منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 04 - 2017, 08:42 AM
الصورة الرمزية Rena Jesus
 
Rena Jesus Female
..::| الاشراف العام |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Rena Jesus غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1424
تـاريخ التسجيـل : Sep 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 76,082

الخطيئة مصدر تفرقة وقهر
لقد أقام الله الإنسان في حالة من البرارة غير أنَّ الشرير أغواه منذ بدء التاريخ فأساء إستعمال حريَّته واقفاً في وجه الله، راغباً في أن يصل غايته بدونه تعالى. يدعو الله الإنسان إلى الحريَّة، وفي كلِّ واحد منّا تشتعل الرغبة في أن يكون حرّاً، ومع ذلك وبصورة شبه دائمة، لا تقود هذه الإرادة إلاّ إلى العبودية والقهر،
لذلك يفترض كلّ التزام بالتَحرُّر والحريَّة المواجهة مع هذه المفارقة المأسوية.


إنَّ الخطيئة، تحت إرادة الحريَّة، تكمن في إنكار طبيعة الإنسان الخاصَّة، طالما يريد الإنسان أن يريد كلَّ شيء ويعمل كلَّ شيء متناسياً أنَّه محدود ومخلوق، فهو لا ينفكّ عن تماديه في إدّعاء الألوهة، ''وتصيران كآلهة'' (تكوين 5/3)، تلك هي طبيعة الخطيئة العميقة.
صحيح أنَّ الإنسان مدعو لكي يَتمثّل بالله، لكن هذا التَمثُّل لا يكون من خلال إرادة تَتصرَّف على هواها، بقدر ما يكون من خلال إقرار بأنَّ الحقيقة والمحبَّة هما في آنٍ واحد مبدأ الحريَّة وغايتها. والإنسان، باقترافه الخطيئة، ينافق على نفسه وينفصل عن حقيقته، وبسعيه إلى الإستقلال الكامل والإكتفاء الذاتي، ينكر الله، كما ينكر ذاته، وبإنكاره هذا أو بمحاولته إنكار الله، المبدأ والغاية، يؤذي إيذاءً عميقاً، ليس فقط نظامه وتوازنه الداخلي، بل نظام وتوازن المجتمع والخليقة المنظورة. يشير سفر التكوين، سواء في ما يَتميّز به العمل من مشقة، والأمومة من عناء، وعلاقة الرجل والمرأة من هيمنة، أو في الموت، إلى عواقب الخطيئة الأصلية، ممّا جعل البشر بعد أن حرموا النعمة الإلهية، يرثون طبيعة مشتركة، قابلة للموت، عاجزة عن الثبات في الخير، مدفوعة إلى الطمع.

بالخطيئة يحاول الإنسان أن يَتحرَّر من الله، لكنَّه في الواقع يَتحوَّل إلى كائن مُستَعبَد، لأنَّه برفضه المُطلَق ينزلق حتماً إلى التَعلُّق بالمخلوق على نحو مُضلٍّ وهدّام، فيحشد الإنسان في المخلوق رغبته الجامعة إلى المُطلق، لكّنَّ الأشياء المخلوقة محدودة، لذلك يظلّ قلبه يجري من مخلوق إلى آخر، سعياً وراء سلام مستحيل، فيفقد بالتالي معنى كينونته المخلوقة لزعمه العثور على محوره ووحدته في ذاته وينزع إلى إثبات وإشباع رغبته إلى المُطلق عن طريق تداول الأشياء: المال، الجاه، السلطة، اللذة...والخ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
( رومية 12: 1 ، 2) ولا تشاكلوا هذا الدهر
لا تشاكلوا هذا الدهر
لا تشاكلوا هذا الدهر
ولا تشاكلوا هذا الدهر
ولا تشاكلوا هذا الدهر .


الساعة الآن 11:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025