09 - 04 - 2021, 12:54 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
لا تشاكلوا هذا الدهر
فأطلب إليكم أيها الأخوة ..
أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله،...
ولا تُشاكلوا هذا الدهر
( رو 12: 1 ، 2)
كلمة ”مُشاكلة“ تعني حرفيًا: مُطابقة، أو مُشابهة تامة. أما كلمة ”الدهر“ فالمقصود بها في رومية12: 2 ”العالم“: النظام الذي أسسه ويرأسه الشيطان ليحتفظ بالإنسان بعيدًا عن الله.
فنحن المؤمنين، قصد الله في اختياره وتعيينه لنا أن نكون مُشابهين صورة ابنه ( رو 8: 29 ) لا مُشاكلين هذا العالم في مبادئه.
تخيَّل لو أن سفيرًا لدولة عُظمى، راقية ومتحضرة، يرتضي أن يُشابه أهل البلاد التي هو مُوفَد إليها، وتلك الأخيرة ما هي إلا بلاد متخلفة وفقيرة، يعمها الجهل وتسودها عادات بدائية! إنك لو أمكنك أن تستسيغ وضعًا كهذا، فإنه مُحال أن يقبل عقلك أن أشخاصًا سماويين، ليسوا من هذا العالم ( يو 17: 14 ، 16) يعيشون على كوكب الأرض، وقدوتهم سكانها، فيحتذون بعادات شعوبها!!
إن هذا التشبيه البسيط لهو أقل جدًا من الواقع. فنحن المؤمنين هنا، لسنا فقط نسعى كسفراء عن المسيح، ولكننا نقول إننا مُرسلون إلى العالم من قِبَل المسيح شخصيًا، وذلك حسب صريح كلماته هو ـ له المجد ـ «كما أرسلني الآب، أُرسلكم أنا» ( يو 20: 21 ). فيا لشرف الامتياز! ويا لجسامة المسئولية في آن واحد!
إن مُشاكلة هذا العالم، بناسه وأفكاره، لهيَ خطية عُظمى، وخسارة فادحة، وعدم تقدير لِما أوصلتنا إليه نعمة الله، ليس من جهة مقامنا الشرعي فحسَب، ولكن أيضًا من جهة دورنا وتأثيرنا هنا على الأرض، وفوق الكل عدم تقدير لرفض هذا العالم لسيدنا وربنا المعبود، فالصليب فصل بيننا وبين هذا العالم أدبيًا وروحيًا ( غل 6: 14 )، وبعمل الصليب أنقذنا المسيح من هذا العالم الحاضر الشرير.
لقد شاكل لوط في يومه هذا الدهر، فخسر شهادته، وخسر مكافأة الأمانة، خسر عائلته، وخسر كرامته، خسر أفراحه، وخسر كل ممتلكاته، خسر زوجته، وخسر شرفه. بالإجمال: خسر كل شيء ما عدا نفسه، لا لشيء إلا لأنه كان بارًا، ولكن بكل أسف «مُعذبًا»!! ( 2بط 2: 7 ، 8).
على النقيض من ذلك، يقف أبو المؤمنين إبراهيم، الذي عرف أنه ليس إلا غريبًا ونزيلاً، فلم يطبعه العالم بطابعه، بل ترك هو تأثيره على العالم المُحيط به كرئيس من الله بينهم ( تك 23: 6 ). وما أبعد المُباينة! تُرى في أي جانب تقف أنت الآن أيها القارئ المؤمن؟
|