس جزافاً، كي لا تخفى عليك عراقيل الخبيث العطشان إلى هلاك الناس، فاحذر أن تشتاق أيها السامع إلى تلك الأمور التي تعلو قدرتك، قبل أن تحظى بذلك من النعمةِ، ولا تطلب الصعودَ في سُلَّمِ المناظرِ المنصوبةِ للسقوطِ والقيام، لئلا تطلبها قبل الأوان، فتُحسب مع الساقطين، وتُصبح أضحوكةً للشياطين.
من سيرة القديس إبيفانيوس: ظَهَرَ في أيامِ إبيفانيوس بقبرص شابٌ دُعي الفيلسوف، فجادله علماءٌ كثيرون، فكان يُفحمهم مقنعاً إياهم بأقوالهِ، وكان يأتيه كهنةٌ كثيرون وأساقفةٌ فيقنعهم بإقناعاتٍ، فتكاسل الأكثرون عن مجادلتهِ، وتراجعوا عن مفاوضتهِ، وذاع صيتُه حتى وصل خبرُه إلى بافوس، حيث تحدثوا بحكمتِه وقوة منطقِه ومقدرتهِ على الجدال حتى ضلَّ بسببهِ الكثيرون. فلما رأي إبيفانيوس ذلك حزن متفكراً في نفسِه ثم قال: «ومن يكون هذا الشاب المفتخر بعلومٍ كاذبةٍ أمام إيمان السيد المسيح»، وإنه تسلَّح بالإيمان، وأمر بأن يحضروه إليه، فمضوا وقالوا له: «الأسقف إبيفانيوس يستدعيك». فقام وجاء إليه، فلما حضر عنده لم يتكلم معه، بل انتصب للصلاةِ أولاً، فلما بدأ الأسقف بصلاتِهِ أخذت الشابُ رعدةٌ، وصرَّ بأسنانهِ، فتعجب الكلُّ لذلك كثيراً، فلما شعر الأبُ بقوةِ الصلاةِ، بدأ يطلب إلى الله قائلاً: «يا ربُّ، اشفِ هذا الشقي العليل من هذا المرض، حِلّ أَسرَه وأظهر الشيطانَ المستتر فيه، واعتق جُبلتَك منه». عند ذلك صرَّ بأسنانِهِ وأزبد، واحمرت عيناه وصرخ بصوتٍ عظيمٍ قائلاً: «أأنت يا إبيفانيوس تخرجني من مسكني»؟ فقال له: «الربُّ يسوعُ المسيح يخرجك من جبلتهِ». قال له الشيطان: «إنك لم تعرفني من أنا». فقال له الأسقف: «ومن أنت»؟ قال: «أنا هو الذي تكلمتُ في ذاك المدعو أوريجانوس». قال له الأسقف: «إن كنتَ أنت الذي تتكلم، فقل لنا بَدءَ الكتابِ الذي صنَّفه ذلك الشقي». فبدأ إبليس يشرح بَدءَ المصحفِ، فقال له القديس: «بالحقِ أنت هو المصنِّف لهذه الشرور العظيمة». ولم يحتمل الأب أن يسمعَ أكثرَ، فقال له: «اصمت يا ابن جهنم، أنا آمرك باسم الربِّ يسوعَ المسيحِ أن تخرجَ منه ولا تؤذِهِ». فصرعه على الأرضِ وخرج منه، فلما أفاق ورجع إلى نفسِه، سألوه: «من أين كانت لك القدرةُ على ذلك المنطق العظيم والنحو والفلسفةِ»؟ فقال: «لستُ أعلمُ ما تقولونه، ولا كيف كنتُ أتكلم، ولا كيف أتيتُ إلى هنا». فعجب الحاضرون وخافوا من ضرباتِ العدو.
  رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بستان الرهبان كامل مسموع
زهور من بستان - كتاب بستان الرهبان
تحميل كتاب بستان الرهبان كامل مسموع
كتاب بستان الرهبان لبيلاديوس
كتاب بستان الرهبان


الساعة الآن 02:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025