قال أنبا يعقوب: إنني زرتُ أنبا إيسيذوروس دُفعةً، فوجدتُه يَنسخُ، وإني جلستُ عنده فرأيتُه في كلِّ وقتٍ قليلٍ يرفعُ عينيه إلى السماءِ وتتحرك شفتاه، ولا أسمعُ له صوتاً البتة. فقلتُ له: «لماذا تعمل هكذا يا أبي»؟ قال لي: «إن لم تفعل أنت هكذا، فما صرتَ بعدُ راهباً ولا ليومٍ واحدٍ». وهذا هو ما كان يقولُه: «يا ربي يسوع المسيح أعني، يا ربي يسوع المسيح ارحمني، أنا أسبِّحُك يا ربي يسوع المسيح».
سأل أخٌ شيخاً:«عرِّفني يا أبي كيف أتمسكُ باسمِ الربِّ يسوع المسيح بقلبي ولساني؟» أجابه الشيخُ: «مكتوبٌ أن القلبَ يؤمَنُ به للبرِّ، والفمَ يُعتَرفُ به للخلاصِ. فإذا هدأ قلبُك فإنه يرتلُ باسمِ الربِ يسوعَ دائماً. أما إن أصابه عدمُ هدوءٍ وطياشةٌ، فعليك أن تتلو باللسانِ حتى يتعود العقلُ. فإذا نظر الله إلى تعبِك أرسل لك معونةً عندما يرى شَوْقَ قلبِك. فيبدد ظلمةَ الأفكارِ المضادة للنفس